استفسارات الوظائف النسائية المعلنة تتجدد أمام «الخدمة المدنية»

الوزارة لـ «الشرق الأوسط»: معلوماتكم غير دقيقة.. والصحيفة تحتفظ بالوثائق

سعوديات لم يجدن غير الوقوف أمام مبنى وزارة الخدمة المدنية للتعبير عن حنقهن من استبعادهن من الوظائف. الصورة التقطت في وقت سابق («الشرق الأوسط»)
TT

وجدت وزارة الخدمة المدنية نفسها أمس أمام جملة استفسارات من مواطنات وذويهن حيال استبعادهن من الوظائف الإدارية والتعليمية المعلن عنها يوم أول من أمس.

ففي حين نشرت «الشرق الأوسط» أمس، قصص مؤهلات أقصين من استحقاق الوظيفة، نفت وزارة الخدمة المدنية عبر رد رسمي تلقته الصحيفة أمس، ما ذكرته المستبعدتان. وقال محمد الغامدي، مدير الإعلام والنشر المكلف بوزارة الخدمة المدنية، إن ما أوردته الصحيفة، حول معلومات «الأختين الكريمتين» غير دقيق، مطالبا بمراعاة الدقة ومراجعة الإعلانات الخاصة بالوزارة السابق نشرها عبر الصحف والموقع الإلكتروني حول المفاضلة.

في المقابل، أثبتت الوثائق التي بحوزة عفاف عبد الله وهيلة الماضي (تحتفظ «الشرق الأوسط» بنسخ منها) أن الوزارة تعاملت على نحو غامض. وجددت عفاف عبد الله تأكيدها أنها تقدمت إلى الترشيح بمعدل جيد العام الماضي وظهر اسمها وبعد المطابقة استبعدت، فيما قريبات لها من محافظة القويعية يحملن معدلات أقل، حُزْنَ الوظائف، فيما تم استبعادها هي، وتراهن عفاف عبد الله على قدرتها على مواجهة مسؤولي الوزارة وإظهار ما بحوزتها من وثائق تثبت الظلم البين والمحاباة في التوظيف، على حد قولها. من جانبها أبدت هيلة الماضي استغرابها من رد وزارة الخدمة المدنية عادَّة إياه تشكيكا في أحقيتهن ومصداقيتهن: «ظهر اسمي ضمن مجموعة الـ28 ألف، لكن بعد ذلك اختفت بياناتي لأرى زميلات لي حزن وظائف إدارية بالمرتبة السادسة، بينما لدي خبرة أكثر من 5 أعوام وتقدير عام ممتاز». وترى هيلة الماضي أن الوزارة تحاول أن تذر الرماد في العيون عبر تكذيبهن والتشكيك في حقوقهن كمستبعدات.

ولم تقتصر الاستفسارات التي تتلقاها الوزارة على ما نشر فحسب، إذ تم رصد شكاوى واستفسارات مماثلة تلقاها عبد العزيز الخنين، المتحدث باسم الوزارة، على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

حيث قال مواطن: «يوجد من الأخوات من ظهر اسمها وهي أقل نقاطا من زوجتي، وفي نفس التخصص وفي نفس الرغبة التي حددناها». فيما جاء رد المتحدث بالقول: «أرجو تقديم المعلومة كاملة لأتمكن من الإيضاح». وأوفى المواطن بما طلبه المتحدث بالتفصيل: «زوجتي حاصلة على 89.24 من مجموع النقاط العام وتخصصها القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، ورغبتنا إدارة تربية الرياض». وأضاف: «تم ظهور أسماء بنفس التخصص والرغبة أقل نسبة من زوجتي في النقاط. أرجو إنصافي». فيما لم يتم الرد من قبل المتحدث على المواطن حتى إعداد هذه القصة (6:00 بتوقيت السعودية).

وبحسب الخطاب الذي بعثته الوزارة، فإنها تؤكد «اتخاذ أعلى درجات الشفافية والوضوح من خلال اتخاذ جملة إجراءات، بدأتها الوزارة بإعلان عدد الوظائف، وتوزيعها بحسب التخصص، والمناطق التعليمية، إلى جانب بيان نقاط المفاضلة، وكيفية احتسابها»، فضلا عن إتاحة خدمة الاستخدام عبر موقع «جدارة» على الإنترنت الذي يمكن بدوره المتقدمات من الاطلاع على النقاط وأسباب عدم ترشحهن بالتفصيل، ومعرفة نقاط آخر مرشحة في كل منطقة تعليمية تقدمت عليها، والمناطق التعليمية التي لم تتقدم عليها وتم ترشيح من هن أقل منها نقاطا. وأضافت الوزارة: «تم إعلان أسماء المرشحات المدعوات لاستكمال إجراءات التعيين المتضمنة بيانات خاصة بكل مدعوة، وهي الدرجة العلمية وإدارة التربية والتعليم المدعوة لها، ومجموع النقاط التي حصلت عليها».

وذيلت الوزارة ردها بالترحيب بأي متقدمة لديها معلومات ترى أحقيتها في التوظيف ولم يتم ذلك، وبأنها على استعداد لإيضاح كامل وضعها في المفاضلة.

يشار إلى أن وزارة الخدمة المدنية أعلنت أمس عن أكثر من 9 آلاف وظيفة إدارية من الوظائف المحدثة بالأمر الملكي، وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الأسماء الحائزة الوظائف التعليمية والإدارية، هي التي حدثت بياناتها على موقع «جدارة» من 24 وحتى 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مشيرة إلى أن الأسماء التي تم إسقاطها «لم تحدث بياناتها في تلك الفترة».