ثمانينيون يلتحقون بركب التعليم لقراءة القرآن وكتابة الحروف

تركوا أعمالهم صيفا وانخرطوا ببرنامج محو الأمية

تركز حملة محو الأمية على تعلم كبار السن قراءة القرآن («الشرق الأوسط»)
TT

أيقظت حملة التوعية ومحو الأمية التي تنفذها وزارة التربية والتعليم ممثلة بإدارة تعليم الكبار في التربية والتعليم بمحافظة صبيا حاليا بقطاع محافظة الريث بمنطقة جازان العزائم لدى كبار السن من الأهالي، وجاء تنفيذ حملة التوعية ومحو الأمية بقطاع بمحافظة الريث امتدادا لحملات نفذتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع العديد من الوزارات الأخرى خلال السنوات الماضية وواحدة ضمن حملات تنفذ حاليا بعدد من مناطق وطننا العزيز لتصل لمن هم في أمس الحاجة إليها في مواقعهم في قمم الجبال وبطون الأودية تقدم لهم أبجديات القراءة والكتابة وتعلهم مبادئ الدين الإسلامي وحفظ ما يتيسر من القرآن، إلى جانب تقديم كل ما يحتاجه الأهالي من خدمات صحية واجتماعية وثقافية ودعوية وزراعية وبيطرية وغيرها من الخدمات التي يقدمها ممثلو الجهات المشاركة في الحملة.

وتشمل حملة التوعية مراكز محو الأمية البالغ عددها «15» مركزا باشرت عملها في عدد من المواقع تشمل مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية بالريث، والمدارس الابتدائية في كل من وادي عمود، وخطوة العين، والرهوة، والواديين، والشامية، ومقزع، والجبل الأسود، والجفن، وملاطس بوادي ثور، والحدبة واللحجة، والسادة، وأتران، وطفشة، وذلك بعد أن وفرت كامل المستلزمات الخاصة بتنفيذ الحملة من مستلزمات دراسية ووسائل توعوية وإرشادية، والعناصر البشرية المؤهلة التي تشرف على تنفيذها.

ونوه أحمد بن علي ربيع مدير التربية والتعليم بمحافظة صبيا بتجاوب الأهالي مع الحملة الذي جاء منسجما مع حجم الحملة فكان الحرص والتجاوب هو الصفة الملازمة للحملة حتى زاد عدد الدارسين عن «459» دارسا، وكان الالتزام بالحضور المبكر والدائم لمراكز تنفيذ الحملة هو الصفة الدائمة والملازمة لهم رغم كثرة مشاغلهم والتزاماتهم الأسرية اليومية.

من جانبه أشار محمد بن حسين قضعان المدير التنفيذي للحملة إلى أن الحملة شهدت حضورا متواصلا من قبل الأهالي منذ انطلاقتها قبل نحو شهر ومطالبتهم الدائمة بمواصلة الحملة لفترة أطول حتى تعم الفائدة أكبر عدد ممكن من أهالي القطاع، مؤكدا سعي الجميع لتحقيق الأهداف المرجوة من الحملة التي تسعى لغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة والتربية والتثقيف التربوي والديني لدى الدارسين إضافة للتوعية الزراعية والصحية، مبرزا الجهود التي تقوم بها الجهات المشاركة في الحملة.

ومما يؤكد حرص الأهالي على التعليم وجود العديد من كبار السن الذي تجاوز بعضهم الثمانين عاما من بين المستفيدين من الحملة، حيث أكدوا أنه على الرغم من كبر أعمارهم التي لم تعد تساعد على تعلم الكتابة أو القراءة مستفيدين من حاسة السمع لحفظ بعض من القرآن وأركان الصلاة والإسلام لتكون عونا لهم على تأدية الصلاة بالشكل الصحيح.

وعبر كل من محمد يحيى الريثي ويحيى بن علي الشحني ومحمد يحيى النجادي عن سعادتهم وفرحتهم بالتحاقهم بالحملة وما تحقق لهم من فوائد بدأت تظهر جلية لهم رغم أن الحملة لم يمض عليه سوى شهر واحد تقريبا.

وفي نفس الصف بادرنا علي موسى الريثي بالسلام لنرده عليه ونسأله عن قدراته في الكتابة ليصمت قليلا وهو يبحث عن قلمه الذي وضعه قبل دخولنا الفصل بدرج طاولته بالصف وليبدأ عند عثوره على القلم في كتابة الحروف الهجائية من الألف إلى حرف الراء حيث كان آخر درس تلقوه بالمدرسة بحركاتها كافة من ضم وفتح وكسر وسكون، لنتأكد أن الطموح في تحصيل العلم ليس مقرونا بسن أو زمان معينين.

الجدير بالذكر أن الحملة تأتي في إطار سعي وزارة التربية والتعليم للقضاء على الأمية وحرصها على إنجاح الحملة الحالية وتفعيلها وتحقيق النتائج المرجوة منها ومواصلة النتائج والنجاحات الموفقة التي شهدتها الحملة خلال السنوات الماضية.