قلة الموارد المالية تعوق مراكز الأحياء عن تفعيل برامجها الاجتماعية

وسط مطالبات من الأهالي باحتواء الشباب

TT

حثت دراسة أكاديمية رجال الأعمال والشركات العاملة في السعودية على ضرورة تقديم الدعم المادي لمراكز الأحياء، مشيرة إلى أن قلة الموارد المالية تعوقها عن تنفيذ الدور المنوط بها في تفعيل برامجها الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى المشاكل الإدارية وقلة التوعية الإعلامية بدورها في دعم الأنشطة الاجتماعية.

وتحتاج المراكز، بحسب الدراسة، إلى بناء مقر رئيسي في كل حي يتم من خلاله توفير صالات الأنشطة والفعاليات، حيث إنه من الملاحظ أنه تتم إقامة الفعاليات والمناشط في صالات الأفراح والمدارس. وتعد مراكز الأحياء وفقا لمجموعة من السكان أحد أهم المواقع لاستقطاب طاقة الشباب وحمايتهم من وقت الفراغ، خاصة في موسم العطلة الصيفية التي تمتد إلى أكثر من 60 يوما.

ويتمحور دور المراكز، حسب الأهالي، حول النشاطات الثقافية المحدودة لفئات عمرية، وقد طالبوا بتفعيل أكثر للبرامج والتواصل من خلال عمد الأحياء وأئمة المساجد لتوسيع المشاركة وطرح برامج تشمل الأسر بتنوع أفرادها.

ويرى الشيخ إبراهيم السلطان، الداعية الإسلامي، أن دور مراكز الأحياء مهم في حفظ طاقات الشباب والعودة عليهم بالنفع، مطالبا بالمشاركة الفاعلة مع الجهات الأخرى في الأحياء مثل مراكز الدعوة والإرشاد التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية وكذلك أئمة المساجد، بحيث يتم تفعيل دور المسجد من خلال مراكز الأحياء وشدد السلطان على ضرورة توافر عدد من الإمكانات المادية والبشرية لتلبية الاحتياجات من مكاتب إدارية وفصول دراسية وصالة رياضية ومسابح وملاعب خارجية، إلى جانب وجود موارد مالية ثابتة كالدعم الحكومي والمبادرات الاجتماعية من قبل القطاع الخاص ورجال الأعمال.

وقال المهندس حسن محمد الزهراني، أمين عام المجلس الفرعي بمحافظة جدة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن جمعية مراكز الأحياء في محافظة جدة تحرص على شريحة تشكل 70 في المائة من المجتمع، حيث تعد حماية الشباب وتوفير بيئة مناسبة لهم تستوعب طاقاتهم وتوجهها في خدمة المجتمع من أولوياتها. وبين الزهراني أنه تم تنفيذ البرنامج في 13 مركزا حيا، بواقع 30 دورة ومنشطا تؤصل قيما وتبني مهارة وتغرس معاني العطاء والإبداع في نفوس الناشئة. وقد بلغ عدد المستفيدين 4000 طالب وطالبة خلال الإجازة الحالية، مشيرا إلى «سعي المراكز إلى التطوير الذي تعد الاستدامة وقياس الأثر أهم معالمه، وهو ما نسعى لتحقيقه من خلال البرنامج لنؤكد توجيه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة على أهمية (المشاركة المجتمعية) خاصة لشريحة الشباب قلب هذا المجتمع النابض».

وأوضح أن «مراكز الأحياء متمثلة في المجلس الفرعي بمحافظة جدة أطلقت برنامجها الصيفي السنوي لتنمية المهارات والهوايات (مواهب) والذي استهدف هذا العام 4000 طالب وطالبة من الشباب والفتيات في صيف هذا العام على مدار 5 أسابيع، حيث يعد برنامج (مواهب) أحد أبرز برامج الجمعية النوعية والتي تستهدف تنمية المواهب وصقل المهارات الشبابية عند أبنائنا وبناتنا من خلال محور الأبناء الذي يعد أحد المحاور الرئيسية لعمل الجمعية».

ويهدف مشروع مراكز الأحياء إلى إعادة الروح الاجتماعية والدور الأساسي للحي من خلال التواصل الاجتماعي والعلاقات الإيجابية بين أفراد الحي، إلى جانب تعزيز القيم الإسلامية وتنمية الوعي الاجتماعي بين أفراد الحي الواحد، والمساهمة في حل المشكلات والظواهر السلبية، إضافة إلى توظيف الطاقات والقدرات في تطوير الحي وخدمة أفراده، باعتبار أن مركز الحي سيدار من خلال أبنائه.

تجدر الإشارة إلى أن تجربة مراكز الأحياء انطلقت في المدينة المنورة قبل 10 أعوام مضت، ومن ثم تم إنشاء جمعية لمراكز الأحياء بمكة المكرمة عام 1424هـ، وفي عام 1425هـ بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية في التصريح لمراكز الأحياء التي لم تقم فيها مراكز أحياء كالرياض التي يوجد فيها حاليا 25 مركزا، والمنطقة الشرقية 15 مركزا، بينما منطقة عسير توجد بها 4 مراكز، والقصيم 5 مراكز، ومنطقة حائل بها مركز واحد.