يوم العيد الأطول بين أيام السعوديين

تغير الساعة البيولوجية يربك كثيرين منهم

TT

يرى كثيرون في السعودية أن أول أيام عيد الفطر يعد الأطول من بين أيام السنة، لما يشهده من تبدل سريع في الساعة البيولوجية لدى كثيرين منهم، فبعد سهر ليالي رمضان، يأتي العيد بالتزاماته الدينية والاجتماعية مما يشكل عبئا في اتخاذ قرار الخلود للنوم في الوقت المناسب. فيما تظهر كثير من الشوارع الرئيسية في المدن السعودية وهي خاوية في ساعات النهار الأولى من يوم عيد الفطر المبارك، فتغلق المحال التجارية أبوابها وتهدأ الحركة بشكل كبير على الطرقات.

ويزداد الأمر سوءا عند الموظفين العاملين في أيام العيد، فيضطرون إلى مواصلة السهر لفترات تزيد على 18 ساعة، وهو الأمر الذي يصفه عبد الفتاح المدخلي، حارس الأمن بأحد المواقع التجارية بقوله: «يعد أول أيام العيد من أصعب الأيام لدى العاملين حيث يضطر كثيرون للذهاب إلى أعمالهم دون أخذ قسط كاف من النوم، الأمر الذي يشكل صعوبة بالغة». ومع مرور فترات الصباح الأولى لثاني وثالث أيام العيد يكسو الهدوء معظم الأحياء، وتعود الحركة تدريجيا بعد صلاة العصر حتى تبلغ ذروتها منتصف الليل، وذلك يرجع إلى صعوبة تأقلم العائلات على التغيرات المفاجئة في ساعات نومهم واستيقاظهم. وهو الأمر ذاته الذي حذر منه الدكتور أيمن كريم، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم، مدير مركز اضطرابات النوم بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة، موضحا أن السهر وتغيير مواعيد النوم والالتزام بمواعيد مختلفة، ينتج عنه كثير من اضطرابات النوم والاستيقاظ.

وزاد: «من المعروف بديهيا أن الناس قد فطروا على النوم بالليل وكسب الرزق بالنهار، تمشيا مع دورة الشمس والقمر، وهي المنظمة الكونية للساعة الحيوية الداخلية، لذلك كان من الطبيعي أن يعاني الإنسان من عدد من الاضطرابات المرتبطة بالنوم والاستيقاظ عند خروج نسق نومه الطبيعي عن دورة الليل والنهار».

ومع اقتراب الموعد الدراسي تتخذ الأسر السعودية عددا من الأساليب لإطالة السهر قدر المستطاع بتغيير موعد الزيارات في العيد من المساء إلى الصباح والخروج فترة الظهيرة للغداء خارج المنزل أو عبر تقسيم مواعيد النوم لأبنائها.

وهنا يؤكد الدكتور كريم أنه قد ينتج عن هذه السلوكيات المختلفة كثير من اضطرابات النوم والاستيقاظ مما يعرف طبيا بالحرمان الحاد والمزمن من النوم واضطرابات الساعة الحيوية، كمتلازمة تأخر مرحلة النوم، واختلال أوقات النوم والاستيقاظ بشكل معاكس، مشيرا إلى أن الإنسان البالغ يحتاج إلى ما معدله 7 - 8 ساعات من النوم في الليلة حتى يستطيع القيام بجميع وظائفه الحيوية على أكمل وجه. وتختلف القدرة على تغيير نظام النوم والاستيقاظ أثناء شهر رمضان من شخص لآخر ومن فئة عمرية لأخرى، فحديثو السن من الأطفال والمراهقين يمكن لهم أن يغيروا نمط نومهم والتأقلم عليه بصورة أسهل، بخلاف كثير من البالغين ومن هم في سن متقدمة، والواضح أن المجتمع المدني الحديث يشجع كثيرا على اختلال مواعيد النوم والاستيقاظ خلال شهر رمضان نظرا للارتباطات الاجتماعية، التي عادة ما تبدأ في وقت متأخر من الليل وتمتد إلى ساعات النهار الأولى، كذلك بسبب الانشغال بالإنترنت ومتابعة القنوات الفضائية وانتشار أسواق التبضع العاملة على مدار الأربع وعشرين ساعة.