400 منزل طيني تتنفس الحياة من جديد بالقصيم

على أصوات كبار السن بمحافظة الخبراء

جانب من البلدة التراثية المعادة للحياة من جديد برياض الخبراء بمنطقة القصيم وسط السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تولى كبار السن، بمحافظة رياض الخبراء، التابعة لمنطقة القصيم (وسط السعودية) التعريف بفن العمارة الطينية لمساكنهم، من خلال جلسات لرواية الحكاية وسرد الأخبار لأهالي المحافظة وزائريها خلال موسم عيد القطر المبارك، وذلك وسط القرية التراثية بعد إعادة الحياة لـ400 منزل طيني فيها.

وعمد كبار السن خلال احتفال أهالي محافظة الخبراء بإعادة افتتاح «قرية الخبراء التراثية»، باستخدام الطهي بواسطة الحطب كما كان عليه الحال بالمدينة في عهود مضت، فيما شهد الاحتفال الشعبي والذي أقيم ثاني أيام عيد الفطر المبارك هذا العام، عدد كبير من أهالي المحافظة وزائريها، عبر حزمة من البرامج الاجتماعية والترفيهية المتنوعة، والتي ستمتد لـ4 أيام متواصلة.

وكانت اتفاقية تعاون أبرمت بين الهيئة العليا للسياحة والآثار وبلدية الخبراء أعادت البلدة الطينية الواقعة على جنبات وادي الرمة، والتي تحتوي على 400 منزل طيني، بنيت على طريقة بغداد القديمة، في وقت تم إجلاء ساكني تلك الدور السكنية الطينية من منازلهم على أثر موسم مطير أدى إلى تهدم الكثير من المباني.

وكانت شراكة فاعلة بإشراف مباشر من إمارة منطقة القصيم قادتها الهيئة العامة للسياحة والآثار مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة ببلدية الخبراء، قد عمدت لتهيئة المجتمع المحلي لإعادة تأهيل القرية التراثية والاستفادة سياحيا واقتصاديا منها، وشهدت الفترة الماضية تفاعل المجتمع المحلي في برنامج تهيئة القرية التراثية وإعادة تأهيل بعض الأجزاء في القرية الشهيرة.

وبذلت الجهات المختصة جهودا متعددة نحو تأهيل القرية القديمة عبر إقامة الكثير من الفعاليات والمناسبات، حيث تمت تهيئة الموقع أمام المستثمرين في احتفالات رسمية عاد معها أهالي الخبراء لبلدتهم القديمة كمستثمرين.

وتأتي تلك الخطوة في إطار حملة استهدفت تسويق المنطقة وجلب الكثير من الزوار نحو هذه المواقع لتحقيق استثمار طويل المدى يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي لمحافظة الخبراء.

وأشار المهندس إبراهيم القريشي، رئيس بلدية الخبراء، إلى أن الشراكة التي تم تفعيلها لتأهيل البلدة التراثية تسير في خطواتها المرسومة، مشيرا إلى أن المشروع حظي بالكثير من رؤوس الأموال المحلية والتي قامت بضخ أموال استثمارية بالموقع التراثي.

ولفت القريشي إلى أن هناك الكثير من الأنشطة الشعبية والتراثية التي ستقام في ساحات بلدة الخبراء التراثية والتي يقدمها أبناء الخبراء في تفاعل مع برنامج إعادة تأهيل البلدة التراثية.

من جهته، أشار الدكتور جاسر الحربش، المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم إلى أن الأمير فيصل بن بندر، أمير القصيم رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة قد شارك في العام الماضي في احتفالات أهالي الخبراء في البلدة التراثية، مما شكل حافزا كبيرا نحو قيام استثمار في مثل هذه المواقع بالمنطقة، مشيرا إلى ما يجده القطاع السياحي من دعم حكومي كبير.

وأكد الحربش وجود فرص استثمارية أمام القطاع الخاص للاستثمار في القرية التراثية بالخبراء، وأن كافة تلك الفرص الاستثمارية قائمة على دراسة علمية ومتخصصة، لافتا إلى أن باب الاستثمار ما زال مفتوحا أمام رجال الأعمال.

وزاد «إن مشروع تطوير بلدة الخبراء التراثية يعد أحد المشاريع التي تدل على تفعيل الشراكة بنجاح سواء مع الجهات الحكومية ممثلا ببلدية الخبراء أو المجتمع المحلي والذي تفاعل بتنفيذ البرامج والمشاركة والحضور بفعالية في مثل هذه المناسبات» وقد شهدت القرية التراثية بالخبراء فعاليات أخرى كان أبرزها ورشة عمل عن البناء بالطين نظمتها الهيئة بالتعاون مع البلدية والمؤسسة العامة للتدريب التقني، وتعد بلدة الخبراء التراثية والواقعة بالقرب من الطريق الرابط بين منطقة القصيم بالمدينة المنورة السريع إحدى القرى التراثية المعتمدة في المملكة.