السعوديون معرضون بشكل يومي لـ «الاصطياد» الإلكتروني

مختصون يحذرون من خطر الاختراقات

TT

حذر مختصون في تقنية ونظم المعلومات من أخطار تتربص بمستخدمي الشبكات الاجتماعية في السعودية، إثر ازدياد هجمات الاصطياد الإلكتروني، من خلال روابط لمواقع وهمية على حسابات المستخدمين ورسائل البريد الإلكتروني. وذكر محمد العزب، كبير المستشارين التقنيين في شركة «آر إس آي» المتخصصة في أمن المعلومات بالسعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجموعات المنظمة التي تقوم باختراقات معظمها تبادر لبناء جيش من الأجهزة المتصلة بالإنترنت وتسيطر عليها بشكل كامل، فإذا أهمل الفرد أمن المعلومات على الجهاز فإن هذه المجموعات تستغل الثغرات الأمنية وتخترق الأجهزة، ثم تستخدمها لعمل هجوم ضد مواقع مؤسسات وشركات، وعادة ما يكون من الصعب إيقافها، لسيطرتها بشكل كامل على الأجهزة وإمكانية إصدار الأوامر لها لاختراق أي موقع». وأبان العزب أن أمن المعلومات في القطاع المالي والمصرفي أصبح في نضوج عال بعد وضع «ساما» (مؤسسة النقد العربي السعودي) تنظيمات للبنوك وإجبارها على الالتزام بها. وأشار العزب إلى ضرورة توعية الأفراد للوقاية من هجمات المخترقين «الهاكرز» لا سيما على الشبكات الاجتماعية وبرامج الحماية على أجهزة الكومبيوتر، حيث قال «زيادة عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية إذا لم تتناسب معها زيادة في التوعية من المؤسسات الحكومية والخاصة والإعلام، سيكون لها تأثير سلبي، فقد تستخدم المجموعات المنظمة الجزء الأكبر من هذا العدد في اختراق مؤسسات البنية التحتية، مما يؤثر على الأمن الوطني وخوادم الشركات الرئيسية في السعودية».

بينما أوضح المدون فهد العييري، عضو هيئة تدريس في قسم نظم المعلومات بجامعة القصيم والمبتعث حاليا للدراسة في كندا، أن الشبكات الاجتماعية، التي سماها بالمحترمة، كـ«تويتر»، لا تعطي عناوين المستخدمين لشركات إعلانية، فهي تحتفظ بها لمراسلة العضو عن طريقها فقط، وبعض الشبكات الاجتماعية تسأل العضو أثناء التسجيل عن اهتماماته مثل التسوق، التقنية، السياحة، وغيرها، لترسل له على بريده الإلكتروني ما يتعلق بهذه الأمور فقط، وهذا لا يعتبر من قبيل الـ«سبام» أي الرسائل الدخيلة غير المرغوب بها. وأشار المدون العييري إلى أن الاختراقات على شبكات التواصل الاجتماعي تكون على شكل روابط لمواقع تصل كإشارة (مينشن) أو كرسالة خاصة على «تويتر» يتم من خلالها اختراق العضوية أو حساب المستخدم، وكذلك ما تقوم به مواقع الاصطياد إلكتروني التي تظهر على شكل تطبيقات على الويب، وحينما يسجل العضو دخول بحسابه الشخصي على «تويتر» و«فيس بوك» فسيكتشف أنها مواقع مزورة ولكن بعد فوات الأوان وسرقة بياناته واستخدامها. وتختلف هذه الاختراقات عما حدث مؤخرا من هجمة اختراقات في «تويتر» لحسابات المشاهير، حيث كان سببها ثغرة على «هوت ميل»، فقد أشار فهد العييري إلى أن أي شخص سجل في «تويتر» وربطه ببريده على «هوت ميل» في تلك الفترة كان عرضة للاختراق، ولكن تم سد الثغرة وحل المشكلة، ولم تكن لـ«تويتر» أي علاقة بالأمر.

ووضع المختصون بتقنية المعلومات نقاطا عدة لتوعية مستخدمي الإنترنت للحماية من الاصطياد الإلكتروني، كما أشار إلى ذلك فهد العييري في مدونته، كالتأكد من رسائل البريد الإلكتروني من البنوك ومواقع التسوق في طلب تحديث البيانات دون الانجراف وتسجيل كل البيانات لعناوين وهمية. ويعد فتح الروابط الوهمية وسيلة من أسرع الطرق لاختراق الأجهزة وأخذ كل بياناتها، حيث يوصى بعدم فتح الروابط إلا بعد التأكد من صحتها وصحة محتوى البريد الإلكتروني واسم المرسل أو عنوان الموقع المرسل منه لا سيما إذا كان موضوع الرسالة متعلقا بتحويل الأموال وبطاقات الائتمان. ويوصى باستخدام أدوات الحماية على المتصفحات والتي تسهم في كشف مواقع الاصطياد بتنبيهات الأمان، فضلا عن التأكد من وجود شهادة الأمان في المواقع الموثوق بها، واعتماد مواقع التسوق بوجود علامة أسفل الصفحة الرئيسية كعلامة متحقق منها. ومن جانب آخر، ارتفعت نسبة مستخدمي الإنترنت بالسعودية إلى ما يزيد على 14 مليون مستخدم، بارتفاع يقدر بـ44 في المائة، مقارنة بعام 2001، بناء على تقرير مؤشرات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات للربع الأول من هذا العام. وقد تصدر التصفح أعلى القائمة في أسباب استخدام الإنترنت، بينما احتلت الأعمال المرتبة السابعة ما قبل الأخيرة حسب نتائج المسح الميداني. وأوضح التقرير زيادة في معدل استخدام «فيس بوك» منذ عام 2010، بكونه الأكثر انتشارا بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية في السعودية، حيث يقدر عدد المستخدمين بنحو 5 ملايين مستخدم، بنسبة 16 في المائة من السكان، وبنسبة 80 في المائة من الشباب تحت سن الخامسة والثلاثين، مما جعل السعودية تحتل المرتبة الثانية عربيا والثلاثين عالميا في عدد مستخدمي شبكة الـ«فيس بوك». وبحسب ما نشرته صحيفة «لوس أنجليس تايمز» عن ديك كوستولو، المدير التنفيذي لـ«تويتر»، فإن السعودية هي الدولة الأسرع نموا في عدد المستخدمين بما يقدر بـ3000 في المائة الشهر الماضي، مشيرا إلى أن نصف المستخدمين يلجأون إلى الشبكة بشكل يومي. ويرجع التقرير ارتفاع نسبة المستخدمين إلى انتشار الأجهزة والهواتف الذكية، التي يبقى الاتصال بالإنترنت فيها متاحا للولوج إليه من مختلف الفئات العمرية، سواء عن طريق شرائح البيانات أو شبكات الإنترنت أو عن طريق خدمات النطاق العريض.