«مدني مكة» لـ «الشرق الأوسط»: جاهزون للتعامل مع حرائق مكة رغم تضاريسها

20% من فنادق العاصمة المقدسة لا تلتزم بمعايير السلامة

رجال الدفاع المدني أثناء تأدية مهامهم في إخماد الحريق قبل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كشف العقيد علي المنتشري، مدير التحقيقات والمتحدث الرسمي للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن أبراج مكة المكرمة وفنادقها مهيأة للتعامل مع الحرائق أيا ما يكن نوعها، وأن هناك فرقا متنوعة الاختصاص تشارك دائما في إخماد الحرائق.

وأشار المنتشري إلى أن التجهيزات التي تحظى بها الأبراج الكبيرة والمتنوعة جغرافيا تسهل من مهام واجبات الدفاع المدني، خاصة في بعض الأحياء العشوائية أو المكتظة بالسكان والمعتمرين، بحيث يشكل الوصول إليها أمرا صعبا.

وقال المنتشري إن تسع فرق دفاع مدني متنوعة الاختصاص، تمكنت من السيطرة على حريق نشب عند الساعة العاشرة والدقيقة الثالثة والعشرين من مساء أول من أمس في فندق بحي المسفلة شارع إبراهيم الخليل، حيث كان الحريق داخل غرفة بالدور الخامس من مبنى الفندق المكون من اثني عشر طابقا.

وصرح مدير التحقيقات في العاصمة المقدسة بأنه تمت السيطرة على الحريق وإخماده، وهو حريق اقتصر على محتويات الغرفة المحترقة من الأثاث.

وقد أوضح مدير التحقيق والناطق الإعلامي بإدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة، العقيد علي المنتشري، أن الحريق صاحبه دخان على ضوئه تم إخلاء عدد 400 معتمر من الجنسية الماليزية وهم جميعا بصحة جيدة، وجرى نقلهم إلى فندق آخر بديل وآمن في حينه، بالتنسيق مع الجهات المعنية، أما عن سبب الحادث فهو ناتج عن تماس كهربائي في أسلاك المكيف داخل الغرفة موقع الحريق، وقد كان لتوفر وسائل السلامة بالفندق موقع الحادث دور مهم في نجاح عمليات الإطفاء والإخلاء التي تمت، وقد شاركت في الحادث سيارات السلالم الحديثة والمتطورة والمعنية بالمشاركة في مثل هذه الحالات.

من جانبه قال وليد أبو سبعة، رئيس لجنة الفنادق والسياحة، لـ«الشرق الأوسط»، إن على الفنادق الالتزام بمعايير السلامة الضرورية واللازمة في التصدي للحرائق، معتبرا أنها تستطيع التعامل مع الحريق متى أعلنت جاهزيتها وهيأت السبل الكفيلة لمجابهتها.

وأكد أبو سبعة أن التوعية بأهمية التعامل مع الحرائق ستكون عاملا حاسما في كبح جماح الحوادث، كالحرائق والصعقات، ففصل الصيف دائما ما يحمل ارتفاعا في استهلاك الكهرباء، وبالتالي فإن احتمال نشوب الحرائق، خصوصا في المنازل أو المحال التجارية أو الوحدات السكنية، يظل أمرا واردا وبنسبة كبيرة.

وأفاد بدوره حسين القحطاني، صاحب شركة «السلامات الإنشائية»، بأن 20 في المائة من فنادق العاصمة المقدسة لا تحظى باشتراطات صحية كاملة، وأن تلك الفنادق المنتشرة على جميع الأصعدة في العاصمة المقدسة، تعتبر في أماكن «حساسة» جغرافيا.

وعلل القحطاني بالقول: «مكة المكرمة يوجد بها أكثر من 550 فندقا لم تتجاوز أعداد الفنادق المؤهلة فيها أكثر من 100 فندق، والأخيرة تعتبر قابعة تحت الاشتراطات المعدة والمعتبرة نظاميا».

وعن الأسباب التي تنشأ وتزيد وتيرة الحرائق، قال القحطاني إنها في فصل الصيف تزيد بزيادة التحميل على الأثقال الكهربائية؛ إذ نجد أن الفنادق والدور السكنية تمارس ضغطا كبيرا، وهذا يؤدي إلى حدوث الحوادث والحرائق، لافتا إلى أن من الأسباب أيضا جهل بعض الزوار والمعتمرين كيفية التعامل مع الأجهزة والوصلات الكهربائية الموجودة في الفندق، وكذلك عدم الوعي بخطورة الطبخ والطهي داخل الغرف الفندقية.

واستطرد القحطاني بالقول: «أصحاب الفنادق المكية قاموا بإلغاء سجلاتهم التجارية وتراخيصهم الفندقية، وحولوا فنادقهم إلى مبان عادية قبل توجههم إلى لجنة إصدار تصاريح إسكان الحجاج ليحصلوا منها على تصاريح إسكان الحجاج رغبة منهم في الهرب من اشتراطات السلامة الأمنية اللازم توافرها في الفنادق المرخصة التي تقل عن نظيراتها المطبقة على المباني السكنية المخصصة لإسكان ضيوف الرحمن».

وقال إن عددا من أصحاب الفنادق في مكة المكرمة أبدوا امتعاضهم من اشتراطات السلامة التي تشترط توفير سلالم طوارئ، إضافة إلى ضرورة تأمين أبواب حديدية عازلة للنار عند مداخل السلالم، التي لا بد من تزويدها بعدد من آلات شفط الهواء والدخان، ومكينة لضغط الهواء، ومنع دخول الدخان والهواء إلى أروقة السلالم في حال حدوث حريق.