«الكتاب الإلكتروني» ينهي معاناة الفسح ومقص الرقيب

التقنية الحديثة تهاجر بالكتب من المطابع الورقية إلى النشر الإلكتروني

TT

قلبت ثورة المعلومات موازين الكتب التقليدية، وساهمت بشكل كبير في هجرة الكتب من المطابع الورقية إلى دور النشر الإلكترونية، ووفرت هذه التقنية للقارئ تصفح الكتاب وتحميل صور ومقاطع فيديو خاصة بالمحتوى، مما يجعل التصفح فيها ممتعا ومشوقا.

المهندس عبد العزيز حمزة، المدير التنفيذي لشركة الأبعاد الرباعية للتقنية المحدودة، قال «الشرق الأوسط» إن وجود دور نشر إلكترونية ساعدت المؤلفين على تخطي الكثير من العقبات التي كانت تواجههم في السابق، أثناء انتقال المحتوى الخاص من مرحلة الإعداد إلى مرحلة التقديم للقارئ.

وأشار المهندس عبد العزيز إلى أن التكلفة الباهظة أحد أسباب تعثر المؤلف في طريقه لطباعة محتواه ونشره، مبينا أن دور النشر الإلكترونية قضت على هذه العثرة، من خلال توفير محتوى الكتاب من دون تكلفة، فالمطلوب من الكاتب إعطاء ملف المحتوى وصورة من الغلاف فقط، ليتم تحويله رقميا من قبل القائمين على الموقع الإلكتروني، ومن ثم الاتفاق على كيفية البيع ونسبة الربح التي قد تصل إلى 70 في المائة. وقال حمزة: «كثير من المؤلفين يعتقدون أن نشر الكتب إلكترونيا لا يوفر الحماية الفكرية، ولا حماية لحقوق المؤلف، إلا أنني أؤكد وجود صيغ متعددة متطورة، ومخصصة لبرامج الحماية الفكرية، من الصعب الحصول على الشفرة الخاصة بها». ويرى أنه على الرغم من كثير من المميزات التي يقدمها الجانب التقني لنشر الكتب، فإن بعض الكتاب يجهلونها، ولا يزالون يفضلون إطلاق كتبهم بالطريقة التقليدية.

واعتبر المهندس عبد العزيز عودة مجتمع اقرأ للقراءة، كان أحد أسبابه سهولة توفير كتب إلكترونية على قارئ رقمي، مما سهل الحصول على نسخة إلكترونية من الكتاب دون عناء، يستطيع أن يقرأها في أي مكان من خلال جهاز محمول في يده، أو جهاز لوحي. ويرى أن مسالة الفسح كانت واحدة من أهم الصعوبات التي تواجه الكاتب، إلا أن دور النشر الإلكترونية لا تشترطها، لافتا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام في السعودية لم تصدر أي قرارات بخصوص دور النشر الإلكترونية، وأنه لا يوجد نص في الوزارة يؤكد على وجود تصريح لنشر الكتب إلكترونيا، فضلا عن وجود لائحة النشر الإلكتروني، التي تعتبر بعيدة كل البعد عن الفسح.

وعلى الرغم من أن الخطوط الحمراء التي تحددها دور النشر الإلكترونية قليلة جدا، وأن الحرية الفكرية تحتل مساحة كافية، فإن هناك بعضا من الكتب يمنع قبولها.

وكما هو متعارف عليه، فإن كثيرا من الكتب تبقى حبيسة مكتبات معينة، ويحكم انتشارها كيفية تسويقها، وهذا الأمر ظالم لكثير من الكتب التي لم تأخذ حقها، بسبب تكلفة تسويقها، ويؤكد المهندس عبد العزيز حمزة أن هذا الهاجس انتهى تماما مع النشر الإلكتروني، فالتوسع الجغرافي للإنترنت حول العالم، وسهولة الحصول على أي معلومة وفر انتشارا قويا للكتب من دون تكلفة لتسويقها. واتفق الدكتور سعود كاتب، أستاذ تكنولوجيا الإعلام، مع ما قاله المهندس عبد العزيز حمزة، في أن سوء التسويق وتكلفته، تسبب في ظلم الكثير من الكتب وعدم أخذ حقها من الانتشار، موضحا أن العمولة الكبيرة التي تفرضها شركات التسويق مقابل تكلفة طبع الكتاب وتوزيعه وإيصاله إلى نقاط البيع، أمر حسمه النشر الإلكتروني ووفره للمؤلف من دون أدنى تكلفة.

وأشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى الإقبال الكبير غير المتوقع على دور النشر الإلكترونية، الذي أكدته أرقام لشركات كبيرة عالمية أن نسبة نشر الكتب إلكترونيا في تزايد، مما جعلها أنشأت أقسام متخصصة في هذا النوع من النشر.

وقال الدكتور كاتب إن الكتاب الإلكتروني وفر الوقت والتكلفة ومصاريف التوزيع، إضافة إلى مشكلات مقص الرقيب، مبينا أنه بإمكان القارئ تنزيل أي كتاب مراد قراءته في ثوان معدودة، وأتاحت الأجهزة اللوحية (آي باد) قراءة الكتب الإلكترونية بمتعة حقيقية، تمكنه من التصفح بنفس الطريقة التي يتصفحها في الكتاب الورقي، إلى جانب تحكم القارئ في حجم الخط والإضاءة، وتحميل مئات الكتب على جهاز واحد.