الشريف: الصيدلي هو المسؤول عن إعطاء معلومات الأدوية والطبيب يوضح عدم تعارضها

99 % من زوار جناح الشؤون الصحية في برنامج «أرامكو» يجهلون طرق حفظ الدواء

اعتماد الهجاري أخصائية التثقيف الصحي تشرح لزائر حول ثقافة الدواء
TT

تفاجأ القائمون على جناح الشؤون الصحية للحرس الوطني المشارك في برنامج «أرامكو – السعودية» الثقافي في صيف جدة أثناء لقائهم بشريحة عريضة من المجتمع السعودي بمدى جهلهم بالطريقة الصحيحة لحفظ الدواء.

وأكدوا أن 99 في المائة من الزائرين ليس لديهم أي معلومات عن طرق حفظ الدواء، وما هي درجة الحرارة المناسبة التي توضع فيها الأدوية، وعلى الرغم من تخوفهم من عدم الوعي الموجود عند الزائرين، فإنهم اعترفوا أن نشرات الأدوية لا تحمل المعلومات الكافية التي توضح مدة صلاحية الدواء أثناء فتحه والمدة اللازمة لاستعماله.

من جهتها أشارت اعتماد محمد الشريف الهجاري، أخصائية التثقيف الصحي في طب المجتمع والطب الوقائي للشؤون الصحية للحرس الوطني بالقطاع الغربي، إلى انتشار عدم الوعي وثقافة التخوف من الأطباء بين شريحة كبيرة من مجتمع المرضى في السعودية، مما جعل مستشفى الحرس الوطني رفع هذه الملاحظات إلى الإدارة العليا، وأخذ موافقة الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، رئيس الحرس الوطني، بإنشاء حملة أطلق عليها اسم «السلامة الدوائية».

وبينت أن هذه الحملة مكونة من عدة تخصصات، دورها إعطاء معلومات للمرضى عن كثير من الأمور التي يجهلونها، مثل أنه لا يحق لطبيب أن يلغي ملفك بمجرد معرفته أن لديك ملفا في مستشفى آخر، وضرورة الإفصاح للطبيب المعالج عن ماهية الأدوية الأخرى التي يتناولها، كي لا تتعارض مع الأدوية الجديدة، إلى جانب توعية المرضى بضرورة التحدث مع الطبيب ومعرفة الأعراض الجانبية التي قد تسببها هذه الأدوية.

ولفتت إلى أن أدوية شراب الأطفال تحكم فعالياتها مدة معينة من فتح العبوة، وأن هذا النوع من الأدوية بعد فتحه بـ10 أيام تكون نسبة فعاليته لا تتجاوز الـ10 في المائة، مشيرة إلى أن هذه المعلومة غائبة عن كثير من الأمهات.

وبينت أن هذا النوع من أدوية شراب الأطفال، تفتقر نشراتها إلى معلومة مهمة؛ وهي مدة انقضاء فعالية الدواء بعد فتحه، موضحة أن مدة انقضاء فعالية الدواء بعد 10 أيام فقط من فتحه، واستعماله بعد هذه الفترة لا يعطي سوى 10 في المائة من فعالية الدواء.

وأوضحت أن المسؤول عن إعطاء هذه المعلومة هو الصيدلي وليس الطبيب المعالج، معتبرة دور الطبيب يكمن فقط في كتابة الدواء وتأكده من عدم تعارض الأدوية بعضها مع بعض.

وقالت: «كثير من حالات المرضى التي ترد إلينا في الحرس الوطني، تخفي أن لها ملفا في مستشفى حكومي آخر، وبالتالي يتعارض كثير من الأدوية التي يكتبها الطبيبان دون أن يذكر المريض أنه يتناول علاجا خاصا لمرض معين غير مذكور في ملفه، وسبب تخوفه أنه لو ذكر للطبيب الذي في الحرس الوطني أنه يعالج عند طبيب آخر في مستشفى حكومي آخر سوف يقوم الطبيب بإغلاق ملفه».

وأضافت: «عدم الوعي وانعدام الثقافة عند المرضى يتسببان في جعلهم يعتقدون أن الطبيب عندما يعلم أن المريض لديه أكثر من ملف في أكثر من مستشفى حكومي، يحق للطبيب أن يلغي ملفه في المستشفى الذي يعالج فيه، وبالطبع ليس من حق أي شخص في المستشفى أن يلغي ملف مريض لديه لمجرد علمه بذلك».

وبينت أن هناك مخاطر كثيرة قد تنجم عن تعارض الأدوية مع بعضها البعض، وقد تسبب الوفاة في بعض الأحيان، وأعطت مثالا على عدم خلط المضادات الحيوية الخاصة بالأطفال بشكل سليم، التي قد تسبب وفاة فورية للطفل، بالإضافة إلى تناول كثير من الأدوية في وقت واحد دون تمييز نوعية هذه الأدوية وكيفية استخدامها، قد يتسبب في تلف أعضاء في الجسم على المدى البعيد، مشيرة إلى أن هناك نسبة كبيرة من المرضى كان جهلهم بكيفية تناول الأدوية سببا في أمراضهم.

وأكد الدكتور بدر بن عبد الرحمن الجاسر، مدير إدارة طب المجتمع والطب الوقائي بالشؤون الصحية للحرس الوطني في القطاع الغربي، أهمية البرنامج المقام حاليا في مقر المركز الاجتماعي للشركة بحي الرحاب في جدة، الذي يستمر حتى 28 شعبان الحالي.

وقال الدكتور بدر الجاسر خلال البرنامج الذي شهد إقبالا غير مسبوق: «استنتجنا أن 99 في المائة من الزائرين ليس لديهم أي معلومات عن طرق حفظ الدواء في درجة حرارة أقل من 25 درجة مئوية، وكذلك الثلاجة، وما هي الأدوية التي يجب أن تحفظ في الثلاجة، وهي أدوية الأنسولين، والمضادات الحيوية للأطفال، وكذلك الشرابات بجميع أنواعها بعد الفتح يجب أن تحفظ في الثلاجة، وعدم علمهم بعلامات فساد الدواء، مثل أدوية الشراب، ووجود مادة مسكرة، أو يكون الدواء متكتلا وليس سائلا».

وشدد الجاسر على أن من أبرز الأخطاء الموجودة، أن هناك مرضى ذكروا أنهم يتناولون مجموعة من الدواء في وقت واحد، وهذا من الأخطاء الفادحة، فهناك أدوية لا بد أن تؤخذ على معدة خاوية، مثل أدوية المعدة، لأنها تعالج المعدة، وهناك أدوية تؤخذ بعد الأكل، مثل مسكنات العظام وغيرها لأنها تؤذي المعدة، وكذلك تم التنويه للمريض المسافر، بأن يستشير طبيبة قبل السفر، وخصوصا مرضى السكري، والقلب، والضغط، وحمل جميع الأدوية معه في يده ولا توضع مع الأثاث، لضمان عدم ضياعها.