سعودية توظف مشروعها في مزج حداثة «الكب كيك» بعراقة «القرقيعان»

عبر مشروعها الصغير الذي بدأته قبل 7 أشهر

«الكب كيك» الذي تم إعداده لمناسبة القرقيعان («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي بدأت فيه المحلات التجارية في الأحساء ابتكار أحدث التشكيلات لتوزيعات «القرقيعان»، بدأت نورة الرميح في استقبال طلبات «كب كيك» الخاص بـ«القرقيعان»، عبر مشروعها الصغير «نونز كب كيك» الذي بدأته قبل نحو 7 أشهر من منزلها في محافظة الأحساء، حيث زينت قطع الكب كيك من خلال الرسم بكريمات التزيين أو بعجينة «الفوندان»، زينتها بأشكال رموز تراثية معبرة عن روح المناسبة مثل الهلال والفوانيس، مقتبسة الألوان من الطراز الهندي الذي ترى «نونز» بأنه يضيف لمسات راقية على الطراز القديم، لتجمع بين شهرة «الكب كيك» وحداثته وبساطة «القرقيعان» وشعبيته.

و«القرقيعان» مناسبة شعبية اشتهرت بها دول الخليج ومناطق شرق السعودية، تختلف مسمياتها في كل منطقة منها لكن المضمون واحد، حيث يحتفل الأطفال في ليلتي الرابع عشر والخامس عشر من شهر رمضان بارتداء ملابس مخصصة للمناسبة، ويتجولون على منازل الحي ينشدون نشيد القرقيعان ليحصلوا على الحلوى والمكسرات في تقليد شعبي لم يندثر، ولا يزال الأطفال يتوقون إليه رغم سطوة التقنيــات والأجهزة الذكية.

ولكنه خلال السنوات الأخيرة انتقل من مجتمع الأطفال والقرع على الأبواب (حيث يشار إلى أنها أصل التسمية) إلى مجتمع الكبار والاجتماعات العائلية في المنازل، وربما جعلها البعض أكثر اتساعا فأقامها في الاستراحات والمنتجعات مستحضرا تفاصيل المناسبة في مكان واحد، حتى أصبح «القرقيعان» مجال منافسة بين الأسر، خاصة عندما تستقبل مولودا جديدا، فإن القرقيعان يعد واحدا من مظاهر الاحتفاء به.. هذا عدا الأسر التي تقيمه سنويا بوصفه عادة شعبية يخشى عليها من الاندثار - وإن أصبح أكثر تكلفة ماديا - حيث تحتاج مثل هذه المناسبة إلى ديكورات وتجهيزات وتوزيعات «القرقيعان» التي قد يصل سعر الواحدة منها إلى أكثر من 30 ريالا.

ومع ذلك يحرص كل محتفل به على أن يحافظ على روحه البسيطة ونفسه الشعبي من خلال الجو العام والملابس والديكورات، والبعض يحرص على وجود «أبوطبيلة» وهو شخصية تقابل شخصية «المسحراتي» في البلدان العربية، وحضوره في «القرقيعان» يضيف جوا خاصا يستأنس به كبار السن الذين يستحضرون في مظهره البسيط وأناشيده الشعبية عبق الماضي وذكريات الزمن الجميل، كما يضفي على الأطفال سعادة فريدة؛ إذ يتجولون معه مرددين نشيد «القرقيعان» حينا ويشاركونه قرع طبله حينا آخر.