«عيد القنفذة».. الرقص علامة الرضا

عادات سكانها في العيد تقارب العادات المكية رغم بعد المسافة

TT

في الوقت الذي لا تختلف فيه محافظة القنفذة عن نظيراتها من المحافظات غرب السعودية في تجهيزات العيد، إلا أنها تمتاز بميزة إضافية، وتبرز عادة يصفها السكان بالـ«النقية» لسكان المحافظة التي تقع على بعد 350 كلم جنوب غربي مكة المكرمة، إذ يفضل الوجهاء إجراء الصلح بين المتخاصمين من أهالي المحافظة. ورغم أن عدد سكانها لا يتجاوز 30 ألف ساكن، إلا أن الصلح الواقع يوم العيد يشهد رقصة شعبية يتم الإعلان من خلالها، أن الصلح قد تم، ويقول الدكتور حمزة بن عامر الشريف لـ«الشرق الأوسط» إن المسنين يسهمون بشكل واسع في عمليات الصلح بين المتخاصمين من الأهالي، «يؤدون بعدها الرقصات الشعبية أمام الناس، من باب تعميم الصلح والخير بين الناس».

ويعود التشابه الكبير في العادات والتقاليد بين أهالي مكة المكرمة وأهالي القنفذة، نظرا لقرب المسافة والانتماء الإداري لمنطقة مكة المكرمة، ويعزو اجتماعيون ذلك إلى التزاوج بين المكانين في مسألة التراث، والعادات، والتقاليد.

و ما إن يعلن العيد حتى يهب أهالي القنفذة بترتيب البيوت ويتم تجهيزها احتفالا بالعيد الذي يكون الفرح فيه كبيرا من خلال التقاء الأطفال بكبار السن للسلام عليهم.

وحول ذلك، قال الدكتور حمزة بن عامر الشريف لـ«الشرق الأوسط» إن كثيرا من العادات والتقاليد اختفت مع تعاقب الأجيال، وظل الاحتفاظ بالقليل منها، لافتا أن أهالي القنفذة يتشابهون كثيرا مع أهالي مكة المكرمة في مسألة الاستعداد المبكر للعيد، من خلال إعداد جدول بذلك يكون أوله إخراج الزكاة، وإكمال الترتيبات للعيد وإشراك الأطفال الصغار للإسهام معهم في ذلك الإنجاز الذي تحتفل به كل الأسر في القنفذة.

وأضاف الشريف: «لأهالي القنفذة عادة في الماضي امتازوا بها من خلال تفصيل الثياب، حيث يعمد الكبار إلى تفصيل ثياب (مشقرة) مفتوحة من الأطراف كي تسهل عليهم في أداء الرقصات الشعبية، فيما يكتفي الصغار بالثياب العادية البيضاء.

ويبدأ يوم العيد من خلال الزيارات بين الأقارب ويحرصون على زيارة الأكبر في العائلة، في حين تجعل بعض الأسر زيارة الكبير في المساء أيضا ويتم إقامة مأدبة بتلك المناسبة من خلال إحضار الطعام معهم أيضا بوصفه نوعا من المشاركة، ويتم إعطاء الأطفال (العيدية) عندما يقومون بزيارة البيوت لأخذها».

وحول الرقصات الشعبية قال الشريف: «اشتهرت القنفذة برقصة المزمار والعرضات الجنوبية، مثل الزيفة، والربخة، بالإضافة إلى أن المسنين يلعبون دورا مهما في ذلك».

إلى ذلك قال عبد الرحمن محمد حلواني عضو الهيئة السياحية بمحافظة القنفذة، إن بلدية القنفذة، قد أنهت كافة الاستعدادات لاستقبال العيد، من خلال الإسهام في تهيئة مصلى العيد، وكذلك الساحة الخاصة بالحفلات الشعبية، وتجمعات المواطنين.

يشار إلى أن سكان القنفذة يبلغون نحو30 ألف نسمة، وتم تصنيف المحافظة عام 2005 ضمن أفضل المدن الصحية حول العالم، وتقع القنفذة على الساحل الغربي للبحر الأحمر.