عناد صغار السن لخوض تجربة الصيام يقودهم إلى أقسام الطوارئ

TT

حذرت مصادر طبية ودينية من مغبة إجبار الأطفال على الصيام لضعاف البنية وأصحاب الأمراض المزمنة منهم، محددين سن العاشرة لبداية التدريب على صيام الأطفال. وجاءت التحذيرات على خلفية إصابة عدد من الأطفال بمشاكل صحية نتيجة لحماسهم لخوض تجربة الصيام دون الاستعداد لها بالشكل التدريجي.

وتعمد كثير من الأسر السعودية إلى فتح المجال أمام أطفالهم لممارسة الصيام غير مبالين بالتحذيرات الطبية في هذا الجانب، مما قد يخلف آثارا سلبية على الجانبين الصحي والنفسي مما يتطلب التأني في تعويد الأطفال على الصيام.

وكشفت مصادر طبية لـ«الشرق الأوسط» عن أن أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية ظلت تستقبل منذ بداية شهر رمضان عددا من الحالات لأطفال مصابين بالتلبك المعوي بسبب الصيام طوال ساعات نهار رمضان بدافع الحماس وتقليد الكبار.

وأوضح الدكتور عبد الحميد عبد المجيد من مركز النزهة الطبي في جدة لـ«الشرق الأوسط» أن أغلب الأطفال الذين يراجعون أقسام الطوارئ خلال شهر رمضان المبارك، هم من الأطفال الصائمين الذين لم يلتزموا بالصيام التدريجي، فأسرفوا في تناول الطعام على مائدة الإفطار، دفعة واحدة، مما تسبب لهم في مشاكل هضمية.

وحدد الدكتور عبد الحميد أن صيام الأطفال من الناحية الطبية سن العاشرة كبداية لصيام الأطفال، معللا أن الأمر يتوقف على البنية الجسمية للطفل، مشيرا إلى ضرورة مراعاة التدرج في تدريب الأطفال على الصيام، حيث يفضل أن يتم السماح لهم بتناول الأكل خلال فترة الصيام لتجنب المضاعفات، محذرا في الوقت نفسه من السماح للأطفال تحت سن العاشرة بالصيام لما له من سلبيات على صحة الطفل، خاصة أنه في مرحلة النمو ويحتاج إلى تغذيه جيدة، خاصة في مثل فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة مما يعرضهم إلى خطر الجفاف ونقص السوائل.

وحذر الدكتور عبد الحميد من السماح للأطفال المصابين بالأمراض المزمنة (مثل مرضى الربو، وأمراض الكلى المزمنة والتهاباتها المتكررة، التي تحتاج إلى سوائل باستمرار، وأمراض الدم المزمنة مثل التلاسيميا وفقر الدم المنجلي وأمراض القلب التي تحتاج إلى علاج بانتظام، وأمراض أخرى يحددها الطبيب كالأمراض الخبيثة والأمراض الحادة المفاجئة التي تحتاج إلى علاجات خاصة وكمية سوائل كافية للجسم، كما أن السماح للأطفال من مرضى السكري - النوع الأول بالصيام، قد يهدد صحتهم، كما قد يفضي ذلك إلى الهلاك في بعض الأحيان، بسبب انخفاض تركيز السكر لديهم إلى مستويات خطيرة.

من جانبه، قال الشيخ وليد محمد، المتخصص في الدراسات الإسلامية، إن صيام الصغير من الناحية الشرعية يجوز، ولكن من غير تكليف، فإذا كان صغيرا لم يبلغ، فإنه لا يلزمه الصوم وإذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به، وكان الصحابة رضي الله عنهم، يصومون أولادهم حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع عنه.