«الشمة» خلف الإصابة بالضعف الجنسي وسرطان الفم

وسط تحذيرات طبية بعد انتشارها بين المراهقين

TT

حذر اختصاصيون في مجال الأمراض التناسلية بالسعودية، من تعرض متعاطي مسحوق «الشمة» للضعف الجنسي، سرطان الرئة، الحنجرة، سرطان المريء، سرطان الفم، معتبرين أن الاستمرار في تعاطي مادة «الشمة» لفترات طويلة يسبب في المرحلة الأولى سرطان اللثة واللسان وإتلاف الغشاء المخاطي لدى متعاطي هذه المادة، الأمر الذي يستدعي تدخلا جراحيا لاستئصال الورم، ومن ثم تبدأ أعراض عدم القدرة الجنسية، وضيق التنفس.

وذكر الدكتور أحمد مجدي، استشاري طب الأسرة، أن الدراسات العلمية تؤكد أن متعاطي مادة «الشمة» يعتقدون أنهم ينتشون من خلال وضعها داخل الفم لفترات طويلة وتشكل لهم حالة خاصة من الارتياح والتفكير العميق، مع جهل بأضرار هذه المادة على الصحة العامة للإنسان.

ومسحوق «الشمة» عبارة عن أوراق التنباك المجفف الذي يميل لونه للبني الداكن لتعرضه لأشعة الشمس كخطوة أولى لتجفيف الأوراق، ثم تدخل المرحلة الثانية والمتمثلة في تفتيت وخلط الأوراق المجففة ومزجها في إناء كبير بالماء مع مادة الزعفران بهدف تغير نكهته، بعد ذلك يغطى الإناء بالبلاستيك لفترة تتجاوز 6 ساعات لتغير لونه من البني الداكن إلى اللون الأسود، ومن ثم يعبأ في أكياس تمهيدا لترويجه عبر منافذ بيع الجراك والمعسل.

من جهتها، تكثف فرق المراقبة التابعة لأمانة مدينة جدة بالتنسيق مع الجهات المعنية حملاتها على منافذ بيع الجراك لضبط مروجي «الشمة»، بعد أن ثبت تسببها في أمراض سرطان اللثة والضعف الجنسي.

وتنفذ أمانة مدينة جدة جولة ميدانية على جميع المواقع التي يشتبه في تروجيها مادة «الشمة» وإحالة المخالفين للجهات المختصة، في حين تصدر الأمانة غرامات مالية على ملاك المحلات التجارية المخالفة والإغلاق في حال تكرار المخالفة.

ويعتبر مسحوق «الشمة» المصنوع من التبغ المجفف من إحدى الغرائب التي دخلت على المجتمع السعودي بواسطة العمالة الوافدة وبدء انتشارها بشكل سريع خلال العشر السنوات الماضية.

وكشفت جولة ميدانية في منافذ بيع الجراك والمعسل في جدة عن وجود مادة «الشمة» بشكل لافت، وتقدر قيمة الكيس الواحد الذي لا يتجاوز 30 غراما بريالين، بينما تقدر أرباح الكيلو الواحد وفقا لعاملين في منافذ البيع بأكثر من 220 ريالا، إذ يبلغ سعر الكيلو 50 ريالا.

وتقدر الكمية المتداولة من «الشمة» لأكثر من 250 محلا لبيع الجراك في محافظة جدة بنحو 800 كيلوغرام من «الشمة» الخالصة والمعدة للبيع يوميا تروج في الخفاء.

وذكر باعة مادة «الشمة» أن غالبية متعاطي هذه المادة هم ممن تتراوح أعمارهم ما بين 15 و25 عاما، في حين يقبل المدخنون على شراء «الشمة» بهدف الامتناع أو التقليل من استهلاك السجائر.

ويقبل المراهقون على مادة «الشمة» لعدة أسباب، في مقدمتها أن المحيط الذي حوله (الوالد، الإخوة) يكون من متعاطي هذه المادة، أو يكون قد تعاطاها من خارج حدود المنزل عبر الأصدقاء في المدرسة أو الحي الذي يقطن فيه.

وينتشر ترويج مادة «الشمة» في الأحياء الشعبية في جدة (غرب السعودية) وتختلف هذه المادة باختلاف مصنعها، فهناك «الشمة» الأفريقية، و«الشمة» العربية، ويكثر الطلب على الشمة العربية لعدم وجود بعض أوصال التنباك الذي لم يطحن جيدا مع ارتفاع حرارة «الشمة» الأفريقية.