مكة المكرمة: القيادات الأمنية تنشر 28 ألف رجل أمن لتأمين سلامة المعتمرين

خطط سريعة لتفتيت الحشود وتجسير طريق دائري لعزل الشاحنات

خطط أمنية لتأمين سلامة المعتمرين والزائرين خلال شهر رمضان (تصوير: أحمد حشاد)
TT

أعلن اللواء سعد الخليوي، مساعد مدير الأمن العام، عن اكتمال خطط رئيسية وأخرى بديلة لاستقبال شهر رمضان المبارك في العاصمة المقدسة، حيث راعت الخطط التعامل مع الأحداث حسب نوعيتها، وتم إعداد الأفراد والضباط لهذه المتغيرات من خلال الخبرات المتراكمة لدى الجهات المعنية.

وأفاد الخليوي بأنه تم نشر قوات أمنية من أجل خدمة وسلامة ضيوف الرحمن خلال موسمي رمضان والحج في الأعوام السابقة، حيث سيشارك أكثر من 28 ألف فرد وضابط لتأمين الأمن والسلامة لضيوف الرحمن في شهر رمضان هذا العام. ووصف مساعد مدير الأمن العام التوسعات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين بالرائعة والمتميزة، مبينا أن التوسعة عند اكتمالها سوف يصل عدد المستفيدين والمصلين بها إلى 50 ألف مصلٍّ، وأن الساحات الشمالية تشهد - وتحديدا يوم الجمعة - كثافة هائلة وبالتنسيق من مركز أمن الحرم يتم تحويل الحركية من داخل الحرم إلى الساحات، وهذا يعرض المصلين إلى الصلاة تحت أشعة الشمس.

وقال الخليوي «التوسعة في هذا العام سوف تقلل من وجود المصلين في الساحات، وفي العاشر من رمضان ستصل الطاقة الاستيعابية إلى 195 ألفا، بالإضافة إلى الساحات الموجودة داخل التوسعة والتي سوف تخفف الكثير من الاختناقات والزحام في الحرم المكي».

بدوره، قال اللواء عبد الرحمن المقبل، مدير عام المرور في السعودية، إن الخطة الأمنية والمرورية تضمنت منع الحافلات والنقل العام من الدخول إلى المنطقة المركزية لنقل المعتمرين والمصلين للمسجد الحرام خلال شهر رمضان، في حين تم إعداد مواقف لهذا الغرض، تتمثل في مواقف الغزة ومواقف إنفاق السد، بالإضافة إلى موقف جبل الكعبة. وقال «لن يسمح بدخول المركبات الخاصة للمنطقة المركزية إطلاقا خلال الصلوات، في حين يتم السماح بالدخول فقط بعد تفريغ المنطقة تماما من المصلين والمشاة».

وحول المواقع التي سوف ينقل منها عبر الناقلات العامة بالمجان فقد حددها اللواء المقبل بقوله «يتم ذلك من مواقف كدي وحتى تقاطع جياد مكارم وأنفاق المسخوطة، ولن يسمح بتجاوز من الدائري الثالث إلى أنفاق ريع بخش، لأن هناك عمليات افتراش للمصلين بشكل هائل جدا، بحيث ستكون هناك نقاط منع وحافلات للمعتمرين القاطنين للمباني القريبة من المسجد الحرام، ولن تكون هناك مواقف للنقل العام، لذلك يكون النقل بالمجان».

بينما تطرق مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء جزاء العمري إلى آلية التوعية والإرشاد للمعتمرين، حيث تم تخصيص شاشات عرض بمساحات مختلف لتوعية الزوار والمعتمرين بالساحات الخارجية للحرم المكي. كما تم وضع إشارات ضوئية على بوابات الحرم يتم إشعال الضوء الأحمر عليها في إشارة على امتلاء أروقة المسجد الحرام بالمصلين ومنع المصلين من التدفق إلى الداخل وتوجيههم إلى الساحات والطوابق العلوية وسطه، وذلك خلال أوقات الذروة كما هو في يوم الجمعة قبل الصلاة بساعة وفق خطة تعنى بإدارة الحشود البشرية.

من جهته، قال اللواء هاني إدريس، قائد قوات أمن الطرق بمنطقة مكة المكرمة، إنه روعي أن يكون هناك طريق دائري يرتبط بالميناء لاستخدام الشاحنات في عمليات النقل إلى العاصمة المقدسة دون اختلاطها بالمركبات الأخرى، بالإضافة إلى أنه جار العمل في الطريق السريع الرابط كبري بريمان بطريق مكة المدينة السريع لتخفيف الكثافة المرورية على الطرق ذات الكثافة العالية والمؤدية إلى العاصمة المقدسة، وبالتالي تتلافى عمليات الارتداد والزحام عليها.

من جانبٍ آخر، قال العقيد سعيد القرني، قائد الدوريات الأمنية بالعاصمة المقدسة، إنه تم تقليص مساحة المربعات المكلف بها الدورية الأمنية وذلك لسرعة التدخل والاستجابة للنداء وتقديم المساعدة بحيث تستطيع الفرق الأمنية تغطية كل مساحة العاصمة المقدسة الجغرافية ضمن خططها.

إلى ذلك، أشار الفريق سعد التويجري، مدير عام الدفاع المدني في السعودية، إلى أن خطة الدفاع المدني لشهر رمضان هذا العام تتوافر لها كل مقومات النجاح من حيث القوى البشرية والتي يصل عددها إلى أكثر من 10 آلاف من رجال الدفاع المدني يدعمهم ما يزيد على 2000 آلية. وأفاد التويجري بأن عددا من الآليات الجديدة التي صدر الأمر السامي بتأمينها ستصل تكلفتها لما يزيد على مليار ريال، بالإضافة إلى 9 طائرات عمودية من أسطول الطيران الأمني، لاستيعاب كل المخاطر الافتراضية التي قد تهدد سلامة المعتمرين والزوار، وتشمل المخاطر الطبيعية كالأمطار والهزات الأرضية والعواصف أو حوادث مساكن الحجاج كالحرائق أو تَهدم المباني، والحوادث الناجمة عن الزحام داخل المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به، والتلوث البيئي وكل ما يهدد سير الحياة الطبيعية.

وأشار التويجري إلى أن الخطة التي تشارك في تنفيذها 18 جهة حكومية تشهد هذا العام تطويرا كبيرا في ما يتعلق بانتشار وتمركز الوحدات الميدانية، بما يحقق سرعة التعامل مع البلاغات واختصار زمن الوصول لمواقع الحوادث إلى أدنى الحدود الممكنة، وبما يتناسب مع المشروعات الكبرى التي تشهدها العاصمة المقدسة خاصة مشروعات.