استشاريون: تسمية المولود من حق الوالد باعتباره حامل نسبه

القرار الأصعب في الحياة الزوجية لدى البعض

إطلالة الوليد المنتظرة قد تتحول إلى نقمة بسبب الخلاف على تسميته («الشرق الأوسط»)
TT

ما إن تتوقف زغاريد الفرح، ويلج الزوجان عالمهما الخاص، حتى يبدأ التفكير في التجهيز للمقبل الجديد، فالمولود البكر يوطد أواصر المحبة، ويدخل البهجة والسرور على الوالدين، إلا أنه ومع الساعات الأولى من قدوم المولود، سرعان ما تتحول تلك الفرحة إلي خلاف في كثير من الحالات، تلد الزوجة مولودها فيقول الزوج «أسميه على أبي أو أمي» فترد الزوجة أحمل وأولد والنهاية تسميه كما تشاء!!.

الشيخ صالح المغامسي مدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، أكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الأصل في التسمية من حق الوالد والأفضل أن يكون بالتراضي وإذا تم الاختلاف فالحق للأب الذي ينسب إليه، وقال «إن ما عليه عامة المسلمين أن تسمية الأبناء من حق آبائهم، فهم الذي يحملون نسبهم وهم الذين يعقون عنهم».

ولفت المغامسي إلى قصة الأمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ثقيف، إذ قال أنا الذي أسمتني أمي «حيدرة»، وأوضح المغامسي أن والدة علي بن طالب، فاطمة بنت أسد أسمته حيدرة، وهو الاسم الذي يعني الأسد نسبة إلي والدها، وكان أبوه غائبا حينها، وعندما عاد أبو طالب سماه «عليا».

وزاد الشيخ صالح أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعد ولادة الحسن أسماه والده «حربا»، واقترح النبي صلى الله عليه وسلم تسميته الحسن، وكذلك عند ولادة أخيه الحسين، أسماه أبواه «حربا»، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم بل «الحسين».

بينما يؤكد زهير بن عبد الرحمن ناصر مدير عام جمعية المودة الخيرية للإصلاح الاجتماعي أن الأحق بتسمية المولود هو الأب، مع مراعاة أن اختيار أسماء المواليد تعتبر من أصعب القرارات التي تواجه الأزواج الجدد.

وأضاف ناصر أن الاختلاف على تسمية المواليد أمر طبيعي وشائع بين الأزواج وقد يمتد لبعض المقربين، محذرا أن يفسد ذلك علاقة الأزواج وفرحتهما بقدوم المولود بالعناد.

وأشار زهير إلى أن الطريقة المثلى لتحديد اسم المولود هو أن يقتنع الزوجان بأنهما يرغبان في اختيار الاسم الأفضل والأصلح والأجدر للضيف الجديد واضعين في حسبانهم اختيار اسم يناسب الطفل في صغره وعندما يكبر.

ودعا كلٌ من الزوج والزوجة لملاطفة الطرف الآخر وأن يكون تعاملهما بالحكمة وأن يحكما العقل لا سيما أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا باختيار الاسم الحسن والاسم المقبول، مبينا أنه يتوجب في حال عدم رغبة أحد الطرفين تسمية المولود باسم معين أن يطرح بدائل مقنعة حتى لا يكون ذلك سببا في النفور بين الزوجين ولا تتسع دائرة المشاكل بين الزوجين.

وأكد أهمية التنازل للطرف الآخر في الحياة الزوجية، مشيرا إلى أنه يفترض على الزوجين أن يعيشا فرحة قدوم المولود الذي يوطد أواصر المحبة بينهما ويدخل البهجة والسرور في عالمهما وليس أن يثير المشاكل بينهما.

واقترح ناصر أن يقدم كل من الزوجين مجموعة من الأسماء المقترحة وأن يعملا على الاختيار منها بالمشورة والاتفاق فيما بينهما بحيث لا تظهر أي مشاكل مستقبلا.

وحذر ناصر من تدخل أي أطراف خارجية في اختيار اسم المولود، حيث إن اختيار الاسم هو من شأن الزوجين، وفي حال رغبتهما يمكن استشارة أحد أفراد العائلة لاختيار الاسم المناسب، مؤكدا على أنه يجب على الزوجين أن يحرصا على عدم الاعتداد بالتشويش الذي قد يحدثه الأقارب أو الأصدقاء أو الزملاء، الذي قد يزيد من حجم الفجوة بين الزوجين، منبها الزوجين بأن الكثير من الأطفال عندما يكبرون يسألون والديهم عن سر تسميتهم بأسمائهم فلا تجعلاها قصة حزينة أو مزعجة!.

من جانبه قال غازي البشري مدير عام فرع الأحوال المدنية بمنطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» يمنح الأب شهرا كاملا لتسجيل المولود، وفي حال تأخره يحق للزوجة بعد شهر تسجيل المولود وتسميته، وبعد ذلك إذا كان للأب اعتراض على الاسم يحق له تغييره، وذلك بحسب الشرع الذي كفل له حق التسمية، مشيرا إلى أن هناك بعض الخلافات تصلهم في هذا الصدد، واستدرك: «إنها قليلة» ويتم حلها.

وتيسيرا على الأزواج لحسم قضية اختيار اسم المولود، دخلت التقنية الحديثة كمساعد عبر توفير الكثير من المواقع الإلكترونية الأجنبية والعربية لأسماء المواليد وشرح معاني تلك الأسماء، ومناسبات إطلاقها.

وزادت المعينات الإلكترونية في هذا المجال بدخول تقنيات الهاتف الجوال عبر التطبيقات والبرامج الخاصة بأسماء المواليد فضلا عن المواقع التي ترسل أسماء المواليد عبر الرسائل النصية لمشتركيها.