«الأسماك القطرية» الوجبة المفضلة على موائد الأحسائيين

الجودة وانخفاض الأسعار تضعها في منافسة غير متكافئة مع مثيلتها في الأسواق السعودية

في رمضان يحرص أهالي الأحساء على أكل الأسماك في وجبة السحور («الشرق الأوسط»)
TT

يدفع التفاوت اللافت في أسعار المواد الغذائية والجودة، إلى حراك ملحوظ بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في المواسم السنوية، ورمضان أحدها، بهدف شراء المستلزمات بما فيها من لحوم ودجاج وأسماك وغيرها، إلى جانب توافر بعض أنواع الأغذية، وخصوصا الشعبية والتقليدية في دول دون أخرى.

ويلاحظ زيادة الحركة من خلال التنقلات البرية عبر الحدود والمنافذ بين دول المجلس، حيث تعلن حالة الاستنفار في المنافذ، خصوصا في الأيام الأولى من رمضان وأواخره. وتحظى سوق الأسماك في قطر بإقبال كبير من السعوديين، بسبب الجودة والأسعار المنافسة، وفي سوق الدوحة رصدنا عمالا آسيويين يهمون بإخراج عدد من الصناديق البيضاء التي تخزن فيها الأسماك.

وقال شهيد أحمد، وهو أحمد العمال، إنهم يحملون الأسماك التي يشتريها الزبون من السوق إلى مكان التنظيف في المبنى المجاور، حيث يتم تنظيفها ومن ثم شحنها في سيارات الزبائن بعد أن تغطى بالثلج لتحتفظ بجودتها.

ويؤكد شهيد أن معظم زبائن سوق الأسماك من السعوديين، وأنهم يفدون على مدار العام، وخصوصا في الإجازات الأسبوعية، وفي رمضان والأعياد.

ومن جانبه قال حسين الحسن، المقبل من الإحساء، إنهم يشترون الأسماك من قطر بشكل شبه دوري طوال العام، لهم ولأقاربهم، إلا أن طلبهم عليه يزداد خلال رمضان، حيث إن الكثيرين يفضلون تناول الأسماك في وجبة السحور، وأحيانا يستخدم في بعض الأكلات التي تجهز للإفطار، على اعتبار أن الأسماك بأنواعها لها ميزات غذائية تفضلها على غيرها من اللحوم.

وعن الأسباب التي تدعوه للسفر إلى قطر من أجل شراء أسماك، على الرغم من توافرها في المنطقة الشرقية، أوضح الحسين: «تدفعني لذلك جودة السمك ووفرته وأسعاره المنخفضة بنسبة قد تصل لنصف قيمته في المملكة، كما أن الأسماك هنا لها جودة خاصة يعرفها من تعود على تناولها».

أما عمار العباد، الذي حضر أيضا من الأحساء برفقة عدد من أقاربه من أجل شراء الأسماك، فبرر ذلك بوفرة الأسماك وثمنها وجودتها، على اعتبار أنها تباع طرية ويمنع بيعها تحت اسم «طازجة» بعد الساعة الواحدة ظهرا، حيث إن هناك تشديدا من قبل البلدية على الصيادين من أجل عدم بيع ما يبيت من تلك الأسماك بعد هذا التوقيت، وبتالي يحاول الصيادون التخلص سريعا من الأسماك الطازجة قبل الظهيرة.

أما المواطن القطري عبد الله الكواري، فأكد أن الأسماك في بلده متوافرة جدا لوفرة المعروض وقلة السكان، مبينا أنه دائما ما يتردد على سوق السمك ويلتقي بأصدقاء سعوديين ويشترون ما لذ وطاب، ممتدحا الإجراءات التي تقوم بها بلدية الدوحة من أجل الحفاظ على جودة الأسماك من خلال بيعها طازجة وبأسعار تناسب الجميع.

من جانبه قال علي العبودي، المقبل من الخبر، إن الأسماك التي يتناولها عادة ذوو الدخل المحدود، كالشعري والعندك، تباع بسعر عال جدا في الأسواق السعودية، وتحديدا سوقي الدمام والقطيف، مقارنة بالسعر الذي تباع به في الدوحة، ضاربا المثل بسعر كيلو الهامور الذي يصل إلى 60 ريالا أو أكثر في الدمام والقطيف، بينما لا يتجاوز في الدوحة 30 ريالا، والشعري والعندك يباعان في الدوحة مقابل 5 ريالات فقط، فيما يصل سعره أحيانا في الدمام والقطيف إلى 25 ريالا.

واعترف العبودي بأن هناك مبالغ مالية تدفع كرسوم تأمين على السيارات للدخول إلى قطر ارتفعت مؤخرا لتصل إلى 106 ريالات سعودية، كما أن هناك تحديدا للوزن الذي يسمح بدخوله للمملكة من قطر.

وشدد العبودي على ضرورة مراقبة أسواق الأسماك في الشرقية بشكل مكثف، بحيث تعلن الأسعار بشكل يومي وملزم، ويتوقف الصيادون عن التفضيل بين الزبائن للمصالح الخاصة والتشديد على عدم بيع الأسماك التي يمضي على صيدها 24 ساعة على أنها طازجة، ولا يمنع أن يتم تحويلها للمراكز التجارية لبيعها إذا لم تتعفن جراء ظروف عرضها في الأسواق في هذه الأجواء الحارة.