40% من علماء الحضارة الإسلامية يستحقون جائزة نوبل

5 ملايين مخطوطة تخص الحضارة الإسلامية حقق منها 5 آلاف

TT

أكد البروفسور الدكتور سليم الحسني مؤلف موسوعة «1000 اختراع واختراع» أن هناك خمسة ملايين مخطوطة هي المتبقية من تاريخ الحضارة الإسلامية وهي التي نجت من حريق بغداد بسبب غزو المغول ومن حريق غرناطة، مبينا أن قسما كبيرا من هذه المخطوطات مكتوب باللغة العربية أو لغات مشابهة كالفارسية، وقد حقق من هذه المخطوطات 5 آلاف مخطوطة فقط وأغلبها في الجانب السياسي والديني والأدبي موزعة في أماكن مختلفة حول العالم، منها في الفاتيكان وأكسفورد وإسطنبول والهند والقاهرة وموريتانيا ومكتبات أميركا، ذكر ذلك أثناء تقديمه لمحاضرة بعنوان «رحلة إلى الماضي من أجل بناء مستقبل مشرق» في مهرجان «أرامكو» السعودية الثقافي بمدينة الظهران.

وأوضح البروفسور الحسني، وهو أستاذ كرسي في هندسة الطاقة السريعة وسجل ضمن قائمة الـ500 شخصية الأكثر تأثيرا من علماء المسلمين والحاصل على زمالة الجمعية العلمية البريطانية، أن الفجوة التي وجدت في التاريخ وقدرت بألف سنة، هي فترة عصر الاختراعات الإسلامية والتي غيبت في التاريخ، وعند حصر عدد العلماء المسلمين في تلك الحقبة تم تقديرهم بـ600 عالم منهم النساء، ولو كانوا على قيد الحياة لكانوا من خيرة العلماء ولحصل 40 منهم على الأقل على جائزة نوبل، وأكد الحسني على أن 70 في المائة من الإنجازات والاختراعات السابقة هي للحضارة الإسلامية مما يعني أنها حصة الأسد.

وأشار الحسني إلى أن أحد أسباب تغييب الحضارة الإسلامية لمدة ألف سنة هو الخلاف الأوروبي بين علماء الدين وعلماء العلوم الطبيعية مما ولد تصادما بينهم بحيث لا يمكن لعالم أن يتجرأ وينسب أي معلومة للمسلمين، ولا أن يأتي بمعلومة أو نظرية مختلفة عن نظرة الكنيسة للكون، رغم أن العلماء كانوا متأثرين بالحضارة الإسلامية وخاصة في الأندلس، ولكن عامة لم تكن النظرة إلى أن الغرب كان ضد المسلمين، مؤكدا على وجوب ابتعاد العرب عن نظرية المؤامرة والتركيز على البحث عن أخطائهم ومحاولة إحياء هذه الحضارة من جديد.

وتناول في محاضرته السبب الذي دفعه لتأليف كتاب «1000 اختراع واختراع» الذي يقول إنه كان يهدف إلى خلق فهم وتقدير لإسهامات المسلمين في تطوير العلوم والتكنولوجيا المعاصرة على مستوى العالم وإلهام الشباب المسلمين، معتبرا أن هذه الاختراعات مثلت مظهرا من مظاهر الحياة الحديثة.

كما هدف من خلال الكتاب إلى تشجيع مفهوم الابتكار العلمي والتكنولوجي وتعزيزه، بوصفه قناة إيجابية بناءة للتعبير عن معتقدات الفرد، بدلا من الانعزالية الدينية والتطرف، واستخدام الجذور الثقافية للعلوم في تقوية التماسك الاجتماعي والتقدير والاحترام بين الشعوب، وتغيير الصورة النمطية التي علقت في الذهنية العربية منذ سنوات طوال والتي تشير إلى فكرة أن العرب مجرد مستوردين للحضارة والابتكارات، وكان المشروع في بداياته موجها إلى الغرب.

وقال إن المشروع توجه بعد ذلك إلى العالم الإسلامي لكي يكشف للشباب عن مساهمة الحضارة الإسلامية في الحضارة الحديثة لكي ينشطوا في المجال العلمي، «كما نعطي إشارات من خلال المشروع إلى أنه يجب أن نأخذ من الماضي ما يساعدنا على بناء المستقبل وليس تقليد الماضي والرجوع للوراء».

وكشف عن وجود مشروع للخروج بكتاب مشابه لـ«1000 اختراع واختراع» مكتوب بطريقة أخرى للأساتذة مبني على المواد التي تدرس، وهي حقيبة من المعلومات يستفيد منها الأستاذ ويحتاج للدعم لإكماله.

ولفت إلى وجود قاعدة معلومات تحتوي على 70 ألف مصدر ويمكن أن تصل إلى 120 ألف مصدر ولو كانت بين أيدي الناس في الإنترنت لأحدثت ثورة ولكن إخراجها للناس يحتاج للكوادر البشرية والموارد المالية.

وقال إن عنوان الكتاب «1000 اختراع واختراع» اقتبس من العمل الأدبي العربي الشهير «ألف ليلة وليلة» المرتبط بالحضارة العربية والإسلامية، فعند ذكر الثقافة العربية يقفز للأذهان كتاب «ألف ليلة وليلة»، ونحن نتحدث عن ألف سنة، كما أن الملايين من البشر قد عاشوا بين الصين وإسبانيا وليس بكثير عليهم اختراع واحد كل عام، بالتأكيد هناك ملايين من الاختراعات لم نعرف عنها.