«فانوس رمضان».. بدأ فاطميا وانتهى صينيا

ما زال مرتبطا بإطلالة الشهر الفضيل وفرحة الأطفال

TT

ارتبط فانوس رمضان بذاكرة الشعوب العربية والإسلامية كأحد المظاهر الشعبية المصاحبة لاستقبال الشهر الفضيل، خاصة من قبل الأطفال، وظل الفانوس بأشكاله وألوانه محتفظا بمكانته منذ عدة قرون مضت، ومن النادر أن تجد بيتا يخلو من هذه الدلالة الاحتفالية بالشهر الكريم.

والفانوس الذي بدأ فاطميا انتهى الآن ليصبح صناعة صينية. ويعود أصل كلمة فانوس إلى اللغة الإغريقية القديمة، والتي تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة. ويذكر الفيروز أبادي في كتابه «القاموس المحيط» أن المعنى الأصلي للفانوس هو «النمام»، ويرجع ذلك إلى ظهور حامله وسط الظلام.

وتواترت القصص التي رويت عن الفانوس، فقد كان الخليفة الفاطمي يخرج للشوارع ليلا ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق، وقصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضيء الشارع طوال شهر رمضان، فأمر جميع شيوخ المساجد بتعليق فوانيس تتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.

وتطورت صناعة الفوانيس على مر الزمن، حيث شهدت طفرات عديدة في الخامات، فقد كانت تضاء بالشمع، وتتميز بألوانها الجذابة والمصنوعة من الزجاج في صورة نوافذ متلاصقة في إطار الألمنيوم والنحاس وعليها رسومات مزخرفة وباب لإدخال الشمعة التي تستقر على قاعدة معدة لذلك، وتتم إضاءتها فتعكس ألوان الزجاج المزخرف، لكنها تغيرت الآن وحلت محلها أنواع حديثة تستخدم التكنولوجيا الصوتية والضوئية، واختلفت تماما عما كانت عليه لكنها احتفظت بشيء واحد على مدى القرون العديدة وهو إدخال الفرحة على قلوب الصغار.

وتعد الفوانيس من أشهر مظاهر الاحتفالات بشهر رمضان في مصر، وهي من أكثر الدول استيرادا للفوانيس من الصين، حيث يبلغ حجم الفوانيس التي تستوردها مصر سنويا نحو 11 مليون فانوس، وذلك من خلال أربعة مصانع، تقع معظمها في قرية «شانتو» الصينية، وقد انتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية وأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان لا سيما في دمشق وحلب والقدس وغزة.