«جدة التاريخية» عيد يبدأ بـ«العيدروس» وينتهي بالعروض الشعبية

مدير البلدية لـ «الشرق الأوسط»: رقابة صارمة على الألعاب

الألعاب الشعبية تجمع حولها الكبار والصغار وسط الساحات البلدية للمنطقة التاريخية بجدة («الشرق الأوسط»)
TT

منذ ساعات الصباح الأولى تشهد ساحة البلد بالمنطقة التاريخية بجدة، احتفالاتها السنوية بالعيد لأربعة أيام متتالية، فساحاتها المزينة بعقود الإنارة المضيئة لساعات، لا تنطفئ إلا بعد إشراقة شمس الصباح، إيذانا ببدء يوم عيد جديد، يرحب بالزائرين الذين يتوافدون مع أطفالهم لاستعادة ذكريات طفولتهم وصباهم الذي قضوه في حارات جدة القديمة.

سامي نوار مدير بلدية جدة التاريخية ذكر لـ«الشرق الأوسط» أن عيد البلد سيضاء في المساء بألوان من الاحتفالات والرقصات من فرق شعبية وعربية، تقدم عروضا تبدأ مساء وتنتهي بعد منتصف الليل في باحتي «برحة نصيف» و«باب شريف»، مشيرا إلى أنه من المتوقع الإقبال الكبير من آلاف الزوار على الفعاليات وعلى المنطقة التاريخية بشكل عام.

ويتميز العيد في ساحات البلد في حارات الشام والمظلوم، بتشغيل ملاهي «العيدروس» الشعبية، المحتفظة بطابعها التراثي القديم الذي يتطلب تشغيلها تحريك العامل لأراجيحها بشكل يدوي، لتنطلق نحو السماء حاملة معها ضحكات الأطفال. تسعيرة ركوبها موحدة وهي ريالان لركوب الألعاب، حيث قال الحاج سيد إبراهيم أحد مشغلي الألعاب: «أعمل بالسعودية منذ خمسة عشر عاما، وأحصل على أجرتي باليومية في «العيدروس» بأيام العيد الأربعة في حدود (3 - 4) آلاف ريال للعبة التي أشغلها، وقد تزيد أو تنقص بحسب المواسم وإقبال الزائرين».

ويصل متوسط ما يجنيه مشغلو ألعاب «العيدروس» فقط خلال أيام العيد ما يقارب 100 ألف ريال، الأمر الذي يجعل الوافدين الأجانب لا يكلون من العمل فيها طوال الأيام لجني مدخول سنوي إضافي أيام العيد، في تشغيل الألعاب وتأجير ساعات لعب مباراة بلياردو أو منافسة على طاولة الـ«فريرة»، علاوة على تأجير جولات لعب على «البلاي ستيشن» في خيم صغيرة.

ولفت المهندس سامي نوار إلى أن المنافسات والألعاب في ساحات المركز التاريخي تخضع لرقابة مباشرة من عمدة البلد، لحماية الزوار من أي تجاوزات تتم خلال اللعب، لا سيما في لعبة «الجيم» المعروفة لدى الشباب في جدة، والتي تعتمد على حصد أحد لاعبيها مجموع نقاط فوق المائة، عند دفع الكرات على الثغور بجوانب الطاولة وعند الخسارة يدفع الخاسر تكلفة اللعبة.

ولعل أبرز ما يلحظه الزائر عند قدومه للمنطقة، اتخاذ الوافدين الأجانب النصيب الأكبر من الساحة لعرض قطع تراثية ومشغولات يدوية يقبل على شرائها الزوار والعابرون بسيارتهم من زقاق الشوارع، على الرغم من أنها بعيدة عن الثقافة الشعبية لجدة التاريخية، ومستوردة من الخارج. تقول السيدة أم محمد إحدى البائعات: «نشحن المعروضات الموجودة أمام الزوار ونجلبها خصيصا من مصر منذ ثلاثين عاما، نبيعها كلها خلال أيام العيد» وتعرض أم محمد في ركنها تحف الجمال المصنوعة يدويا من 15 - 35 ريالا، والطبلات والملابس الشعبية مصرية تباع بأسعار تتراوح بين 25 و50 ريالا، بينما تعرض زميلتها أم أحمد أدوات البيت والمطبخ كالـ«السبرتاية» وهي ركوة القهوة، والمبخرة، وأدوات عصر الليمون والبرتقال التي جلبتها من مصر بأسعار تنافس تلك المعروضة في محلات الأواني والتي تقبل على شرائها السيدات على وجه الخصوص.