جمعيات خيرية تطور برامج إلكترونية لتوزيع زكاة الفطر

وسط تحذيرات من تسويق أنواع رديئة من الأرز

إقبال كبير على الأرز خلال فترة تقديم زكاة الفطر («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت الجهات الخيرية في السعودية من تسويق أنواع رديئة من الأرز لإخراج زكاة الفطر خلال هذه الأيام، حيث يقوم مجهولون بالحضور في بعض الطرق ومداخل الأحياء لعرض تلك الأنواع وإعادة بيعها مرة أخرى.

وتتزامن تحذيرات الجهات الخيرية التي تسوق 35 في المائة من الزكاة في السعودية مع تدافع أفراد المجتمع إلى إخراج زكاة الفطر تأسيا بالسنة النبوية الشريفة، التي تحث على دفعها في آخر أيام شهر رمضان المبارك، في ظل دعوات مشايخ وعلماء بضرورة العناية باختيار الأصناف الجيدة من الأرز وتجنب الأخرى رخيصة الثمن.

من جانبه كشف كامل ساعاتي مدير عام شركة المنطقة التقنية، الجهة المطورة لمشروع زكاة الفطر، عن حدوث نقلة نوعية في مجال العمل الخيري من خلال اعتمادهم مؤخرا على التقنية الحديثة التي تساعد على إنجازه في وقت قصير لا يتجاوز عشر ثوانٍ.

وبيّن أن هذه التقنية تعتمد في تطبيقها على شبكة كبيرة من مراكز البيع المرتبطة بنظام مركزي موحد، تم إنشاؤه وتطويره ليواجه كل الظروف الصعبة واللازمة لتنفيذ مشروع زكاة الفطر في أيام معدودة.

وأضاف الساعاتي أن ما يميز نظام هذا المشروع هو تنفيذه بآلية عمل موحدة ومواقع لمراكز البيع مسبقة التعريف، تحمل شعارا واحدا ومظهرا واحدا وسعرا موحدا لزكاة الفطر، شريطة أن يكون التنفيذ عن طريق الجمعيات المصرح لها بالعمل في المشروع بمنطقة مكة المكرمة.

ولفت إلى أن كل تلك الآلية تتم في إطار من الضبط الإداري والمالي وعلى جميع المستويات، موضحا أنه في اللحظة التي تتم فيها عملية البيع والتي لا تحتاج إلى أكثر من عشر ثوانٍ، يقوم النظام بإصدار إيصال مطبوع للمزكي ثم يتم تسجيل هذه العملية البيعية مباشرة على الوحدة المركزية للنظام.

وبيّن أنه بإمكان المزكين أن يتعرفوا بدقة على مواقع نقاط ومراكز استقبال الزكاة سواء الثابتة أو المتحركة عبر أجهزة الجوال الذكية أو الحاسب الآلي، ومن خلال الخرائط التوضيحية التي صممت لها.

وفي السياق ذاته أوضح الدكتور مصطفى القرشي أمين اللجنة التنسيقية لمشروع «فطرة» ونائب رئيس مجلس إدارة «جمعية أصدقاء المجتمع الخيرية» بمنطقة مكة المكرمة، أنه تم إنشاء أكثر من 450 نقطة بيع واستقبال لزكاة الفطر بمنطقة مكة المكرمة، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من المزكين والتيسير عليهم، لافتا إلى تنوع نقاط البيع ما بين 150 نقطة متحركة و300 نقطة ثابتة في المراكز والمجمعات التسويقية، وذلك في جدة ومكة المكرمة كمرحلة أولى.

وبيّن القرشي أن المشروع يهدف إلى تمكين الجمعيات الخيرية من استقبال زكاة الفطر وتوزيعها على مستحقيها بشكل حضاري يحد من العشوائية في البيع والتوزيع من خلال برنامج تقني لمشروع زكاة الفطر، إضافة إلى آليات عمل موحدة تشل كل الجمعيات المشاركة في المشروع من المنطقة.

وأشار إلى توظيف ما يزيد عن 1000 شاب سعودي لتشغيل وإدارة هذا المشروع الوطني، وذلك وفق استراتيجية توظيف الكفاءات الوطنية، ومحاولة إيجاد فرص عمل للشباب السعودي، وتأهيلهم لدخول سوق العمل.

وحول آلية توظيف الشباب ومدى قدرتهم على التعامل مع المشروع بيّن القرشي أنه تم إخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة في مهارات الاتصال والتواصل مع الجمهور، إضافة إلى اطلاعهم على آليات العمل الميداني لتمكينهم من القيام بمهام عملهم بكفاءة، وبما يتماشى مع رؤية إمارة منطقة مكة المكرمة ووزارة الشؤون الاجتماعية في تنفيذ مشروع «فطرة» لبيع الزكاة وإخراجها لمستحقيها، في وقتها الشرعي.

وأوضح الساعاتي أن المشروع الوطني لزكاة الفطر يهدف إلى إيصال زكاة الفطر لأكثر من 150 ألف شخص من مستحقيها، مع الأخذ في عين الاعتبار إخراج الزكاة في وقتها الشرعي وبشكل حضاري يراعي كرامة المستفيدين.

وشدد على ضرورة إعداد أنظمة وبرامج حاسوبية ضخمة لإدارة هذا المشروع لضمان تقديم الخدمة في وقت أسرع وبجودة عالية، إضافة على ضمان ضبط مالي قوي حتى في أوقات الذروة.