جدة: وافدات يروجن لأطعمة مكشوفة وسط الأحياء الشعبية

تكثيف الحملات البلدية للحد من الظاهرة

تكثر ظاهرة بائعات الأطعمة في الأحياء الشعبية بجدة («الشرق الأوسط»)
TT

شهدت السنوات الماضية تنامي ظاهرة البائعات المتجولات، اللاتي يقمن ببيع المواد الغذائية المصنوعة في البيوت، على الطرقات العامة في الأحياء الشعبية، خاصة جنوب مدينة جدة، فيما تعتمد بعض أولئك النسوة على ترويج منتجاتهن تحت الجسور الرئيسية التي تربط جدة بعضها ببعض.

ووفقا للتقديرات، فإن 60% من النساء اللاتي يمارسن البيع العشوائي هن من الجنسيات الأفريقية، تليها الجنسية الآسيوية والعربية التي تتمركز في وسط جدة، في أسواق البلد، وسوق اليمن، وغليل والكرنتينة، حيث يعمدن إلى بيع أنواع من الأغذية المطبوخة في منازلهن من أكلات شعبية لتلك الدول، وأخريات يقمن ببيع الخضراوات أمام منازلهن إلى جانب أنواع مختلفة من الأكل الشعبي.

ومن أبرز الأكلات التي تروجها النساء على الطرقات العامة، أطباق يمنية أهمها «الشفوت» التي تتكون من الخبز اليمني «اللحوح» واللبن وبعض البهار، والحلبة الصنعانية، كما تقدم العصيدة بالتمر مع زيت السمسم، فيما تنتشر الأكلات الأفريقية في منطقة بني مالك وسط جدة ومنها، حيث تقدم الشية واللقمة، الرفيسة بالدجاج والدقيق، الأرز مع الجزر، وجميع تلك الوجبات تشهد إقبالا في موسم رمضان من المقيمين في البلاد، فيما تقبل عائلات سعودية على أصناف منها. وفي هذا السياق تكثف الجهات المختصة في محافظة جدة حملاتها ضد بائعات الأغذية المكشوفة في الأحياء الشعبية جنوب المحافظة، وتمكنت الحملات المستمرة من ضبط كميات من المواد الغذائية، تروجها سيدات مخالفات لأنظمة البيع المعمول بها في المملكة، فيما يتم التحفظ خلال تلك الجولات على كميات من المواد الغذائية التي يتم إتلافها.

ووفقا لمصادر مطلعة فإن نشاط بيع الأفريقيات للأغذية المكشوفة في المناطق الشعبية برز خلال الآونة الأخيرة، إذ تعمل البائعات على ترويج البضائع أمام منازلهن وعلى امتداد الشوارع القريبة منها، وتجد حسب المصادر هذه الوجبات رواجا لانخفاض سعرها مقارنة بالمتداول في السوق المحلية.

وتواجه الجهات المختصة مصاعب في مواجهة هذه الظاهرة، ورغم المحاولات المكثفة التي تشن على فترات متقطعة، فهناك إصرار البائعات وإقبال قاطني الحي والقادمين من خارجه في تناول مثل هذه الأطعمة، التي تراها الجهات الطبية ضارة بالصحة، إضافة إلى أن عددا كبيرا من البائعات يفقدن الحملات أهميتها لتمركزهن بجوار منازلهن مما يسهل فرارهن وعدم القبض عليهن وضبط فقط كميات الأغذية التي تروج على طاولات بسيطة المظهر.

وحول الإصابة بالتسمم الغذائي، قال الدكتور أحمد مبارك اختصاصي الأمراض الباطنية إن التسمم الغذائي الميكروبي ينتج عن كائنات دقيقة (بكتيريا، فيروسات، فطريات، طفيليات) عن طريق السموم التي تفرزها هذه الجراثيم في الأغذية أو داخل الجهاز الهضمي للإنسان، أو نتيجة تكاثر هذه الجراثيم في الأطعمة.

وأضاف أن التسمم يحدث بتوفر أحد هذه الأسباب، أن الطعام يتعرض لحرارة «25ـ35» درجة مئوية، كذلك وجود ناقل للميكروب في الطعام أو العمالة، أو حيوانات محيطة، مع تلوث الأيدي أو الملابس للعاملين بالطعام، تلوث حاضنات الطهي والتحضير.

ويعتبر حي «الكرنتينة» و«البخارية» من أكبر أحياء جدة التي تقطنها العمالة الوافدة من جميع الجنسيات ويشكلون أكثر من 80% من السكان، ويجاور تلك الأحياء خزانات بترومين، وحي غليل والسبيل، فيما شهدت المنطقة خلال الفترة الأخيرة نموا في أعداد السكان، مما أفرز بعض التجاوزات التي انعكست على تكوين الحي من ضيق للممرات وتلاصق المنازل وصعوبة الوصول إلى المواقع بالسيارات.

وتعمل أمانة مدينة جدة وفق خططها على إعادة النظر في تلك الأحياء المتكدسة بالسكان والتي تشكل خطرا حقيقيا يواجه المحافظة مع تنامي العشوائية في المباني والمحلات التجارية، وذلك من خلال فتح الشوارع وإزالة المباني لربط الأحياء بالميادين الرئيسية وتسهيل عمليات الدخول لتلك الأحياء.