سعوديون يعولون على إدراج «التمور» كغذاء في المدارس

200 ألف طن تستهلك سنويا

TT

يعول السعوديون على تنظيم إجراءات البيع للمنتجات الغذائية في «مقاصف» المدارس، التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات، على أن يتم إدراج «ثمرة التمر» أو بعضا من محتويات هذه الثمرة في ما يقدم للأطفال خلال فترة الاسترخاء بين الحصص التعليمية.

وتأتي هذه المطالب لما تمثله «التمرة» من أهمية لدى السعوديين الذين ينفقون أكثر من 3 مليارات ريال لاستهلاك 200 ألف طن من التمور، بمعدل 18 كيلوغراما يستهلكها الفرد سنويا، بينما يبلغ حجم الإنتاج المحلي من التمور بمختلف أشكاله وأنواعه 900 ألف طن، مستعينين في ذلك بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام: «بَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ»، أخرجه مسلم.

ويقول عدد من أولياء أمور الطلاب إن أبناءهم يقعون بين النحافة القاتلة أو السمنة المفرطة، ويجب أن تتكاثف الجهود بين المدرسة والمنزل لتحسين البرنامج الغذائي للطلبة، وتحديدا من هم دون الثانية عشرة من العمر، ويأتي دعم المدارس من خلال إدراج التمور كوجبة كاملة، أو تدخل ضمن مكونات بعض الوجبات، مع تخفيض الوجبات التي يكون لها تأثير سلبي على الجسم.

وثمار النخلة (التمر) مادة غذائية متكاملة حيث تحتوي على كربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية، بالإضافة إلى الرطوبة التي هي عامل هام في تحديد قوام الثمرة، ومن أبرز خصائص التمور السكريات، فهي تمثل 70 - 75% من المادة الجافة (سكروز - فركتوز - جلكوز)، كما يوجد بها 16 حامضا أمينيا، وهو يحتوي على كمية جيدة من الفيتامينات الذائبة في الماء مثل الثيامين والريبوفلافين وحامض الفوليك وكميات قليلة من البيوتين وحمض الاسكوربيك.

ويعتبر التمر مصدرا جيدا لكثير من الأملاح المعدنية كالحديد والبوتاسيوم والنحاس والكبريت والمنجنيز، ومصدرا معتدلا لكل من الكالسيوم والفسفور والكلورين والماغنسيوم.

ويقول الدكتور محمد أحمد، وهو طبيب عام، إنه من المهم إدراج ثمرة التمر ضمن الوجبات الأساسية في «مقاصف» المدارس والمستشفيات العامة والخاصة، وذلك لما تحتوي عليه من فوائد كثيرة تساعد وتعيد النشاط للجسم مع حمايته من الأعراض الخارجية، موضحا أن إلزام المقاصف يتزامن مع انتشار الوجبات السريعة في تلك المنافذ، والتراجع الملحوظ في استهلاك التمور بين الطلبة من سن السابعة وحتى 18 عاما، الذين يستبدلون بالتمور منتجات تحتوي على كميات كبيرة من السكريات الضارة للجسم، والمسببة للكثير من الأمراض.

وذكر مختصون في الأغذية أن الاعتماد على التمور يؤدي إلى النحافة لقلة المواد الدهنية، كما يعتبر علاجا لفقر الدم لاحتوائه على نسبة عالية من الحديد، ويعطي مناعة ضد مرض السرطان لاحتوائه على الماغنسيوم، ومدر للبول وذلك بفعل السكاكر الموجودة فيه، ويعتبر مقويا للعظام والأسنان والجنس لاحتوائه على معدن الفسفور والكالسيوم، ويقوي البصر ويحفظ رطوبة العين لاحتوائه على فيتامين «أ» الذي يكافح مرض العشى الليلي، ويحتوي التمر على فتامين «ب» الذي يعد علاجا لأمراض الكبد واليرقان وتشقق الشفاه وجفاف الجلد وتكسر الأظافر.

من جهة أخرى شرعت الشركات الكبرى في وضع خطط طويلة المدى والاستفادة من التمور من خلال الصناعة التحويلية، بينما اعتمدت المصانع على تقنية حديثة لرفع جودة التغليف وضمان سلامة المنتج واختيار أجود أنواع التمور التي تعتزم الشركات تصديرها للدول الإسلامية والأوروبية، بينما ابتكرت منافذ البيع أسلوبا جديدا لاستقطاب المستهلكين لترويج أكبر الكميات من خلال وضع التمور التي يكثر عليها الطلب في صوان من فضة وكريستال، منها: سري بيشة، وصفري بيشة، وحلوة البلح، وسكري القصيم، وبرحي القصيم، وخلاص القصيم، وحرة المدينة، والعنبرية.

وتقوم وزارة الزراعة بدعم عملية تطوير وصناعة التمور وتقديم الاستشارات للمزارعين وملاك المصانع، إذ تعتبر السعودية من أكبر الدول إنتاجا للتمور، ويبلغ عدد النخل المنتشر في أكثر من 12 مدينة سعودية نحو 13 مليون نخلة.