رمضان.. شهر التحولات الغذائية

إخصائيو تغذية يعولون عليه للتحول نحو عادات صحية في حياة الأفراد

يحذر المختصون من الإفراط في الطعام بعد 16 ساعة من الصيام («الشرق الأوسط»)
TT

يعول إخصائيو التغذية والتثقيف الصحي على شهر رمضان لهذا العام أن يكون فرصة لبدء حياة صحية للأفراد، بتغيير بعض العادات الغذائية، والإكثار من شرب الماء، وممارسة الرياضة اليومية، والإقلاع عن التدخين، حيث يعتبرون أن ما يقدمه الصيام لـ16 ساعة فرصة لتخلص الجسم من سمومه.

وذكرت منيرة البعيجان، إخصائية التغذية، لـ«الشرق الأوسط»، أن رمضان فرصة للاستثمار في الصحة بزيادة الوزن أو ثباته، وقد يكون هذا الشهر مفتاحا لأبواب الحياة الصحية حال استثماره بطريقة صحية والبدء في تغيير العادات الغذائية، مشيرة إلى أن نوع الطعام بمفرده لا يكفي لحياة صحية، وإنما يدخل ضمنها وقت الأكل، وكميته وطريقة طهوه، علاوة على أهمية ممارسة الرياضة اليومية لنصف ساعة على الأقل.

ولفتت البعيجان إلى أن أفضل وقت لممارسة رياضة المشي في رمضان قبل الإفطار بساعة أو بعده بساعتين، لتجنب الجفاف والعطش، مؤكدة على أهمية تقسيم فترات الأكل في رمضان إلى فترات، وعدم تناول الطعام بكميات كبيرة في وقت واحد. وأشارت إخصائية التغذية إلى أن الإفطار على التمر أو الرطب، ثم تناول الوجبة الرئيسية بعد ربع إلى نصف ساعة من أذان المغرب، يحقق فائدة غذائية وراحة للجهاز الهضمي، مشيرة إلى أن التمر هو من أفضل الأغذية بعد فترة الامتناع عن الطعام لاحتوائه على سكر الجلوكوز الذي يمد الجسم بالطاقة، لكونه سريع الهضم وغنيا بالألياف الغذائية مما يزيد الشعور بالشبع.

ولفتت البعيجان إلى أهمية شرب كوب من الماء أو اللبن مع التمر لتعويض السوائل المفقودة خلال فترة الصيام الطويلة. وتنصح في الوجبة الرئيسية بتناول الحساء المعد في المنزل كالخضار والعدس وتجنب أكياس الشوربة الجاهزة لاحتوائها على نسبة عالية من الأملاح والدهون والكولسترول، مع تأكيدها على أهمية تناول سلطة الخضار الطازجة؛ واختيار المقبلات المطهية بالفرن. وزادت «يجب تجنب تناول الحلويات بعد الفطور مباشرة لتجنب الخمول وهبوط السكر في الدم وتناولها بعد ساعتين إلى 3 ساعات بعد الفطور، والتقليل من المقليات واستبدال المقبلات الخفيفة الطازجة بها، والاستبدال بالحلويات الدسمة الفواكه الطازجة باعتدال»، مشيرة إلى أهمية تجنب شرب المشروبات المحلاة بالسكريات والصبغات، واستبدال العصائر الطازجة بها أو منقوع الفاكهة المجففة كقمر الدين (المشمش)، والتقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي، كونها تتسبب في نقص السوائل في الجسم، واستبدالها إلى 8 أكواب من الماء بها لتعويض نقص الجسم من السؤال وقت الصيام.

وفي السياق ذاته، أشارت أمل المنصور، إخصائية التثقيف الصحي، في حديثها مع «الشرق الأوسط» إلى أنه لا ينصح بالصيام للمرضى الخاضعين لعمليات تحوير الأمعاء وقص المعدة وطيها في فترة النقاهة، إلا بعد مرور أكثر من 3 أشهر من تاريخ إجراء العملية. وأضافت «يتوجب على المريض اتباع النظام الصحي بعد العملية بشرب 3 لترات من الماء والسوائل يوميا لقرابة السنة من إجراء العملية، وأن يكون هناك نظام دقيق لتناول الأكل وتعويض نقص الفيتامينات، كون ثلثي المعدة تم استئصاله بأحماضه التي تنشط الامتصاص».

وأفادت المنصور بأن التدرج في إمداد الأكل الصحي يكون على دفعات خلال أشهر التعافي من العملية، تصل إلى 5 - 6 وجبات يومية، إلى جانب الفيتامينات والسوائل التي يحتاجها المريض لتقوية بدنه ومعدته بعد تصغيرها، وذلك بمداومته على تناول الأدوية مما يمنعه من الصيام طوال شهر رمضان.