ثلاثية ضيافة العيد: القهوة والحلوى والمكسرات.. تحلق بأسعارها

في ظل مخاوف عالمية من تذبذب الأسعار

لا تكتمل مائدة الضيافة العربية دون القهوة وبعض المكسرات كما هي العادات والتقاليد بالسعودية حاليا («الشرق الأوسط»)
TT

مع قرب حلول عيد الفطر المبارك، حافظت سوق المكسرات في الدمام (شرق السعودية) على أسعارها التي شهدت ارتفاعا منذ نحو عام، في وقت يزداد فيه الإقبال على شراء المكسرات والحلويات، جنبا إلى جنب مع احتياجات عيد الفطر، ويأتي في طليعتها البخور والقهوة والهيل، جريا على عادات وتقاليد الضيافة المحلية.

وفيما لا توجد إحصاءات دقيقة لحجم استهلاك السعوديين من المكسرات التي يكثر استخدامها في المجالس والديوانيات والأعراس، والتي يجري استخدامها في إعداد أطباق الحلويات، وخاصة في شهر رمضان وموسم العيد، كانت مصادر اقتصادية قدرت لـ«الشرق الأوسط» حجم السوق السعودية من المكسرات بأكثر من 500 مليون ريال (133.3 مليون دولار) سنويا، مع نسبة نمو تزيد على 10 في المائة سنويا، فيما يباع سعر الكيلو من «الفستق»، الذي يعد أهم أنواع المعسكرات بـ44 ريالا، في حين يباع الكيلو من «الكاجو» بسعر 52 ريالا، أما مكسرات «عين الجمل» فلا يتجاوز سعر الكيلو الـ36 ريالا، ويبلغ سعر «اللوز» و«البندق» نحو 40 ريالا للكيلو، ويبقى «الفول السوداني» الأقل سعرا، حيث لا يتجاوز سعر الكيلو منه 24 ريالا.

ويصل سعر الكيلو من المكسرات المخلوطة 45 ريالا، وهو النوع الأكثر تفضيلا، ويجري استيراد المكسرات من دول مثل إيران، تركيا، سوريا، والهند. وفي السنوات الأخيرة برزت أنواع من المكسرات مستوردة من دول جنوب شرقي آسيا كاليابان والصين، وتتميز بسعر أقل.

وتعد المكسرات من أنواع المواد التي تحظى برقابة صارمة من وزارة التجارة، حيث تقوم الوزارة بمتابعة الأسعار، إلا أن موضوع الجودة وانتهاء الصلاحية يقع تحت مسؤولية البلديات في المحافظات، كما تنشط جمعية حماية المستهلك في هذا المجال من خلال مراقبة الأسعار.

في المقابل ارتفعت بشكل واضح أسعار الحلويات وخصوصا من منتوجات الشوكولاته، وهي الأخرى آخذت في النمو، وتقدر مصادر اقتصادية الاستهلاك في السعودية خلال شهر رمضان وأيام العيد بنحو 100 مليون ريال، وباستهلاك يصل لنحو 200 طن.

في حين أن الشوكولاته تتأثر بالتغيرات الاقتصادية التي يتعرض لها الاقتصاد الدولي، وأبرزها ارتفاع أسعار النفط، وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين وأجور الأيدي العاملة.

وساهم الارتفاع النسبي في أسعار الحلويات المصنوعة من الشوكولاته، وكذلك الارتفاع النسبي في أسعار الطحين والسكر، في ارتفاع سعر قوالب الكيك، وهو ما يرتفع استهلاكه أيام الأعياد.

كما بقيت أسعار القهوة على ارتفاع نتيجة ضعف الواردات لها، وتستورد السعودية البن المحمص وغير المحمص من عدد من الدول من أبرزها اليمن، وإثيوبيا، والولايات المتحدة الأميركية، وكينيا، والهند، والبرازيل، وغواتيمالا، لتكون أسعارها بالضعف كما هي منذ بداية العام الحالي، حيث يصل سعر كيلو القهوة إلى 45 ريالا، فيما وصل سعر الهيل وخصوصا الهندي لـ115 ريالا.

ويصل حجم استهلاك الفرد في السعودية من القهوة في إحصائيات عام 2006 نحو 1.6 كيلوغرام، وتقدر مصادر حجم استهلاك السعودية لبن القهوة العربية بنحو 14 ألف طن في السنة، في الوقت الذي يصل فيه استهلاك بن القهوة التركية إلى نحو 8 آلاف طن.

وقال عبد الله التوفيق صاحب محلات بيع مكسرات وحلويات في عدد من محافظات المنطقة الشرقية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الكميات وفيرة على الرغم من تراجع الاستيراد من مصدر رئيسي ممثل في سوريا، لكن لا تزال هناك كميات وفيرة تأتي من تركيا وإيران والهند والصين وغيرها». واستبعد أن تشهد الأسعار ارتفاعا جديدا في ظل وفرة المنتج في الأسواق، مشيرا إلى أن أسواق المكسرات تنشط خصوصا في الشرقية في مناسبات القرقيعان وفي الأشهر التي تشهد مناسبات فرح.