«إفطارك علينا» مشروع رمضاني يشارك فيه الصغار والكبار

مبادرات شبابية ودعم مجتمعي

TT

عند إشارة المرور وقبل أن يؤذن لصلاة المغرب بدقائق، يتسابق عدد من الشباب لتوزيع وجبات إفطار الصائم على السيارات المتوقفة عند الإشارات الضوئية، فيتقدمون مبتسمين حاملين تلك الوجبات مستفتحين بجملة: «تقبل الله صيامكم»، متنقلين من سيارة إلى أخرى، حريصين على إيصال تلك الوجبات إلى الجميع. حتى إن الإفطار يفوتهم لانشغالهم بتفطير الصائمين.

ويتكرر هذا المشهد في جميع مناطق المملكة ويساهم فيه آلاف من الشباب المتطوع ويساندهم المجتمع ممثلا في عدد من الجمعيات الخيرية ورجال الأعمال وأحيانا تكون بجهود فردية.

وفي المنطقة الشرقية، يساهم عدد من المطاعم في تجهيز تلك الوجبات التي تشهد إقبالا، وطلبا قد يصعب معه توفير الكميات المطلوبة، مما اضطر بعض تلك الحملات إلى تجهيز أماكن خاصة بتعبئة الوجبات يساهم فيها عدد كبير من المتطوعين والمتطوعات من مختلف الأعمار والمستويات، يعملون بكل نشاط وحيوية في ظل الأجواء التي تشهدها المنطقة من ارتفاع في درجة الحرارة قد يصل أحيانا إلى الخمسين درجة ومستوى الرطوبة قد تجاوز التسعينات وذلك قبل وقت الإفطار بساعات.

وأكد خليفة الكبيسي سعادته في المساهمة في تفطير الصائمين، وقال: «لقد حرصنا وزملائي على تنفيذ حملة لتفطير الصائمين طوال شهر رمضان، يتناوب في تنفيذها متطوعون في عدد من المواقع في ضاحية الدمام والخبر والظهران، فحملة (إفطارك علينا)، التي تشارك فيها هيئة الإغاثة الإسلامية برعاية إحدى القنوات الإذاعية وبعض رجال الأعمال الذين ساهموا في دعم أنشطة الفريق في برامجه التطوعية».

وأضاف: «يجتمع أعضاء الفريق في الرابعة عصرا للمشاركة في تعبئة الوجبات، بعدها نتوجه للمنطقة المستهدفة، وغالبا ما تكون عند إشارة المرور حتى نستغل توقف السيارات».

بينما دعا أيمن التميمي، أحد أعضاء فريق الإفطار، إلى المساهمة في مثل هذه الحملات لما فيها من الأجر الكبير وإعطاء صورة إيجابية للشباب السعودي وتعودهم فعل الخير ومساعدة الآخرين، ولافتا إلى أنه لمس في الكثير من الشباب رغبتهم في المساهمة، «فبمجرد طرح الفكرة عليهم نجد الحماس والرغبة في المشاركة دون تردد»، بحسب وصفه.

ويحرص عدد من المكاتب الدعوية على إقامة موائد الإفطار في مخيمات كبيرة تستقبل فيها الجاليات من جميع الجنسيات، وغالبا الآسيوية منها. فبالإضافة إلى تقديم وجبات الإفطار، يقومون بتقديم الدروس التوعوية، والمحاضرات تصل إلى 8 لغات والتي يقدمها مخيم «إفطار ودعوة 7» الذي يقيمه مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات « هداية» بالخبر.

ويقدم المخيم 5 آلاف وجبة يوميا في تسعة مخيمات أقيمت على مساحة 5300 متر مربع ويستهدف 8 جاليات، تقدم لهم 83 درسا وفعالية مختلفة ويشارك فيها 160 متطوعا من مختلف الأعمار. ويسعى هذا المخيم إلى تفعيل روح الأخوة الإسلامية والتعاون مع المواطنين لإتاحة الفرصة لكسب الأجر بتفطير الصائمين والاستفادة من هذا الشهر لدعوة الجاليات المسلمة وغير المسلمة للتعرف أكثر على الدين الإسلامي والإجابة عن ما يرد من استفسارات.

الجدير بالذكر أن جميع المساجد تقدم وجبات إفطار للصائمين، تقدمها جماعة المسجد ويشارك فيها الجيران بتقديم أنواع مختلفة من المأكولات ويستضيفون فيها العمالة والسائقين من مختلف الجنسيات، كما يشارك الجيران في تجهيز الموائد للصائمين، في جو أخوي تتساوى فيها الطبقات دون تفرقة وتزيد التقارب بين أفراد المجتمع، كما يتبادل الجيران بين بعضهم البعض الموائد ليتشاركوا أنواع الطعام حتى نهاية الشهر الفضيل.