300 ألف سوار توزعها مكة للحد من الأطفال التائهين

تلف حول المعصم وتحمل رقم الجوال والعنوان

أحد الأطفال التائهين في المركز وسط خدمات ترفيهية مقدمة من المركز («الشرق الأوسط»)
TT

ذكر منصور العامر، مدير مركز رعاية التائهين في العاصمة المقدسة، لـ«الشرق الأوسط» أنه تم توزيع 300 ألف سوار على أيدي الأطفال تحمل أرقام جوالات ذويهم، بغية الحفاظ على سلامتهم وتسهيل وصولهم إلى ذويهم في حال ضياعهم لا قدر الله.

وبحسب منصور العامر، الذي يشغل أيضا منصب مدير جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية، فإن العمل يتم ضمن فريق عمل يستهدف السعي لأن تكون زيارة الحرمين أكثر نفعا وأمنا للمعتمرين والزوار.

وقال العامر إن العبارة التي رفعتها الجمعية أصبحت واقعا ملموسا، فنجد العاملات بالمركز يحرصن على إخفاء أسمائهن تحريا للإخلاص وحرصا على الأجر، وهذه الشراكة، مع قيادة قوة أمن المسجد الحرام، تمثل جزءا من عمل الجمعية ضمن منظومة الجهات الحكومية والأهلية العاملة بخدمة ضيوف الرحمن والفريق المضياف من الرجال والنساء العاملين بجمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية، يضعون نجاح عملهم نصب أعينهم رجاء رضى الله عز وجل وخدمة لقاصدي بيته.

ولفت العامر النظر إلى تأمين أكثر من ثلاثمائة ألف سوار معصم للأطفال، يعمل موظفو الجمعية على توزيعها للقادمين عبر الطرق المؤدية للمسجد الحرام، مع كتابة رقم جوال المرافق للطفل بهدف تقليل وقت ضياع الطفل وإرجاعه مباشرة لذويه من داخل الحرم، دون الحاجة للوصول إلى المركز، مؤكدا أن جميع خدمات الجمعية لضيوف الرحمن ومرافقيهم مجانية ودون مقابل، حيث تغطي الجمعية جميع تكاليف مركز رعاية الأطفال التائهين، وكذلك قيمة الأساور الموزعة ومكافآت العاملين على توزيعها وبالمركز.

ويشرف على العمل أيضا فريق نسائي، حيث يواصل فريق نسائي الليل بالنهار للعناية بالأطفال المرافقين لذويهم القاصدين المسجد الحرام للصلاة وأداء العمرة، فمن خلال مركز رعاية الأطفال التائهين الملاصق للمسجد الحرام الذي قامت بتجهيزه وتشغيله جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية، بإشراف قيادة قوة أمن المسجد الحرام.

وقالت إحدى المتطوعات، التي رفضت هي وصاحبتها الكشف عن اسمها، إنها وجدت فرصتها إلى جانب زميلاتها للعمل في التخصص الذي أحببنه وتعلمنه وتخرجن من الجامعة بامتياز ليحققن ذاتهن في خدمة بيت الله الحرام وقاصديه، فلم تعد الشهادة الجامعية في تخصص رياض الأطفال معلقة في برواز جميل بالمنزل بل أصبح البرواز الجميل بجوار الحرم حضانة للأطفال الذين يفترقون عن والديهم بسبب الزحام؛ ليتحول الكابوس إلى تجربة فريدة.

وتحدثت زميلتها الأخرى عن صعوبة الوصول إلى مقر العمل والتعب من المواصلات والصيام إلا أن ابتسامة رضا من أحد الأطفال أو من والدته كفيلة بمسح التعب ونسيان العناء فكيف وقد ساهمت جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية بإعادة أكثر من مائتي طفل تائه إلى ذويهم خلال الربع الأول من شهر رمضان لهذا العام.

وأصبحت عبارة (نهديكم السكينة لتنعموا بالطمأنينة) واقعا تشهده رعاية الأطفال التائهين، فها هي إحدى الأمهات قد وصلت للمركز وهي بحالة من الخوف على وليدها والبكاء لفقده فوجدته يضحك وهو مسرور ويلعب بالألعاب التي احتواها المركز، كما دهشت إحدى الأمهات عندما لاحظت أن ملابسه مختلفة، بعد أن تم تغيير ملابسه التي اتسخت، وبادرت بسؤال العاملات عن ذلك بعدما هدأت بعد احتضان طفلها، فكان الجواب أن متعلقات طفلك في الرف الخاص به فتساءلت الأم عن من يقف وراء هذا التنظيم.