100 توصية تؤسس «خارطة طريق» لرعاية الأيتام في السعودية

تتضمن إعادة النظر في دور الأم البديلة واحتياجات البالغين من مجهولي النسب

«خارطة طريق» يتم إعدادها لإعادة تنظيم برامج الرعاية والخدمات المقدمة للأيتام في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

وضعت جهة معنية بالأيتام في السعودية عددا من الاتجاهات الحديثة، للتعامل مع أي قضية خاصة بالأيتام ومن شأنها ملامسة العلاج النفسي والاجتماعي والتكاملي لهذه الفئة والبالغ عددهم 40 ألف يتيم في منطقة الرياض وحدها.

وأخذت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام في منطقة الرياض (إنسان)، على عاتقها إعداد برامج خاصة لتأهيل الأمهات البديلات والتحري عنهن قبل تسليمهن العمل، وذلك بتبني وزارة الشؤون الاجتماعية لاستراتيجية موحدة لحماية الأيتام فكريا.

وطالب المهتمون والمسؤولون في جمعية (إنسان) بإعادة النظر في النظم التي تحدد مكانة دور الأم البديلة، بحيث تصبح وظيفة رسمية وعلى كادر حكومي، بالإضافة إلى إعداد دراسات تطبيقية عن الأم البديلة، والضغوط التي تتعرض لها، وإشراك الأيتام أنفسهم في صياغة مشكلاتهم والتعبير عن احتياجاتهم.

وأفصح لـ«الشرق الأوسط» صالح اليوسف، المدير العام للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام، عن سعي جمعيته إلى تحديد «خارطة طريق» لإعادة تنظيم برامج الرعاية والخدمات المقدمة للأيتام في السعودية، والعمل على تطوير الخدمات والبرامج المقدمة من القطاعين الحكومي والخاص على حد سواء.

وأضاف اليوسف: «هناك توصيات تمخضت خلال مؤتمر للأيتام أقيم مؤخرا، تتضمن المطالبة بإنشاء مركز بحثي خاص بالأيتام والتركيز على الإرشاد التربوي والنفسي عند التعامل مع الأيتام، وإنشاء تصميمات خاصة بدور الأيتام بعيدا عن التقليدية، بالإضافة إلى إنشاء مركز لتأهيل الأيتام، للتكيف مع واقعهم واختيار نماذج ناضجة من ذوي الاحتياجات الخاصة».

وزاد اليوسف: «لم تغفل تلك التوصيات الاهتمام بتأهيل الأم البديلة واحتياجات الأيتام الأساسية سواء صحية أو تعليمية وثقافية، والاعتماد على ثقافة الحوار وتشجيعهم على فهم حقوقهم، من خلال أخصائيين مدربين ذوي خبرة، مستخدمين كثيرا من الأساليب العلاجية الحديثة، بالإضافة إلى تقييم عمليات الرعاية المقدمة للأطفال الأيتام كل فترة زمنية حتى يتم تطوير سياسات الرعاية من فترة إلى أخرى».

وأوضح أنه «تم التركيز على احتياجات البالغين من مجهولي النسب عند خروجهم من مؤسسات الرعاية الإيوائية من الناحية النفسية والاجتماعية، وتوفير أماكن لإقامة البالغين من الأيتام وإيجاد وظائف لهم وتوفير الدورات التدريبية للعاملين مع مجهولي النسب من البالغين».

ودعا اليوسف إلى قيام جميع مؤسسات المجتمع المدني إلى وضع دليل إجرائي لتنظيم العمل داخلها، وصولا إلى مفهوم الجودة الشاملة، وتنوع البرامج داخل مؤسسات رعاية الأيتام، وتزويد العاملين بتلك المؤسسات بالمهارات التخطيطية، والإعداد المهني للأخصائيين الاجتماعيين العاملين في مجال رعاية الأيتام، واختيار أخصائيين اجتماعين مدربين ومعدين مهنيا على ممارسة العمل مع الأيتام، وتطبيق برنامج الرعاية الأسرية في مؤسسات رعاية الأيتام ومن ثم تقويمه.

وأكد اليوسف، أنه تم تشكيل لجنة خاصة للقيام بتنفيذ تلك التوصيات، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ قرابة 90 في المائة من تلك التوصيات، مقترحا إنشاء جمعيات لذوي الظروف الخاصة من الأيتام، والتعجيل بإصدار النظام الخاص بهم، والحرص على الأخذ بنظام الأسر البديلة في رعاية الأيتام بالمملكة والتشجيع عليها، وتوفير البيانات الدقيقة عن واقع الأيتام في الوطن العربي، والاهتمام بتربية الفتيات المراهقات في دور الأيتام، بما يحقق العفة والاحتشام، ولا يؤدي إلى أضرار صحية على الفتيات، مع الاستمرار في تطوير الخدمات المقدمة للأيتام ذوي الظروف الخاصة بما يحقق إشباع الحاجات وتحقيق التكيف الاجتماعي، ودمجهم في المجتمع من سن مبكرة خلال برامج متنوعة تضع في الاعتبار احتياجاتهم الفعلية.