تحذيرات من إرهاق ميزانيات الأسر بالشراء العشوائي خلال الشهرين المقبلين

تقدير حجم زيادة التكلفة 30%

TT

قدر مختصون سعوديون نسبة الزيادة عمليات «الشراء العشوائي» التي من المتوقع أن تلقي بظلالها على الأسر السعودية خلال الشهرين المقبلين بـ30 في المائة، كفائض عن حوائجهم. وتمثلت الأسباب في التكلفة الاجتماعية، وعدم التخطيط الجيد للاحتياجات والكماليات واتزانها بميزانية الأسرة، إلى جانب سلوكيات تسوق تدفع المتسوق إلى شراء واسع، لسلع ومنتجات غير ضرورية.

ويأتي ذلك في وقت يجهز فيه أرباب الأسر السعودية جيوبهم استعدادا لثلاث مناسبات مقبلة، من المتوقع أن ترفع وتيرة الصرف من ميزانيات الأسرة، وترتبط بالطعام والشراب في رمضان، فالعيد بأزيائه وأسفاره وتجهيزاته، ثم المكتبات والمستلزمات الدراسية مع بداية الموسم الدراسي.

يقول الدكتور سالم باعجاجة وهو أستاذ الاقتصاد في جامعة الطائف، إن الادخار الجيد منذ بداية عام يوفر للأسر مساحة واسعة للاختيار وتحديد عمليات شرائها في هذه الفترة من السنة، إذ «تزداد المصروفات في رمضان والعيد والعام الدراسي الجديد.. هذه المصاريف تثقل كاهل ميزانية الأسرة، وتعمل على إرهاقها».

ويضيف أن التقليل من الكماليات يعد حلا مؤقتا لمن لم يدخر، وهذا محدد للعاملين في الشركات العامة وموظفي الدولة، لأن بعض الشركات الكبرى وبعض المؤسسات، تمنح موظفيها مبالغ مقطوعة عند اقتراب رمضان تقديرا منها للمصاريف العائلية.

إلى ذلك، اقترح الخبراء جملة حلول قدروا أنها توفر على الأسرة من 20 إلى 40 في المائة من ميزانيتها، تكمن في «التحكم، بكيفية الشراء ووقته، مع ضبط الاحتياجات والميزانية، وذلك لتحسن تصريفها في أمور أخرى، وليس للتوفير فقط»، كما يقول يزيد غوث وهو خبير تسويقي في شركة مشروبات غازية ومواد غذائية. الذي لخص ذلك في التسوق الأسبوعي وليس الشهري، إلى جانب كتابة قوائم الاحتياجات، ومشاركة الأسرة في تقدير المصروفات القادمة.

ويقترح غوث البدء في تغيير السلوك المؤدي إلى التسوق «ويبدأ بالشراء بطريقة الأسبوع، نظرا لصعوبة الدقة تقدير الحاجة على مدار شهر مقارنة بالتقدير الأسبوعي، إلى جانب وجود مواد كالخضار واللحوم والألبان، تحتاج إلى إعادة الشراء كل أسبوع، كما أن مقاربة الحاجة مع الميزانية والأولويات ستجعل المتسوق يخرج بكافة احتياجاته وبميزانية يستطيع التعامل معها».

يضيف غوث «إن المتسوق يلبي رغبة في مشاعره، وهي أن ما يشتهيه سيشتريه، ولا ننسى أن هناك منتجات وسلعا تعتمد في تسويقها على هذا النوع من الشراء كالحلوى الملاصقة للكاشير على سبيل المثال، أو المنتجات التي تتخذ مكانا متميزا حتى تساعد المتسوق على أن يتذكر».

وينصح خبير التسويق بمراعاة الذهاب إلى مراكز التسوق في حالة نفسية مستقرة من ناحية الجوع، معللا أن الرغبة هنا ستخف كثيرا عنها في حالة الجوع، وتقلل كثيرا من الشراء العشوائي، فيركز المتسوق على الأشياء التي يحتاجها الشخص نفسه. ويستطرد «عادة لو نحلل العوامل التي تدفع المتسوق إلى الذهاب إلى السوق وهي شهيته إلى الشراء.. لدينا مشكلة في الكميات، والحل يقدرها بمشاركة الأسرة، على أن يكتبها في ورقة.. لا بد من قائمة مكتوبة ومحددة الكميات بحسب الحاجة، وبأولويات ويقدر لها ميزانية ثابتة».

وزاد غوث «هناك أمور ثانية المشتري لا يحتاجها، لكنها تظل مرتبطة بالعادات والتقاليد، البن لا بد أن يكون كافيا، المواد الأساسية تكون متوفرة بزيادة، الولائم، وهي لا تعد حاجة بقدر ما هي حاجات اجتماعية، وهي مكلفة للأسرة على كل حال».