«عيد الرياض» يؤسس لصناعة سياحية عبر منظومة احتفالية

أمين منطقة الرياض لـ «الشرق الأوسط» ماضون في شراكة مع مؤسسات المجتمع المدني

استثمار الاحتفالات على مدار العام أحد الخطط الاستراتيجية للعاصمة الرياض («الشرق الأوسط»)
TT

تأتي احتفالات العاصمة السعودية الرياض بعيد الفطر المبارك هذا العام، في حلة جديدة بعد أن مضى عليها ما يزيد على 20 عاما منذ انطلاقتها الأولى، في وقت تأتي فيه تلك الاحتفالات في العام الأول لتسلم أمين مدينة الرياض منصبه خلفا للأمين السابق للمدينة، لتكون الاحتفالات الأولى في فترة أمين منطقة الرياض، المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل، الذي أكد على تنوع الفعاليات في الدورة الحالية، وتلبيتها لكافة احتياجات ساكني المدينة وزوارها، لافتا لاستمرار نهج الاحتفالات على ما كان الوضع عليه سابقا مع مراعاة الظروف المناخية التي تشهدها المدينة من ارتفاع في درجات الحرارة خلال شهر أغسطس (آب) الحالي، من خلال إضافة مواقع مغطاة ومكيفة لبعض من الفعاليات.

فيما أوضح المقبل أن ما تقدمه الأمانة من خدمة للمجتمع عبر تلك الاحتفالية، أوجد شراكة مجتمعية تؤسس لاتحاد بين القطاع الحكومي والخاص في صناعة السياحة المحلية، موضحا أن هناك المزيد من البرامج التي تصب في خلق فرص استثمارية في المجال ذاته.

وبين أن عددا من الفعاليات الترفيهية المقدمة خلال احتفالات عيد الفطر المبارك هذه الأيام سيتم استثمارها من خلال الاستفادة منها بإعادتها في عطلات نهاية الأسبوع طوال العام، بالإضافة لتقديم البعض منها خلال المناسبات الوطنية والعامة بالعاصمة الرياض.

تلك بعض من جوانب حوار أجرته «الشرق الأوسط» مع أمين منطقة الرياض، فإلى نص الحوار..

* ما أبرز البرامج والفعاليات التي ستشهدها احتفالات مدينة الرياض بعيد الفطر المبارك 1433هـ؟ وما الجديد هذا العام؟

- تتنوع فعاليات احتفالات مدينة الرياض بعيد الفطر المبارك بما يلبي احتياجات جميع فئات المجتمع، فهناك الفعاليات التراثية لعشاق التراث والفنون الشعبية، وهناك عروض الإثارة والتحدي والمنافسات الرياضية التي تحظى بإقبال الشباب، إلى جانب عدد كبير من الفعاليات للمرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة.

ويكفي دليلا على هذا التنوع أن عدد الفعاليات هذا العام يتجاوز 200 فعالية في 40 موقعا تم تخصيصها لجميع أفراد العائلة من الشباب والنساء والأطفال. ولعل الملمح الأبرز في احتفالات هذا العام هو زيادة عدد المواقع المخصصة لاستقبال الشباب، ليصل إلى 13 موقعا في أحياء العاصمة.

ونظرا لارتفاع درجة الحرارة بمدينة الرياض خلال أيام العيد، تم إضافة موقعين جديدين أحدهما للشباب بالصالة الرياضية المغلقة بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، والآخر للنساء بمدارس بن خلدون للبنات في عرقة.

وفي إطار الحرص على تجديد فعاليات العيد أيضا، تم تخصيص عدد كبير من الحدائق والساحات لاستضافة الفعاليات مثل حديقة «مناخ الملك عبد العزيز» وحديقة «الوطن»، وساحة «متنزه شرق الرياض» بحي القادسية.

يضاف لذلك زيادة الاستفادة من تقنيات المعلومات والاتصالات في التعريف بالفعاليات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وموقع الأمانة على الإنترنت، والموقع الخاص، الذي تم تدشينه لاحتفالات الأمانة بالعيد.

والحقيقة أن هذا التنوع والشمولية في الفعاليات، ثمرة طيبة لتوجيهات الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه الأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز، والأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، بضرورة تجديد الفعاليات من حيث الشكل والمضمون وتعزيز شراكة مؤسسات المجتمع في هذا الشأن، والحرص على اقتران الفعاليات بخطط وبرامج التنمية والاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها مدينة الرياض من الحدائق والمتنزهات والمراكز الثقافية والاجتماعية في استقبال أكبر عدد من سكان العاصمة وزوارها بمواقع احتفالات عيد الفطر.

* قرابة 19 عاما على انطلاق احتفال مدينة الرياض بعيد الفطر، كيف وجدتم تلك المسيرة؟ وما تقييمكم لمدى تفاعل المجتمع مع الفعاليات؟ وهل هناك نية لتوسيع نطاقها خارج مدينة الرياض في المحافظات التابعة لمنطقة الرياض؟

- لا شك أن مبادرة الأمانة لإقامة احتفالات عيد الفطر طوال السنوات الماضية، بدعم من إمارة منطقة الرياض كان له أطيب الأثر في أن تصبح فعاليات «عيد الرياض» من أبرز المهرجانات بالمملكة من حيث عدد المشاركين فيها أو المستفيدين منها.

ونحن سعداء بمسيرة الاحتفالات وما تشهده من تطور، وما صاحبها من تفاعل جميع فئات المجتمع معها في إطار جهود الأمانة لخدمة المجتمع، ولا سيما أن الفعاليات أصبحت تدعم جهود تنمية السياحة الداخلية، وتعزز قدرة مدينة الرياض السياحية، ونحن نأمل في أن تمتد الفعاليات إلى جميع مدن ومحافظات المنطقة، عبر شراكة فاعلة مع مؤسسات المجتمع بهذه المدن سواء من حيث التنظيم أو المشاركة، وسوف تتم دراسة هذا الأمر خلال المناسبات المقبلة.

* مجالس ومراكز الأحياء أصبحت تمثل نقلة نوعية في العمل التنموي الاجتماعي كجهة رسمية مسؤولة، كيف تزيدون من فاعليتها؟ وهل ستتم الاستفادة منها في احتفالات العيد مستقبلا؟

- نجاح تجربة مجالس ومراكز الأحياء يفتح آفاقا رحبة لتفعيل دورها في كثير من المجالات لخدمة سكان الأحياء والتعرف على مشكلاتهم واحتياجاتهم والعمل على تلبيتها، ولا يجب أن يقتصر الأمر على احتفالات العيد أو الأنشطة الاحتفالية الأخرى، بل لا بد أن يشمل جميع جوانب العمل البلدي وخدمة المجتمع.

ونحن حريصون على ذلك لتوسيع قاعدة المسؤولية والمشاركة في جميع مجالات العمل البلدي والاجتماعي والتطوعي.

* يطالب البعض بزيادة عدد الأيام المخصصة للاحتفالات نظرا لتعدد البرامج وعدم القدرة على حضور أغلبها، هل سيتم الاستجابة لتلك المطالب؟ وماذا عن التغطية التلفزيونية لتلك الفعاليات هل هناك تخصيص لقناة فضائية لنقلها؟

- اقتراح زيادة عدد الأيام المخصصة للفعاليات تم دراسته هذا العام باستفاضة، ووجدت صعوبة في تنفيذ ذلك، نظرا لمشاركة أعداد كبيرة من المواطنين في تنفيذ الفعاليات طوال أيام العيد، ومن ثم رغبتهم في قضاء بعض الوقت مع أسرهم.

وفيما يتعلق بالتغطية التلفزيونية للاحتفالات، فهناك عدد من وسائل الإعلام والقنوات تشارك في رعاية الفعاليات، وهناك لجنة إعلامية متخصصة تتولى جميع الأمور الخاصة بالمتابعة الإعلامية، وتسهيل مهمة جميع القنوات التلفزيونية السعودية والعربية في تغطية الاحتفالات لإطلاع سكان الرياض وزوارها على طبيعة الفعاليات ومواقعها وكافة المعلومات المتعلقة بها.

* شهدت الاحتفالات في الأعوام الماضية تزايدا في عدد العروض المسرحية؟ هل سنشهد تزايدا في أعدادها لهذا العام؟ وهل سيكون هناك استعانة بعروض مسرحية من دول عربية؟ وماذا عن المسرحيات المخصصة للنساء؟ وهل عروض السينما ستستمر ضمن برامج الاحتفالية؟

- هذا العام تتضمن الاحتفالات 14 عملا مسرحيا منها مسرحيات تقدم مجانا للرجال، ومسرحيات للنساء، ومسرحيات للأطفال، ولوحات مسرحية لفرقة الصم.

وبعض هذه الأعمال يشارك فيها ممثلون وممثلات من دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية، وهناك عروض مرئية للأطفال في عدد من المواقع، لكننا حريصون على الفعاليات التفاعلية التي تعزز المشاركة المجتمعية وتتيح لأفراد الأسرة الاستمتاع بإجازة العيد معا، وكذلك توفير متنفسات ترفيهية هادفة للشباب.

* ما دور الأمانة في إيجاد عروض مسرحية طوال العام وعدم اقتصارها على أيام عيد الفطر المبارك؟

- هناك برنامج الأمانة المستمر على مدار العام، الذي يحتوي على عدد كبير من الفعاليات مثل مهرجان «التراث والأسر المنتجة» ومهرجان «ربيع الرياض» التي تتضمن أنشطة ترفيهية، إضافة إلى عروض لأفضل الأعمال المسرحية التي تعرض في العيد، لكن ذلك لا يعني أن الأمانة هي الجهة المسؤولة الوحيدة عن تقديم هذه الأعمال المسرحية؛ لأن دورها هو تقديم الخدمات البلدية المتكاملة لسكان مدينة الرياض ومتابعة تنفيذ المشاريع بما يحقق راحة المواطنين.

* برامجكم موجهة للعائلات والبعض منها للنساء فقط، أين الشباب من هذه البرامج؟ أوليس بالإمكان إيجاد فعاليات إبداعية لهم؟

- من يطلع على برنامج احتفالات الأمانة هذا العام يلحظ عددا كبيرا من المواقع المخصصة للشباب، وصلت إلى 13 موقعا، حيث نولي هذه الفئة كل العناية والاهتمام، وهناك مراجعة مستمرة للفعاليات الخاصة بالشباب في احتفالات العيد بناء على ما يتم رصده من آرائهم وانطباعاتهم ومقترحاتهم.

ونحن نسعى في فعاليات الشباب إلى استثمار طاقاتهم ومواهبهم وتنمية قدراتهم إلى جانب عامل الترفية، سوف يتم تطوير فعاليات الشباب بدرجة أكبر خلال السنوات المقبلة، لإتاحة الفرصة للمبدعين منهم. وسوف نلمس هذا الأمر في احتفالات هذا العام من خلال عدد من الفعاليات مثل عروض« ستاند أب كوميدي»، ومشاركة الشباب في عدد كبير من العروض المسرحية، وكذلك العروض المخصصة للمسابقات التي تعتمد على عناصر التحدي والمغامرة.

* ماذا عن مشاركة القطاع الخاص في دعم احتفالات العيد، في ظل وجود شركة «أرامكو» التي كانت الراعي الرسمي لصيف الرياض لهذا العام 2012؟ وكيف تقيمونه؟

- احتفالات العيد عمل اجتماعي بالأساس وإن كانت الأمانة قد بادرت إلى تحمل مسؤولية إقامتها، إلا أن مشاركة القطاع الخاص لا غنى عنها لتحقيق أهدافها الاجتماعية والإنسانية والتنموية.

ورعاية شركة «أرامكو» لمهرجان صيف الرياض، تجربة ناجحة بكل المقاييس ونموذج يحتذى في تفعيل هذه الشراكة في مجالات خدمة المجتمع، وهذا العام هناك عدد كبير من الجهات الخاصة التي تشارك في تنفيذ الفعاليات، التي توفر من خلالها ما يقرب من 4 آلاف فرصة عمل مؤقتة للشباب.

ونحن نرحب بمشاركة القطاع الخاص في احتفالات العيد، وكل أنشطة وبرامج الأمانة لخدمة المجتمع.

* هناك من يرى أنه بإمكان أمانة منطقة الرياض أن تعيد الروح للمسرح السعودي (أبو الفنون) بعد ما تراجع كثيرا عن ذي قبل، كيف هي نظرتكم لتفعيل ذلك الدور؟

- لا شك أن دعم أمانة منطقة الرياض للمسرح وتقديم عدد كبير من الأعمال المسرحية المتميزة في احتفالات عيد الفطر أو عبر البرنامج السنوي للأمانة، كان له أثره الواضح بشهادة المسرحيين في تنشيط الحركة المسرحية واكتشاف عدد كبير من المواهب، وضخ دماء جديدة أسهمت في تطور الفن المسرحي، ونحن سعداء بذلك الأمر، لكن ذلك لا يعني بحال من الأحوال إغفال مسؤولية وزارات وجهات أخرى في دعم فن المسرح على مدار العام، حيث إن الأمانة لها مهامها ومسؤوليتها المرتبطة بطبيعة العمل البلدي وخدمة المجتمع، ولا يجب أن يطغى جانب على هذه المهام والمسؤوليات الأساسية.

* هناك من المبدعين السعوديين من هو قادر على الارتقاء بالعمل الترفيهي مثل المسرح وغيره، أين هم من تفكيركم؟

نحن نرحب بأي اقتراحات أو أفكار للمبدعين من أبناء الوطن لتطوير فعاليات العيد، سواء فيما يتعلق بالأنشطة الترفيهية أو المسرحية أو الاجتماعية، وتتلقى اللجنة التنفيذية للاحتفالات كل هذه الاقتراحات والآراء، وتدرسها وتبحث سبل تنفيذها فكما أشرنا نحن نرحب بكل جهد يضيف لثراء وتنوع الفعاليات وخطط تطويرها.

* أليس بالإمكان إيجاد إدارة في الأمانة خاصة بالفن والترفيه لاستثمار عطلات نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية؟

- هناك إدارة الخدمات الاجتماعية بالأمانة والتي تعنى بالجوانب الاجتماعية، ومنها الفعاليات الترفيهية وتوفير متنفسات للعائلات والشباب في الإجازات والعطلات بالتعاون مع الإدارات الأخرى، ولهذا ليس هناك حاجة لإيجاد إدارة خاصة للترفية أو الأنشطة الفنية، حيث إن خدمات الأمانة في إقامة فعاليات العيد موسمية في حين أن برنامجها لخدمة المجتمع من خلال إدارة الخدمات الاجتماعية والإدارات الأخرى مستمرة على مدار العام.