القصيم: تجار التمور يرصدون 600 مليون ريال لتخزينها

بعد تغير أنماط التخزين خلال 10 سنوات وتزامنها مع شهر رمضان

جانب من الساحة المخصصة لبيع التمور في بريدة كأكبر تجمع لبيع التمور في المنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

يتطلع تجار التمور في منطقة القصيم إلى إطلاق مشاريع تخزينية تتجاوز قيمتها 600 مليون ريال، مرجعين ذلك إلى ظهور بوادر أزمة نقص في ثلاجات التبريد خلال شهر رمضان، وهي الحاجة التخزينية للمنطقة على مدار 5 سنوات حسب تقديرهم. وأكد عبد العزيز التويجري عضو مجلس المركز الوطني للنخيل والتمور أن الحاجة الفعلية وصلت في القصيم إلى 100 ألف طن، كطاقة تخزينية، مشيرا إلى أنه لا يتوفر منها في الوقت الحالي سوى 40 ألف طن طاقة تخزينية، حسب تعبيره.

وأضاف التويجري: «ستكون السنوات القادمة خانقة لتجار التمور ما لم تتوفر فيها مشاريع قادمة لثلاجات تبريد، وتكون أشبه بالخزن الاستراتيجي في البلاد، لحفظ مزيد من التمور لاحتياج سنة بأكملها»، ملمحا إلى ارتفاعات في أسعار التمور وهي تكاليف التخزين التي قفزت من 32 هللة للكيلو الواحد، لتصل إلى أكثر من 65 هللة للكيلو في فترة وجيزة، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة في أوقات لاحقة. وبيّن التويجري أن وجود مثل هذه المشاريع سيمكن تجار التمور في السعودية من تجاوز أي مشكلات طارئة في الغذاء، مفيدا بأن هناك دولا تعتمد على مشاريع التبريد كخزن استراتيجي لكل المواد التموينية في بلدانهم.

وأشار التويجري إلى أن رمضان يعد موسما هاما للتمور، حيث يتم تسويق أكثر من 30 في المائة في الشهر الكريم على مستوى البلاد في غير مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث تستهلك المواقع المقدسة أكثر من 20 في المائة من إجمالي إنتاج السعودية من التمور.

وبيّن التويجري أن هناك معرضين للتمور كان من المقرر أقامتهما قبيل الشهر الكريم تم إلغاؤهما بسبب قلة التمور، وهو ما جعل التجار يحجمون عن المشاركة في معارض بيع التمور.

من جانبه يرى سلطان الثنيان رئيس لجنة التمور بالغرفة التجارية الصناعية في القصيم أن أعداد النخيل في تزايد مستمر في المنطقة، ومهرجانات التمور أعطت للمنتج مزيدا من التسويق لتصبح أشهر منتج ينتظره التجار والمستهلكون على حد سواء. وقال الثنيان: «تغيرت الأنماط في التخزين خلال السنوات العشر الماضية، حيث يأتي موسم التمر قبيل الشهر الكريم بداية من شهر شعبان قبل أن يتجاوز الموسم الشهر الكريم ليصبح التخزين مطلبا هاما لتوفير السلعة الأهم في رمضان»، مشيرا إلى أن كل منزل في القصيم يحوي ثلاجات يتم تخزين التمور فيها سابقا ليفي باحتياج المنزل خلال عام كامل، وهو ما تنازلت عنه الأسر في القصيم.

ويصل عدد النخيل في منطقة القصيم إلى أكثر من 6 ملايين نخلة، يصل الإنتاج سنويا إلى أكثر من 300 ألف طن، ويعد 40 في المائة من إنتاج المملكة من التمور، حيث يتم تخزين التمور في كل منزل سابقا بما يصل إلى 200 كيلو من أنواع مختلفة من التمور. وتستهلك السعودية 80 في المائة من التمور المنتجة من أراضيها، بينما تصدر 20 في المائة فقط من أنواع مختلفة، ويعد منفذ الأردن الأكثر خروجا للتمور السعودية حيث تباع في مناطق مختلفة بعد إعادة تعبئتها.