دراجة جدة الشهيرة تغيب عن المشهد الجداوي لعامين

بعد 30 عاما وقوفا في ميدانها

ستبقى الدراجة جزءا من المشهد اليومي لساكني جدة رغم غيابها القسري لعامين مقبلين («الشرق الأوسط»)
TT

30 عاما أو يزيد هي حكاية دراجة استوطنت قلب جدة فأصبحت معلما يعانقه الجداويون وزوار المدينة مع كل إشراقة شمس وسدول الليل، 30 عاما ستتوقف عندها الحكاية لتبدأ فصول جديدة.

فبعد أن بقيت طيلة تلك الأعوام الماضية شامخة، ستغادر دراجة جدة الشهيرة على طريق الملك فهد، موقعها لتكون في رحلة استجمام وصيانة لمدة عامين كاملين، في انتظار متكأ تستند عليه مرة أخرى، بعد انتهاء مشروع بناء جسر لفك الاختناقات المرورية في ميدانها.

ولن يكون هذا المعلم الشهير في جدة الوحيد الذي سيزال هذا العام فسيتبعها مجسم الفلك والجواد الأبيض لتفقد جدة معالم جديدة وميادين تاريخية لفك الاختناقات المرورية.

فعلى مدى السنوات الـ5 الماضية أزالت أمانة جدة عددا من المجسمات الشهيرة، كان من أهمها مجسم الطائرة في طريق الأمير ماجد، وذلك قبل نحو 4 سنين وحطت الرحال في مستودعات الأمانة والتي تعد أول طائرة أهديت للملك عبد العزيز من طراز داكوتا، وتعتبر أقدم طائرة دخلت الخدمة في السعودية وأعلنت الأمانة لـ«الشرق الأوسط» أنها تدرس مع إحدى الشركات المتخصصة لإعادتها بعد صيانتها.

وأوضح المهندس إبراهيم كتبخانة، وكيل الأمين للتعمير والمشاريع بأمانة جدة لـ«الشرق الأوسط» عن توقيع الأمانة عددا من العقود لتحرير الحركة المرورية في عدد من المواقع ومن بينها طريق الملك فهد حيث سيتم الإعلان عن ترسية عقد مشروع جسر الدراجة حيث سيتم بناء جسرين منفصلين وسيتم فك مجسم الدراجة لحين انتهاء العمل وصيانته وإعادته للموقع مرة أخرى بما يتوافق مع الشكل الجديد للموقع حيث سيتم وضعها في مكان عال ليتم مشاهدتها من جميع الجهات وذلك ضمن العقد المبرم.

وأعلن كتبخانة ترسية عقد دوار الفلك على إحدى الشركات الصينية حيث سيتم تحرير الطريق وفك المجسم وإعادة تركيبه مرة أخرى بعد انتهاء العمل، لافتا إلى استحداث مشروع لبناء جسر طريق المعهد الصناعي مع طريق الملك فهد وتحرير تقاطعات الجواد الأبيض وطريق الأمير سلطان بن سلمان مع طريق الملك فهد بجسر يبلغ طوله 1250 مترا.

وحول مشروع جسر الأمير ماجد مع طريق الأمير محمد بن عبد العزيز وتأخر المشروع أعلن وكيل الأمين للتعمير والمشاريع بأمانة جدة عبر «الشرق الأوسط» أن الجسر من الشمال إلى الجنوب والعكس سيتم الانتهاء منه خلال الأربعين يوما المقبلة.

وبين المهندس إبراهيم كتبخانة أن الأمانة بدأت في استخدام نظام الجسور مسبقة الصنع والتي توفر 30% من وقت العمل والميزانية الموضوعة له وهي الطرق المستخدمة في معظم المشاريع القائمة وسيتم استخدامها في مشاريع جسور وأنفاق طريق الملك فهد.

وبالعودة للمجسمات وبحسب دراسة أجراها قسم الرعاية الفنية بأمانة مدينة جدة لإحصاء وتوثيق جميع الأعمال الموجودة حاليا، التي بلغ عددها 522 عملا فنيا مقسمة بين 511 مجسما جماليا و11 لوحة جدارية شارك فيها كبار الفنانين العالميين مثل الإيطالي لافونتين، التي تحتوي مدينة جدة على 40 عملا من أعماله، إلى جانب هنري مور وسيزار وفازاريلي، وهم من أكثر النحاتين شهرة في العالم وأعلاهم سعرا.

وقالت الدراسة إن 76 مجسما جماليا إضافة إلى 15 نافورة تمت إزالتها، في حين تم نقل 13 مجسما، وتعرض 5 مجسمات جمالية للتلف، وبينما هناك مقترح بنقل 52 مجسما، سواء لقيمتها الفنية أو لفك الاختناقات أو لموقعها المتواري، يجري البحث عن 12 عملا مفقودا، التي يصل سعر بعضها إلى عدة ملايين مثل مجسم الإصبع لسيزار، ومجسم لا إله إلا الله، ومجسم النافورة في شارع خالد بن الوليد، ومجسم الطيور الموتوسيكل في الحمراء، ومجسم السيارات في شارع ولي العهد، ومجسم العروسة.

ودعت الحاجة إلى ضرورة إزالة الكثير من المجسمات الشهيرة المنتشرة في الطرق وميادين جدة بغرض توسيع الطرق وتخفيف حدة الازدحام، ومن أشهر الميادين في جدة ميدان الفلك وميدان الدراجة وميدان الكرة الأرضية وميدان السفن وميدان الصاروخ وغيرها من الميادين التي تميز بها جدة، وارتبطت بأذهان أهلها وزوارها.

تجدر الإشارة إلى أنه تمت إزالة بعض المجسمات وتغيير أماكن البعض الآخر كمجسم إشارة التوحيد للفنان المهدي وليد في حي الحمراء إلى حي الشاطئ، بالإضافة إلى نقل مجسم الطائرة من شارع الأمير ماجد إلى حديقة الأمير ماجد بعد أن أمضت أكثر من عشرين عاما، وتعد أول طائرة أهديت للملك عبد العزيز من طراز داكوتا، وتعتبر أقدم طائرة دخلت الخدمة في السعودية، كما تمت إزالة مجسم ساعة الحصين للفنان محمود بنات، بعد دوران دام 22 عاما، بالإضافة إلى إزالة مجسم صندوق «سيسم» مجوهرات البغدادية، الذي أنشئ عام 1984 في حي المدارس.