«مهرجانات الصيف» تقلص البطالة وتحد من معدل الجرائم بين الشباب

مهرجان جدة يسدل الستار على عرضه الـ14 ويهدي 3 سيارات في ختامه

أجواء احتفالية شهدتها مهرجانات السياحة في كثير من مناطق السعودية هذا العام («الشرق الأوسط»)
TT

لم تقتصر المهرجانات التي أسدلت ستارها مؤخرا في المناطق السعودية على إتاحتها لآلاف الفرص الوظيفية للشباب فقط، بل تعدى هدف هذه المهرجانات إلى إشغال فراغ الشباب من الجنسين بالعمل الحر خلال فترة إجازة الصيف، التي تعيشها البلاد هذه الأيام، الأمر الذي قلل من مستوى الجريمة والفوضى التي تقع غالبا في فترة الصيف.

وأسهمت المهرجانات في زيادة دخل العاملين في مجال الحرف اليدوية والأسر المنتجة، وحركت الدورة الاقتصادية في المناطق التي تقام فيها تلك المهرجانات.

وحول إسهام الفرص الوظيفية للفعاليات والمهرجانات السياحية في مواجهة آثار البطالة السلبية وعلى رأسها «الجريمة»، يقول المدير التنفيذي لفرع هيئة السياحة بمنطقة الرياض عبد الرحمن الجساس، إن قطاع السياحة يعتبر من أكبر القطاعات المنتجة لفرص العمل، المباشرة وغير المباشرة، الدائمة والمؤقتة.

وشدد على أن إقامة تلك الفعاليات والمهرجانات السياحية تسهم وبشكل كبير في مواجهة آثار البطالة السلبية بتوفير عدد كبير من فرص العمل السياحي أثناء إقامة المهرجانات والفعاليات، الأمر الذي يقلل من مستوى الجريمة بين الشباب السعودي.

وأشار الجساس إلى أن المرفق السياحي أو الفعالية السياحية تولد فرصا للعمل يستفيد منها العاملون في المرفق أو الفعالية مباشرة، مثل العاملين في الفنادق أو قطاع السفر والسياحية، معتبرا أن ما يميز هذا القطاع في خلق فرص العمل هو إمكانية حدوث ذلك في أماكن لا تصل إليها القطاعات الأخرى، مشيرا إلى أن مرافق الإيواء السياحي يمكن أن تكون في القرى وأعالي الجبال وعلى الطرق.

من جانبه، قال عبد الله الشمسان، مالك شركة «الشمسان» صاحبة امتياز تنظيم «مهرجان أبها يجمعنا 2012»، إن المهرجان وفر ما يقارب 800 وظيفة ما بين عمل براتب مقطوع طيلة أيام المهرجان، وما بين فرص استثمارية تدر على أصحابها دخلا متميزا، وذلك في المواقع السياحية المتعددة في المهرجان، لا سيما في المواقع السياحية المنتشرة، مثل: ساحة المفتاحة، متنزه عسير الوطني، ساحة البلدية، بخلاف المشاركين في التنظيم أو اللجان المساندة، أو حتى ممن فتح لهم المهرجان فرص الاستثمار في أكشاك البيع التي صممت بشكل حديث وجاذب إلى جانب الخيم التسويقية.

وأضاف أن تلك الفرص الوظيفية والاستثمارية لفئة الشباب تأتي فضلا عن مهرجان التسوق بالمعارض الذي يوفر هو الآخر فرصا كثيرة أيضا للعمل والاستثمار، وحتى عن المهرجانات والفعاليات في المحافظات الأخرى في المنطقة التي تتبع للمهرجان.

وكشف عادل الهمزاني، رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان صيف حائل 33، عن أن فعاليات المهرجان وفرت نحو 500 فرصة عمل للشباب والسيدات في منطقة حائل.

ولفت الهمزاني إلى تنوع فرص العمل ما بين فرص وظيفية حرفية وبائعين وحراسات أمنية ولجان تنظيمية، مفيدا بأن المهرجانات الصيفية في المنطقة أصبحت ملجأ للكثير من الشباب والشابات من أبناء المنطقة وكبار السن الباحثين عن فرص وظيفية أو تسويق منتجات معينة يقومون بصناعتها ويستفيدون من خلالها ببيع المنتجات والاستفادة ماليا منه.

إلى ذلك، أسدل مهرجان جدة 33 الستار على فعالياته، في عرضه الـ14، بعد أن حظي بما يزيد على مليوني زائر من خارج وداخل السعودية.

واستمر مهرجان جدة على مدى 37 يوما وسط تحديات وصعوبات، في وقت حقق فيه المهرجان أرباحا قاربت 4 مليارات ريال، من خلال 150 فعالية تسابق على تقديمها 70 مدينة ترفيهية، و360 مركزا، ومجمعا تجاريا.

ووفقا لاستطلاع للرأي قامت به «الشرق الأوسط» لزوار العروس، لمعرفة مدى رضاهم عن مهرجان جدة 33، أكد محمد السليمان (45 سنة) والمقيم في جدة، أن أهم ميزة اختص بها مهرجان هذا العام، توزيع فعالياته على مناطق مختلفة، والبعد عن المناطق التي تكثر بها الازدحامات المرورية في الأيام العادية، خاصة منطقة الكورنيش، معتبرا هذه الفكرة من أهم الأفكار التي ساهمت في راحة الزائر، والتنقل بين مناطق الفعاليات من دون الدخول في عناء الزحام المروري.

من جهة أخرى، ترى هيام الحارس وهي أم لطفلين، قادمة من مدينة الطائف، أن مهرجان جدة هذا العام اتسم بمعرفة أماكن وأوقات الفعاليات من خلال الموقع الرسمي «جدة غير» على الإنترنت الخاص بمهرجان جدة، إضافة إلى الحساب الخاص بمهرجان جدة، عبر موقع التواصل الاجتماعي، مما أسهم في وصول الزائرين لوجهاتهم بكل يسر.

إلا أن خالد العنزي يرى أن ارتفاع أسعار الشقق المفروشة في مدينة جدة، بالتزامن مع مهرجان جدة 33، كان أعد الصعوبات التي واجهته خلال فترة إقامته، مطالبا ملاك هذه الشقق بعدم المبالغة في الأرباح، رأفة بالسياح القادمين من خارج جدة، إلى جانب فرض رقابة عليهم وتحديد سقف أعلى للزيادة من قبل هيئة السياحة والآثار. ويرى أنه على الرغم من أن أسعار الشقق المفروشة أقل من أسعار الغرف في الفنادق، فإن جميعهم بالغوا في الزيادة.

من جانبها، أكدت السعودية لطيفة السميري الفائزة بالجائزة الكبرى سيارة «هيونداي»، أنها شاركت في الكثير من المسابقات، لكنها المرة الأولى التي يصادفها الحظ، رغم أنها لم تضع سوى كوبونين فقط خلال تسوقها في مهرجان جدة، وأكدت أن السيارة ستبقى هدية غالية وستبقى لقضاء حوائج أطفالها الأربعة، مثمنة المصداقية الكبيرة التي تتميز بها المسابقة، والدور البارز الذي تؤديه الغرفة التجارية الصناعية بجدة لخدمة المجتمع والتفاعل معه.