قبول الطلاب إلكترونيا يسقط التدخلات الشخصية

«تعليم الرياض»: نعاني من رغبات أولياء الأمور في اختيار مدارس أبنائهم

قبول الطلاب إلكترونيا أحد الحلول التي واجهت بها وزارة التربية تكدس الطلاب والطالبات في مدارس بعينها («الشرق الأوسط»)
TT

شكل التنظيم الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم بالسعودية لنظام تسجيل الطالبات والطلاب المستجدين في الصف الأول للمرحلة الابتدائية في مدارس التعليم العام ومدارس تحفيظ القرآن الكريم للعام الدراسي المقبل، أحد العقبات أمام أولياء أمور الطلاب والطالبات على خلفية صعوبة إيجاد المدرسة المناسبة لقبول أبنائهم في ظل تكدس عدد من المدارس بأعداد كبيرة من الطلاب تفوق الطاقة الاستيعابية لبعض تلك المدارس.

وكانت وزارة التربية والتعليم أكدت في تعليماتها الخاصة بقبول الطلبة المستجدين في التعليم على جميع إداراتها بضرورة الالتزام بالشروط والضوابط لقبول الطلاب والطالبات السعوديين بالصف الأول الابتدائي وغيره من مراحل التعليم العام، وسرعة استكمال تسجيلهم بالمدارس الحكومية، إضافة لحجز ما نسبته 10 في المائة من المقاعد الشاغرة في المدارس لتسجيل المتأخرين من الطلاب والطالبات، وبعد ذلك قبول الطلاب والطالبات من غير المواطنين.

وبحسب كثير من أولياء الأمور ممن تحدثت معهم «الشرق الأوسط»، الذين أبدوا امتعاضهم من صعوبة إيجاد مقاعد لأبنائهم بمدارس أحيائهم السكنية، في حين أكد البعض منهم أنهم وجدوا قبول لأبنائهم في مدارس تبعد مسافة ليست بالقليلة عن مقر سكنهم، مما ينتج عنهم صعوبة في إيجاد وسيلة النقل المناسبة لهم.

وقال حسين العمري أحد أولياء أمور الطلاب: «تفاجأت بأن مدير المدرسة المجاورة لمنزلي يرفض قبول ابني بحجة عدم وجود مقعد شاغر»، موضحا أن المدرسة لا تبعد عن منزله سوى خطوات قليلة، واعتبر أنه أولى بمقعد دراسي لابنه بها من غيره ممن تبعد دور سكنهم عن مقر المدرسة.

من جانبه، يؤكد عبد العزيز الحسين أن إلحاق أبنائهم في عدد من المدارس المتباعدة يشكل عبئا ماليا عليه، مشيرا إلى أن اختلاف مقار مدارسهم يحتم اللجوء إلى شركات نقل الطلاب لتتولى نقل أبنائه لمدارسهم، ولفت إلى أن ثلاثة من أبنائه الخمسة ملتحقين بالمرحلة الابتدائية، إلا أن كل واحد منهم في مدرسة مختلفة عن الآخر.

وأشار فهد المسعودي، ولي أمر أحد الطلاب، إلى أن مشكلات تقنية واجهته في التعامل مع نظام «نور» المعتمد من قبل وزارة التربية والتعليم بالسعودية ليكون وسيطا لتسجيل الطلاب والطالبات بالتعليم العام، مؤكدا أن صفحة النظام على شبكة الإنترنت تعاني من كثافة في الدخول عليها من قبل أولياء الأمور، مما يشكل تأخرا في الدخول لصفحة النظام وإنهاء إجراءات قبول ابنه.

إلى ذلك، أكد أيمن بن محمد الركبان، مدير إدارة الاختبارات والقبول بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض لـ«الشرق الأوسط»، أن إدارته شكلت لجان القبول والتسجيل لكل مكتب تربية وتعليم، موضحا أن عددها بلغ 12 لجنة، يعمل بها مشرفون تربويون بعدد 10 مشرفين لكل لجنة، لافتا إلى أن عملها امتد خلال الفترة من 8 إلى 22 يونيو (حزيران) الماضي.

وأشار الركبان إلى وجود لجنة القبول الرئيسية، وهي لجنة تقوم بمتابعة أعمال لجان القبول، وتعمل على تذليل الصعاب التي تواجه أولياء الأمور، مشيرا إلى أن مهامها تبدأ من بداية عودة المعلمين إلى بداية إجازة عيد الفطر المبارك.

وكشف الركبان عن قبول 90 في المائة من جميع الطلاب بالصف الأول الابتدائي للعام المقبل، بينما سجلت اللجان قبول نسبة 100 في المائة من طلاب المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية وفق التحويل الآلي.

واعتبر مدير إدارة الاختبارات والقبول بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض أن أبرز الصعوبات، التي تواجه إدارته في قبول الطلاب والطالبات تتمثل في تركيز أولياء الأمور على بعض المدارس لإلحاق أبنائهم بها، موضحا أن تلك المدارس إما أن تكون قريبة من مقر العمل وليس المنزل، أو أنها المدارس التي يوجد بها تجارب جديدة من قبل الوزارة، أو تلك المدارس النوعية، كما هو الحال مع مدارس حي السفارات غرب الرياض.

ولفت الركبان إلى أن بعض أولياء الأمور يعمد لتسجيل ابنه في مدرسة ليست في محيط سكنه لكون المدرسة يوجد بها أقارب للطالب، أو الانطباع المسبق عن المدرسة لدى ولي أمر الطالب، مشيرا إلى أن طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية (الصف الأول)، يتم ترحيل جميع ملفاتهم إلكترونيا، وفق توزيع معد من قبل مكاتب التربية والتعليم بحيث يبدأ العام الدراسي ولكل طالب مقعد بالمدرسة القريبة من سكنه.

وشدد الركبان على أنه تم التأكيد على المدارس ومديري مكاتب التربية والتعليم بعدم ركن أو إبقاء الأمور متعلقة ومراجعة إدارة التربية والتعليم حال وجود أي مشكلات تتعلق بتسجيل وقبول الطلاب، موضحا أنه في حال عدم وجود مكان بالمدرسة القريبة يتم تأمين نقل للطلاب والطالبات ويتم قبولهم بأقرب مدرسة يوجد بها مكان.