تحذيرات بيئية من تفاقم فوائض الأطعمة برمضان

الشايع لـ «الشرق الأوسط»: النفايات العضوية تتصدر قائمة مخلفات المنازل

TT

حذر بيئيون سعوديون من تفاقم ظاهرة فوائض الأطعمة، معتبرين شهر رمضان مناسبة لتسجيل تلك الظاهرة النسبة الأعلى، عطفا على ما تشهده مراكز تفطير الصائمين المنتشرة بمختلف أحياء المدن والقرى بالبلاد، من تزاحم موائدها بالأطعمة المقدمة من الجمعيات الخيرية والمحسنين، كما تشكل عمليات الطهي المتزايدة بالمنازل من قبل الأسر أحد أبرز عوامل تفاقم الظاهرة البيئية.

إلى ذلك يرى المهندس إبراهيم الشايع مدير إدارة التخطيط البيئي بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض لـ«الشرق الأوسط» أن النفايات العضوية تعتبر من أبرز مكونات النفايات بمدينة الرياض بالنظر إلى ما يتمتع به الفرد من قدرة شرائية تمكنه من الحصول على كميات غذائية أكبر من الحاجة الفعلية له ولأسرته، وموضحا أن تزايد كميات النفايات العضوية محليا يأتي على خلفية تلك الثقافة الاستهلاكية، ولافتا إلى صعوبة التعامل مع تلك النفايات في ظل عدم وجود وعي كاف في المنازل لطريقة حفظها والتعامل.

وبين الشايع أن تعامل أكثر الأسر مع نفايتهم يتم وفق أساليب وطرق غير سليمة، حيث يمثل محتوى الرطوبة العالي فيها مشكلة كبيرة في كثرة الوزن وإعادة تخمر المواد المكونة لتلك النفايات وبالتالي صدور الرائحة والعفن.

وأشار الشايع لطرق عدة لإعادة استخدام النفايات العضوية بالمنزل بدلا من إلقائها، ومشيرا إلى أن أفضل تلك الطرق يتم عبر إزالة المياه منها وتجفيفها ما أمكن ومن ثم يمكن إعادة تدويرها داخل المنزل بتصنيع السماد العضوي للحديقة المنزلية بطريقة بسيطة، ويضيف كذلك إنتاج احتياج الطيور والحيوانات إن وجدت، وبذلك نزيد من إعادة الاستخدام داخل المنزل وكذلك نقلل من كميات النفايات التي تنقل إلى مكبات النفايات.

وبحسب تقديرات غير رسمية فقد بلغ حجم النفايات في مدفن مدينة الرياض الواقع في السلي إلى 15 ألف طن يوما، فيما سجل عام 2010 مليوني طن من نفايات المنازل، وبلغت نسبة النفايات العضوية بها 51%.

يشار إلى أن السعودية شهدت في السنوات القليلة الماضية، قيام الكثير من الجمعيات والمراكز الخيرية باستحداث أقسام متخصصة لتجميع فوائض الأطعمة، والتي تكون نتيجة ولائم وحفلات تقيمها الأسر لمناسبات متعددة، تأتي حفلات الزواج في رأس قائمتها، حيث يتم جمع تلك الأطعمة وإعادة توزيعها على الأسر الفقيرة والمعدمة بأحياء المدن والقرى، وقد لاقت تلك العمليات الخيرية الدعم من قبل أفراد المجتمع المحلي عبر التواصي بأرقام التواصل الهاتفي مع تلك الأقسام المتخصصة في نقل فوائض الطعام.