أعمال صيانة.. تجبر مواطنا على الاستغناء عن محله

وضع إعلانا طوله 4 أمتار.. وكتب عليه «للتصفية بسبب الحفريات»

لم يجد أبو صالح حلا مناسبا غير الاستغناء عن المحل جبرا.. بهذا الإعلان (تصوير: فيصل الدخيل)
TT

«تصفيه نهائية بسبب الحفريات 30 في المائة، حسبنا الله ونعم الوكيل» بهذه العبارة علق أبو صالح (30 عاما) صاحب محل للأواني المنزلية لوحة بطول 4 أمتار، أمام محله، الذي حاصرته الحفريات منذ أكثر من 9 أشهر، ورد الشكوى إلى الله.

الحفريات التي وضعت أمام محله الذي علق أمامه لافتة كتب عليها «نأسف لإزعاجكم» وكأن الشركة المنفذة تقصد هذه العبارة بعينها.

ويقول أبو صالح لـ«الشرق الأوسط»: «إن المحل هو رزقي الوحيد بعد الله، وأتت الشركة فحفرت الحفر في أقل من يوم وذهبت ولم تعد منذ أكثر من 9 أشهر».

ويستطرد قائلا: «لقد حاولت أن أتواصل مع البلديات والأمانة وشركة الكهرباء وشركة المياه الوطنية ولكن لا مجيب، حتى إني قلت لهم أنا أتكفل بنقل الحواجز الخراسانية، ولكن لا مجيب يسمعني».

ويوضح أبو صالح أن المحل رزقي الوحيد بعد الله، افتتحته قبل عامين، والحمد لله، الأمور كانت ميسرة والبضاعة تباع والزبائن يتوافدون على المحل، لكن بعد وضع الحفريات بدأ الزبائن يبتعدون، والإيراد بدأ ينقص؛ حتى وصلت نسبة الأضرار إلى أكثر من 80 في المائة، والأضرار أجبرتني على وضع هذا الإعلان والاستغناء عن المحل.

من جهتهم، قال عدد من أهالي الحي القريب من المحل الواقع شرق الرياض مخرج 15، إن «الشوارع الرئيسية والفرعية لا تخلو من لوحات الاعتذار التي تحمل عبارة (نأسف لإزعاجكم.. نعمل لأجلكم)، وذلك بسبب أعمال الصيانة أو تعديلات شركات المياه والكهرباء أو الصرف الصحي أو الاتصالات، بالإضافة إلى أعمال التطوير، الأمر الذي يعرض الشارع لعمليات الحفر والردم لعدة مرات وعلى مدى أشهر، مما يتسبب في مضايقتنا وارتباكات شديدة في حركة المرور».

من جهته، قال عبد العزيز الدويش (26 عاما) أحد سكان حي السلام: «إن الرياض تشهد تطورا ملحوظا في النهضة العمرانية، ولكن لا تزال شوارعنا (مكسرة)»، على حد وصفه.

وأضاف: «تفاجأ بمداخل الرياض ومخارجها وأحيائها التي أصبحت الحفريات علامة فارقة فيها»، موضحا أن الحفريات تمتد منذ حفرها إلى عامين دون أي عمل، حتى أنك لا تعرف من قام بحفرها لكثرة الجهات المشاركة في العملية التطويرية للبنية التحتية.

إلى ذلك، قال أيوب محمد، مدير مركز لصيانة السيارات، لـ«الشرق الأوسط»: «إن أبرز المشكلات التي نواجهها بسبب الحفريات هي أعطال السيارة كاملة، وخصوصا شكمانها (الكنداسة) بشكل متكرر طوال العام، دون توقف».

من جانبه طالب بدر الخالد (32 عاما) بضرورة وضع آلية محددة وواضحة ترضي الطرفين، صاحب المنزل أو صاحب المحل، والجهة المنفذة للمشروع، ويوضع اتفاق بينهما خلال مدة محددة يلتزم بها الطرفان، والمقصر يعاقب بمخالفات عالية حتى يعي ما يقوم به من أعمال.

ويضيف: «لو وضعوا بجوار لوحة الاعتذار لوحة لاسم المنفذ والمدة التي يقضيها في تنفيذ المشروع ورقما ساخنا لأي استفسار حتى لا يحرجون ولا يضرون الغير».