مكة المكرمة: قطارات وحافلات تغذي النقل العام وتربط كامل المدينة

إنشاء شبكة (مترو) بـ88 محطة

أحد النماذج المقترحة لوسائل النقل في العاصمة المقدسة («الشرق الأوسط»)
TT

أقر مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء مساء أول من أمس الاثنين، في قصر الصفا بمكة المكرمة، الموافقة على تنفيذ مشروع النقل العام بمدينة مكة المكرمة (القطارات - الحافلات).

وبحسب البيان الصادر من المجلس، تتضمن أهم ملامح المشروع إنشاء شبكة قطارات (مترو) تغطي كامل المدينة، مكونة من أربعة خطوط مترو، يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها 182 كيلومترا، وتشتمل على 88 محطة تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الشامل لمكة المكرمة، ومخطط للحافلات يتكامل مع شبكة القطارات، ويشتمل على شبكات حافلات سريعة بإجمالي أطوال 60 كم، وإجمالي عدد المحطات 60 محطة، وكذلك شبكات حافلات محلية بأطوال تبلغ 65 كم وعدد محطات يبلغ 87 محطة، إضافة إلى شبكة حافلات مغذية لمحطات القطارات ومحطات الحافلات السريعة، يتراوح طول الخط الواحد بين 5 إلى 10 كم.

وتبلغ قيمة تنفيذ هذا المشروع 62 مليار ريال، ينفذ على ثلاث مراحل، تبلغ تكلفة المرحلة الأولى 25 مليارا و500 مليون ريال، تنفذ خلال ثلاث سنوات، في حين أن المرحلة الثانية تبلغ تكلفتها 19 مليار ريال، تنفذ خلال خمس سنوات، أما المرحلة الأخيرة فتنفذ خلال سنتين وتبلغ تكلفتها 17 مليارا و500 مليون ريال.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من إمارة منطقة مكة المكرمة، فإن من أهم أهداف المشروع وإدراكا من شركة «البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني» وهي شركة مملوكة بالكامل لأمانة العاصمة المقدسة، تسهيل نقل الحجاج والمعتمرين داخل مدينة مكة المكرمة وأن هذا الأمر بات مسألة ملحة.

وقد انتهت الشركة في العام الماضي من الدراسة الفنية لإنشاء شبكة النقل العام بالقطارات (مترو) في مكة المكرمة لخدمة الحجاج والمعتمرين وأيضا لخدمة قاطني المدينة، وقد استعانت شركة «البلد الأمين» باستشاريين عالميين لإعداد هذه الدراسة (شركة سيسترا الفرنسية وشركة إيكوم البريطانية)، وهي الدراسة التي ستكون حجر الزاوية في توفير شبكة كافية للنقل العام بالقطارات لمكة المكرمة على مدار العام.

وخلصت الدراسة الفنية إلى جدوى إنشاء شبكة قطارات (مترو) تغطي كامل مدينة مكة المكرمة، وهي مكونة من أربعة خطوط مترو، يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلـى 182 كيلومترا و88 محطة، وهي بذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكة المكرمة، وقد اشتملت الدراسة المذكورة على إعداد مخطط عام لمسارات الشبكة ومواقع محطاتها وتصميمها المبدئي.

وأكدت الشركة أن الدراسة جاءت بناء على خطاب من أمير منطقة مكة المكرمة، بشأن الاستراتيجية الوطنية للنقل العام وتطوير نظم النقل العام داخل المدن الرئيسية بمنطقة مكة المكرمة، وتوصية لجنة المشاريع والمرافق المنبثقة عن مجلس المنطقة بأن يتم التنسيق بين هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وأمانة العاصمة المقدسة، وشركة «البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني»، والإدارة العامة للطرق والنقل بمنطقة مكة المكرمة.

وقامت هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بالبدء بإعداد مخطط شامل للنقل العام بالحافلات بمكة المكرمة، حيث وقعت عقدا مع الاستشاري العالمي (بي دبليو إنجنير الألماني) لإعداد المخطط الشامل للنقل بمكة المكرمة خلال مدة زمنية قدرها عشرة أشهر.

وقد تم وضع مخطط الحافلات لتتكامل مع شبكة القطارات، وهي تتكون من التالي: شبكة حافلات النقل السريع ذات مسارات دائرية بإجمالي أطوال 60 كم وإجمالي عدد المحطات 60 محطة تتباعد 1 كم ومسافات سير نحو 500م، وشبكة حافلات لخدمة المسجد الحرام وتغطي المناطق التي لا تخدمها شبكة القطارات أو حافلات النقل السريع، بإجمالي أطوال 65 كلم بين المسجد الحرام وأحياء مكة، وهي شبكة إشعاعية في الشمال والجنوب والشرق والغرب، وتتباعد المحطات نحو 750م، ومسافة السير تتراوح بين 300 إلى 350.

كما تضمن المخطط إنشاء شبكة حافلات التغذية لمحطات القطارات، طول المسارات الواحدة يتراوح بين 5 إلى 10 كلم، وهي تصل بين عدد من محطات القطار من 1 - 3 محطات، وزمن الرحلة نحو 15 دقيقة وزمن تقاطر 10 دقائق، وشبكة أخرى لحافلات النقل الترددي، تربط بين مواقف (اترك سيارتك واستقل النقل العام) والمسجد الحرام وكذلك محطات القطارات والحافلات.

وبحسب مقترحات المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة حتى عام 1462 في ما يخص النقل، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، اقترح إنشاء 6 خطوط مترو جديدة وتكنولوجيا للمعلومات، بحيث يتم استيعاب السكان الدائمين والزوار المتوقعين في المستقبل في أوقات الذروة وغيرها، على أن يتم ربط الحرم المكي وعقد مراكز التطوير بنظام نقل عام متكامل بمجموع 500 كيلومتر من أنظمة السكك الحديدية والحافلات، وتزويده بنظام بتقنيات لجمع ورصد المعلومات الذكية، تسمح للأشخاص بالتنقل بسهولة من وإلي المنطقة المركزية في فترات زمنية قصيرة ومن خلال منظومة ذكية لإدارة الحشود. كما أوصى المخطط الشامل بسبعة مشاريع طرق رئيسية، بما فيها إنجاز الطريق الدائري، والطريق الجنوبي السريع، وشبكة شمال مكة الشريانية، وشبكة غرب مكة الشريانية، كما سيؤدي أيضا التطوير المدمج المرتبط بالنقل ومحطات النقل إلى الحد من حركة المرور ودعم النقل ودعم فرص التنمية الاقتصادية.

وسيعمل توجيه بعض منشآت الخدمات الاجتماعية كالمستشفيات والعيادات والمكاتب الحكومية في هذه المواقع على استحداث نشأة بعض مبادرات التطوير التجاري في هذه المناطق أيضا.

وسيتم توفير استخدامات السلالم في مواقع ملائمة موزعة في المدينة، الأمر الذي من شأنه أن يحد من عدد الرحلات عبر المدينة التي يحتاج المقيمون القيام بها وتمثل بديلا لاستخدام السيارات الخاصة واستراتيجية بيئية رئيسية لمكة المكرمة، حيث إن وسائل النقل إضافة لممرات المشاة الآمنة تحد من تلوث انبعاثات الغازات الضارة.

ويعنى المخطط الشامل بتضمين المجاورات والأحياء الكم والنوع والتوزيع المناسب من الخدمات العامة لتقليل الحاجة إلى تنقل المستفيدين، وذلك لإيجاد نموذج حضاري أكثر استدامة.