جدة: سعوديون يستمتعون بالمشي على الماء

عبر كرات بلاستيكية ملونة جلبها الشبان من الصين

الكرات البلاستيكية المائية يتسابق عليها الكبار قبل الصغار لتجربة المشي على الماء («الشرق الأوسط»)
TT

بات المشي على سطح الماء ممكنا بعد أن كان ضربا من الخيال، إذ دأب شبان سعوديون على جلب كرات متعددة الألوان مصنوعة من البلاستيك القوي، مطلقين مشروعا صغيرا اعتبروه عملا جزئيا، يتيح للناس تجربة المستحيل السابق من جهة، ويمارسون أحد أنواع الرياضات المائية من جهة أخرى.

وأصبح بالإمكان الاستمتاع بالمشي على سطح الماء على غرار ما يعرض في أفلام الخيال، مما يضفي متعة للمشاهدين تساوي متعة الشخص الموجود داخل الكرة، إلى جانب أنها رياضة مهمة ومفيدة للجسم.

وعمل الشبان على إنجاح هذه التجربة بعد جلبهم كرات مائية من الصين، عندما لاحظوا تدني مستوى الألعاب المائية على شواطئ السعودية ومدينة جدة تحديدا، وقال ممدوح ميمني المسؤول عن هذه الكرات لـ«الشرق الأوسط»: «عندما كنت أدرس في بريطانيا شاهدت هذه الألعاب المائية الممتعة، وفي الوقت ذاته تعتبر من الرياضات المائية المفيدة للجسم، ففكرت في تنفيذ هذه الألعاب على شواطئ السعودية».

وأضاف: «بعد أن أنهيت دراستي ووفقا لتخصصي ماجستير تسويق، قمت بإجراء دراسة لوضع السوق السعودية ومعرفة مدى احتياجهم لمثل هذه الألعاب، وبالفعل وجدت أنها غير متوفرة لدينا، وستكون تجربة ناجحة في حال تم تنفيذها بالشكل الصحيح، وبالفعل تواصلت مع الشركة المصنعة لهذه الألعاب، حتى أقوم بتطبيقها في السعودية، ولكن للأسف كانت أسعارهم مرتفعة جدا، فتوجهت إلى الصين وبالفعل تمكنت من إحضار بعض من هذه الكرات إلى السعودية وتشغيلها».

ويعمل ميمني في هذا المجال منذ ما يقارب سنة، استطاع خلالها أن يستقطب جمهورا واسعا للكرات المائية، حيث وجد إقبالا شديدا من قبل الشباب والفتيات والأطفال وحتى كبار السن، وقال: «الكرات تناسب مختلف الأعمار، بداية من خمس سنوات، حتى إن أشخاصا تتجاوز أعمارهم الخمسين سنة قاموا بتجربتها واستمتعوا بها».

وبين أنه يقوم بتشغيلها وتأجيرها هو ومجموعة من أصدقائه السعوديين يصل عددهم إلى تسعة أشخاص، جميعهم موظفون، وتعتبر هذه الهواية عملا آخر إضافيا إلى جانب أعمالهم وأشغالهم الرسمية، مبينا أنهم يواجهون بعض العقبات، من بينها أن بعض الأسر ترفض أن تتعامل معهم لأنهم سعوديون، وقال: «في بداية الأمر وجدنا عقبات، لكن تجاوزناها، من بينها أننا شباب سعوديون، والعوائل السعودية كانت ترفض أن نقوم نحن بتشغيلها وتطلب أن نقوم بتعيين عمالة أجنبية، ولكن اجتزنا هذه العقبة بفضل الله».

كما أوضح أنه من خلال بعض الملاحظات وجد أن الأطفال في السعودية يتخذون قراراتهم بأنفسهم دون الرجوع إلى الوالدين، ويأتون ليطلبوا اللعب في هذه الكرات دون إخبار ذويهم، معتبرا أن ذلك تصرف غير سليم ومسؤولية عليهم.

وحول كيفية التسويق للألعاب والكرات المائية أوضح أنه من خلال صفحتهم على «فيس بوك» إلى جانب أجهزة الـ«بلاك بيري» والـ«واتس أب» قاموا بنشر صور هذه الكرات، مبينا أنهم يوميا يتلقون طلبات من خلال صفحتهم على «فيس بوك»، وأسبوعيا يزيد عدد المشاهدات للصفحة.

وبين ميمني أن هناك الكثير من الطلبات تأتيهم أثناء استخدام الأشخاص لهذه الكرات سواء في البحر أو المسابح، إلى جانب توقيعهم لعقود مع منتجعات وشالياهات، كقرية الغوص ومنتجع فال والكريستال، وأشار إلى أن أنجح العقود التي أبرموها كانت مع «الخطوط السعودية»، حيث يقومون بالمشاركة في جميع فعالياتهم ومناسباتهم من خلال هذه الكرات.

وعلى الرغم من العقود التي وقعت مع جهات معينة فإن الطلب عليها من قبل الأفراد أكثر والدخل والمردود أكثر، مبينا أن الساعة الواحدة يتم تأجيرها بما يقارب 350 ريالا، معللا ارتفاع السعر إلى أنهم يتولون توصيلها للمكان كما يقومون بتشغيلها بأنفسهم والإشراف عليها منذ تأجيرها وحتى انتهاء الوقت المحدد، مبينا أنهم يقومون بتأجير مسبح خاص معها في حال كان الشخص لديه مناسبة خاصة في منزله ولا يوجد لديه مسبح.

وأشار إلى أنهم يجدون إقبالا مستمرا طوال أيام السنة، ويزيد الإقبال قليلا في الإجازات والأعياد، ولكن هناك الكثير يطلبونها في أعياد الميلاد وحفلات التخرج وحفلات الأطفال.

وقد أبدى استياءه من تدني مستوى الاهتمام بالألعاب المائية في السعودية، ويطمح ميمني إلى إنشاء مدينة ألعاب مائية متكاملة مستقبلا هو وأصدقاؤه، وبين أنه يسعى إلى ذلك وتلقى عروضا من جهات وأشخاص ليكونوا شركاءهم في المشروع، إلا أنه للآن لم يجد العرض المناسب، مشيرا إلى أنهم يسعون إلى التوسع في المشروع تدريجيا حتى يصلوا لهدفهم.