وفاة «غامدي الباحة» تفتح باب التحقيقات وتوقف 4 من رجال الحسبة والأمن

الأمير مشاري: من تسبب في الحادثة سينال الجزاء الرادع.. وآل الشيخ قدم تعازيه

TT

في حادثة مرورية هي الأولى من نوعها في منطقة الباحة، لا يزال الغموض يكتنف ملابسات انقلاب سيارة تقل أربعة أفراد، نجم عنها وفاة السائق وإصابة امرأة وطفلين يمثلون أسرة واحدة.

وفي تصريح صحافي أمس، أعرب الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة، عن بالغ ألمه وأسفه الشديد للحادث الأليم، الذي شهدته محافظة بلجرشي والناجم عن سوء فهم بين المواطن عبد الرحمن بن أحمد الغامدي، وعدد من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمحافظة، حيث قدم أمير المنطقة العزاء في وفاة المواطن، سائلا الله الشفاء العاجل لأسرته.

وأبدى الأمير مشاري بن سعود استياءه من أسلوب معالجة الموقف من قبل الجهات التي كانت طرفا مع المواطن، مؤكدا أنه تم تشكيل لجنة عليا ذات ثقة لتقصي جميع الحقائق والتفاصيل التي تسببت في ما حدث.

وأشار أمير منطقة الباحة إلى أنه يتابع شخصيا مجريات التحقيق وتفاصيله بدقة، وأنه لن يضيع حق لأحد، ولن تتكرر هذه الحادثة بحول الله وقوته في المستقبل، مفيدا بأن التحقيقات ماضية في طريقها الدقيق والسريع وأن الحقيقة ستظهر بصورة جلية.

وشدد الأمير مشاري على أهمية التأني في معالجة كثير من القضايا خاصة التي ترتبط بحياة الناس، مفيدا بأن جميع الأطراف التي كانت لها صلة بالحادث تم إيقافها رهن التحقيق حتى ظهور الحقيقة، وأن من تسبب في حدوث ذلك الحادث سينال جزاءه الرادع.

وتعود الحادثة التي وقعت عند الساعة الثانية والربع من فجر يوم السبت الماضي التي قادت إلى وفاة رب الأسرة، بينما أصيب ثلاثة أشخاص، كما أوشكت يد الزوجة على البتر بعد أن تعلقت بالجلد فقط، حيث شارك في مباشرة الحادث ثلاث فرق من الهلال الأحمر وفرقة من الصحة وفرقة من الدفاع المدني، وتم نقل المصابين إلى مستشفى بالجرشي كما نُقلت حالتا إغماء للجمهور الذي وجد بعد وقوع الحادث.

إلى ذلك، وبحسب أقارب المتوفى، فإن عبد الرحمن بن أحمد بن ناصر الغامدي، (35 عاما)، كان مع زوجته وأولاده في نزهة بحديقة الشكران في محافظة بالجرشي، وأثناء خروجهم من المتنزه، سمع أحد رجال الهيئة الموجودين على بوابة المتنزه صوت راديو السيارة مرتفعا، فأمره بالتوقف، ولكنه لم يستجب فانطلقت دورية الهيئة ودورية الأمن لملاحقته، مما تسبب في وقوع الحادث عند إحدى التحويلات بقرى الحميد، ونتج عن ذلك وفاة رب الأسرة على الفور وبتر يد زوجته وإصابة طفليه، حيث جرى إدخالهم العناية المركزة في مستشفيات بلجرشي والباحة.

وفي ذات الصعيد، زار وفد برئاسة أحمد بن علي الكلي، يرافقه عدد من أهالي المتوفى عبد الرحمن بن أحمد الغامدي، ومجموعة من أبناء قرية الطلقية، محافظ بلجرشي الدكتور محمد دادا في مكتبه أمس، حيث أبلغهم المحافظ تعازي الأمير مشاري بن سعود أمير المنطقة، ووكيل الإمارة الدكتور حامد الشمري، وتعازيه الشخصية في الفقيد، وأكد لهم اهتمام أمير المنطقة بالحادث واتصالاته ومتابعته للقضية، حيث وجه بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في مجرياتها.

الناطق الإعلامي بشرطة المنطقة المقدم سعد طراد الغامدي، أكد من ناحيته أن «التحقيقات ما زالت جارية، ومن المبكر التصريح بشيء حتى تتضح الصورة»، مشيرا إلى أن اثنين من الهيئة ومثلهما من الدوريات الأمنية موقوفون على ذمة القضية، بينما باشر اللواء محمد بن حمد الهطلاني، مدير شرطة الباحة، بنفسه التحقيق في القضية ببالجرشي مع المتهمين، إلى جانب اللجنة المكلفة التي أشرف عليها من بداية القضية.

كما أوضح ماجد الشطي، الناطق الإعلامي بصحة الباحة، أن الطفلة، (4 سنوات)، في حالة مستقرة بمستشفى بلجرشي العام، بينما لا تزل حالة الطفل ذي السبع سنوات حرجة، حيث يرقد في العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بالباحة في حالة إغماء حتى الآن، نافيا وفاة الجنين في رحم الأم حتى وقت إعداد هذا التقرير، مؤكدا أن حالة الزوجة غير مستقرة، ولا تزال يدها محل اهتمام ومتابعة الأطباء، إلا أنها لم تبتر وتجرى الجهود لإعادتها لسابق عهدها.

وفي تصريحات صحافية أول من أمس حول الحادث، أكد الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عن طلبه من أمير منطقة الباحة تكليف الجهة المختصة لديهم التحقيق في الحادث، معتبرا أن هذا الطلب ليس تخليا من الهيئة عن أفرادها المشتبه فيهم على خلفية الحادث، مستدركا القول: «ولكن حادثا مريعا كهذا يحتاج أن تسند التحقيقات فيه إلى جهة الاختصاص حتى تأخذ العدالة مجراها الطبيعي براءة للذمة وتحقيقا لسلامة النتائج».

وأوضح الدكتور آل الشيخ أن القضية بأيد أمينة، وسيظهر على أيديهم الحق لأصحابه، كما أبلغ الأمير حزنه لما حصل، وأفصح عبد اللطيف آل الشيخ عن توجيهه لرئيس فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة الباحة بأن تأخذ القضية مسارها الصحيح والعادل دونما تدخل.

وأعلن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه سيلتزم الحياد حتى ظهور نتائج التحقيقات، وأعرب آل الشيخ عن تعازيه الحارة لأسرة المتوفى ودعائه للمصابين في هذه الحادثة بالشفاء العاجل، معتبرا أن ما حدث أمر محزن جدا.