حرائق «الورش» تقضي على 15 متجرا في جدة

وفاة 4 أشخاص في حادث تصادم شاحنتين واحتراقهما

TT

لقي أربعة أشخاص حتفهم أمس نتيجة حادث سير بين شاحنتين، إحداهما تحمل صهريجا لنقل مادة «الديزل» البترولية، على الطريق السريع الرابط بين مدينتي الخرمة ورنية، بينما عاودت - على الجانب الآخر - حرائق الورش في جنوب جدة ظهورها بعد نحو شهر من آخر الحرائق التي شهدتها المدينة.

وبحسب المقدم سعيد سرحان، الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، في ما يخص حادثة الشاحنتين، فإن بلاغا وصل إلى غرفة عمليات الدفاع المدني بالخرمة يفيد باحتراق شاحنة لنقل المواد البترولية في منطقة تبعد 25 كم عن الخرمة، حيث تحركت فرقة إنقاذ وحريق وإسعاف لموقع الحادث.

وأضاف المقدم سرحان: «عند الوصول اتضح أن الحادث هو تصادم بين شاحنتين؛ إحداهما مرسيدس (سطحه) لحمل المعدات الثقيلة، بداخلها ثلاثة أشخاص مقيمين، والأخرى صهريج محمل بالديزل، بداخلها شخص واحد مقيم، النار مشتعلة في الصهريج، فباشرت الفرق إخماد الحريق، وتفريغ مادة الديزل من الصهريج، وإخراج المحتجزين الأربعة بعد أن فارقوا الحياة، وتم نقلهم عن طريق الجهات المختصة إلى المستشفى وتسليم الموقع لإدارة مرور الخرمة كجهة اختصاص».

وفي ما يخص حريق الورش، قال الناطق الإعلامي للدفاع المدني، إن حريقا اندلع في 15 ورشة، في شارع الإسكان بجدة، وباشرت 12 فرقة إطفاء، إضافة إلى فرقتي إنقاذ ووايتات متطورة وسلالم وإسعاف، بالإضافة إلى صهاريج مدنية.

وأوضح المقدم سرحان أن الحريق شب في مجمع ‏للورش بشارع الإسكان جنوب جدة، وصلت الفرق لموقع الحادث في أوقات متفاوتة، نظرا ‏لإغلاق الطريق المؤدي إلى موقع الحادث من قبل سيارات السكان، كما أعاق التجمهر المتكرر في ‏موقع الحادث تمركز الفرق ومباشرة الحريق.

وبين أن ألسنة اللهب طالت 15 ورشة في مساحة تقدر بنحو 1000 متر مربع، تخللتها مستودعات تحتوي على تخزين لمادة التنر والبويات وأدوات السمكرة، ومواد بترولية مختلفة ساعدت في انتشار الحريق.

ولفت المقدم سرحان إلى أنه تمت محاصرة الحريق في الورش المحترقة باستخدام مادة الرغاوي، وبتدخل مباشر من ‏سيارة السنوركل والوايتات المتطورة، كما عملت فرق الإنقاذ على فتح منافذ في الورش المحترقة لتتمكن فرق ‏الإطفاء من الوصول لموقع اللهب وإخماده.

وحول الإصابات في هذا الحادث، قال المقدم سرحان: «أصيب في الحادث رجل إطفاء أخذ العلاج اللازم في موقع الحادث، ‏وباشر فريق التحقيق في الحادث لمعرفة مسبباته، كما باشر فريق من قسم ‏السلامة في منطقة جنوب جدة التابعة للدفاع المدني الموقع، بينما تم فصل التيار الكهربائي ‏عن المنطقة المتضررة نتيجة الحريق».

يشار إلى أن حوادث حرائق الورش أصبحت تتكرر، لعدة مسببات بينها انعدام وسائل السلامة وتجهيزات موانع الحريق، حيث كانت 10 ورش في مجمع بشمال جدة قد احترقت نهاية يونيو (حزيران) الماضي.

وحمّل اللواء عبد الله الجداوي، مدير الدفاع المدني، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، المنشآت المخالفة لاشتراطات السلامة، مسؤولية تلك الحوادث، وقال: «يعد الإهمال من المنشآت باشتراطات السلامة وصيانتها المسبب الأول في الحوادث».

ورجح العميد الجداوي أن يكون لارتفاع درجة حرارة الجو عامل في اندلاع الحرائق، «إلا أن الدور الأكبر يقع على الجهات التي تغيب الاشتراطات»، بحسب قوله.