«رمضان» يزيد مبيعات القهوة العربية 300%

المحلات تستنفر جميع طاقتها التشغيلية

تظل القهوة العربية ملازمة لليد السعودية في مشربها ورمزا لكرمها («الشرق الأوسط»)
TT

شكل إقبال السعوديين على القهوة كمشروب رئيسي على موائد إفطارهم في شهر رمضان الكريم، ارتفاع مبيعاتها محليا لدى محلات المحامص والعطارة بشكل رئيسي، حيث ارتفعت مبيعاتها لأكثر من 300 في المائة أكثر مما كانت عليه قبيل دخول الشهر الفضيل، حيث يعتبر تناول القهوة على الإفطار أمر أساسي لدى معظم العائلات، وخصوصا أن البعض لا يحرص على تناولها طوال السنة، إلا أنه يفضل تناولها في هذا الوقت من العام.

وألقى هذا الإقبال بظلاله سلبا على أسعار القهوة، التي ارتفعت بشكل طفيف، تماشيا مع هذا الإقبال بحسب تأكيدات متعاملين في قطاع القهوة، وهو القطاع الذي يجد رواجا كبيرا هذه الأيام، ويراهن موردوه على هذا الشهر الكريم في تحقيق أعلى الإيرادات وجني أرباح إضافية تعوضهم الركود الذي يلف تجارتهم طوال العام.

وقال محمد العثمان الذي يمتلك عطارة متخصصة في بيع القهوة: «إن شهر رمضان هو الرقم الصعب الذي يضعون كل آمالهم عليه عند نقص الإيرادات طوال السنة، حيث يعوضون الركود الذي يغشى على السوق طوال العام، وذلك بنفض غبار الكساد والبدء في تحقيق الإيرادات»، لافتا إلى أن العملاء ليسو فقط من السعوديين، بل إن ثقافة تناول القهوة على موائد الإفطار، امتدت لتشمل الوافدين الذين لوحظ أنهم يحرصون على تناولها عند إفطارهم.

ويعود أصل القهوة إلى شجرة البن، وهي شجرة دائمة الخضرة، ذات ثمار حمراء اللون في حالة نضجها، تنمو طبيعيا في المناخ الاستوائي الذي يكون حارا رطبا في موسم النمو، وحارا جافا في موسم القطاف.

وفي صلب الموضوع أكد حسين عزت الذي يدير أحد محال العطارة، أن مبيعاتهم من منتجات بن القهوة خلال الشهر الفضيل، ارتفع لأكثر من 300 في المائة، إذا ما قورنت بالفترة التي سبقت دخول شهر رمضان، وهي نسبة كبيرة تغنيهم لأشهر قادمة عن تحقيق مزيد من الأرباح، مبينا أن هذه الأيام من أكثر الفترات التي تشهد فيها محال العطارة إقبالا من العملاء.

وزاد بأن «بعض المحلات الأخرى، خصوصا الواقعة في الأحياء الشعبية، تشهد ارتفاعا أكبر في نسبة المبيعات، وإنهم يجنون مبالغ خيالية من هذا الإقبال، باعتبار الموسم موسما ذهبيا لا يقارن ببقية الأيام، خصوصا أنه يتم تشغيل أقصى طاقات المحلات استنفارا للشهر المبارك».

وتعتبر القهوة العربية، من أنواع القهوة الخفيفة، حيث توضع فيها حبات الهيل عند بعض أهل البادية والحضر من العرب، والبعض الآخر يزيد من كميات إعدادها لتصبح غامقة اللون ثقيلة المقادير، وتتميز بأنها ذات مذاق مر، وذلك لعدم احتوائها على السكر بشكل نهائي، وتقدم في فنجان صغير فمه أوسع من قاعدته.

وفي السياق ذاته، أوضح خباب النهاري الذي يدير محمصة لبيع البن، أن هناك ارتفاعا طفيفا في أسعار البن سببه الموردون الذين يرجعون الارتفاع بازديادها من بلد منشأها، إضافة إلى تزايد تكاليف الشحن والاستيراد، ومطمئنا إلى أن معدل الارتفاع طفيف وغير مقلق بشكل عام.

وحول أسعار البن، بين النهاري أن البري الخولاني الذي يتم استيراده من اليمن هو الأكثر جودة والمتصدر للمبيعات بشكل عام، حيث تصل قيمة الكيلوغرام منه إلى 48 ريالا، أما النوع الذي يليه في المرتبة وهو الحراري الحبشي، فتصل قيمته إلى 36 ريالا للكيلوغرام الواحد، ويتذيل الأنواع الحبشي «اللقمتي»، الذي تنشط مبيعاته في المناطق الشعبية والأحياء ذات الدخول المحدودة فلا يتجاوز الكيلوغرام الواحد منه الـ32 ريال في أسوأ الأحوال.

ويعتبر تقديم القهوة العربية عند السعوديين من واجبات الضيافة، كما أنه يتم تناولها في حفلات الأفراح والمآتم على حد سواء، باعتبارها المشروب الشعبي الأول المفضل لدى السكان المحليين، إضافة إلى وجوب وجوده على معظم موائد السعوديين الذين لا يستغنون عن وجوده على رأس قائمة مشروباتهم الرمضانية عند تناول الإفطار.