«مساجد الرياض» يحييها المعتكفون في العشر الأواخر من رمضان

مدفوعين بالتماس ليلة القدر في هذه الأيام

TT

تشهد المساجد والجوامع بمختلف مدن السعودية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك تزايد أعداد المعتكفين فيها، إحياء للسنة النبوية في مثل هذه الأيام، ويدفع أولئك المعتكفين تطلعهم لمصادفة ليلة القدر، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث أكد النص الإلهي بكون العمل فيها يفوق أجر عبادة ألف ليلة من سواها، أي أنها تعادل 83 عاما من العبادة.

وتعد بعض الجوامع بالعاصمة السعودية الرياض من أكثر الوجهات لكثير من المعتكفين، ويشهد جامع الراجحي أحد أشهر تلك الجوامع بالرياض توافد أعداد منهم، حيث يقضون أيام العشر ما بين العبادة وتلاوة القرآن الكريم والذكر من تسبيح وتحميد وتهليل لله سبحانه وتعالى، في حين يبقى الكثير منهم على تلك الحالة حتى ليلة عيد الفطر المبارك.

وقال نبيل الشريف، مسؤول بجامع الراجحي بالرياض لـ«الشرق الأوسط»، إن «عدد المعتكفين يتراوح ما بين 300 و600 معتكف بالجامع»، مشيرا إلى أن أكبر عدد للمعتكفين يكون في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، لافتا إلى اعتماد البعض على بعض النصوص الدينية (الأحاديث النبوية) والتي لمحت لتحريها في تلك الليلة.

من جانبه، أوضح الشيخ عبد الرحمن الزيد أستاذ مشارك بقسم السنة بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض لـ«الشرق الأوسط»، أن الاعتكاف هو سنة عن النبي، عليه الصلاة والسلام، مؤكدا أن الكثير من النصوص النبوية أشارت صراحة إلى أن الرسول اعتكف واعتكفت أزواجه من بعده، لافتا إلى أن الرسول كان باعتكافه يخلو بربه ويذكره ويدعوه ويتدارس القرآن.

وأشار الزيد إلى أن حكمة الاعتكاف تأتي في إطار استثمار الأوقات المتبقية من شهر رمضان المبارك، مؤكدا حرص الكثيرين من المسلمين على الظفر بليلة القدر، والتي يتحراها الكثيرون في العشر الأواخر من هذا الشهر.

وزاد «إن للاعتكاف شروطا سنها ديننا الحنيف، فمنها أن يعتكف بالمسجد أو الجامع، وألا يخرج المعتكف إلا لحاجة، وإذا خرج من المسجد لغير حاجة بطل اعتكافه، وأيضا أن يكون زمنه طويلا، وقيل إن أقل الاعتكاف ليلة»، ووجه نصائح للمعتكفين بالبعد عن كثرة الكلام وكثرة النوم واستغلال فترة اعتكافهم بكل عمل يقربهم إلى ربهم.

وفي ذات السياق، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، المعتكف ناصر الهويمل، بجامع الراجحي بالرياض، والذي يبلغ من العمر 63 عاما، مشيدا بالخدمات التي تقدمها المساجد والجوامع بالعاصمة للمعتكفين، ومشيرا إلى أن اعتكافه هذا يأتي لعامه الرابع على التوالي، لافتا إلى دعوته لكل من يجد الفرصة هذه الأيام بأن يبادر لاغتنام الوقت بالاعتكاف بأحد تلك المساجد.

يشار إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودية أبلغت قبل 4 أيام من العشر الأواخر من شهر رمضان، جميع المساجد والجوامع بمختلف مناطق البلاد، بأهمية إلزام الراغبين من المصلين بالاعتكاف بالشروط التنظيمية الخاصة بهذه العبادة، والتي كان من أبرزها أن يقوم المعتكف بتعبئة استمارة أعدت لهذا الغرض، وأن تحتفظ إدارة المسجد بصورة من الهوية الخاصة بالمعتكف.