إرهاق متزايد للنساء بسبب إجازات خادماتهن «المخالفات»

أرجعن استخدامهن إلى ارتفاع أسعار الاستقدام

TT

تصف سيدات سعوديات تستخدمن عمالة مخالفة عيد الفطر بـ«الناقص» وقت ذهاب الخادمة إلى إجازة، لافتات إلى أن ذلك يشغل جزءا مهما من تفكير المرأة قبل منتصف شهر رمضان، كونها تعلم أنها ستقوم بأدوار مرهقة، في أيام قلائل تكثر خلالها الزيارات والعزائم، إلى جانب خدمة الأبناء والبنات صغارا كانوا أم كبارا، مما يدفع البعض إلى التأكيد على أن العيد لا يكتمل من دون خادمة.

وجرت العادة أن تتمتع الخادمات اللاتي يعملن في منازل العائلات «بشكل مخالف» بعد هروبهن من كفلائهن؛ بإجازة أيام عيد الفطر تصل إلى ستة أيام متواصلة مقابل عملهن طيلة شهر رمضان دون أي إجازات، في حين لا تتجاوز إجازة موظفي القطاع الخاص الثلاث أيام فقط.

وتصف السيدة أم محمد، خروج خادمتها وسائقها في إجازة خلال أيام عيد الفطر بـ«الكارثة»، في وقت تضطر فيه إلى القيام بكامل أعمال المنزل مع كثرة استقبال الضيوف، إضافة إلى أنها تصبح تحت رحمة أفراد العائلة إذا ما أرادت التنزه مع أبنائها. وتقول «منذ أن تذهب الخادمة وحتى تعود، أعاني من استقبال الضيوف والاهتمام بأبنائي في الوقت نفسه».

وتشير أم محمد إلى أن ضيوف أشقائها يزورونها أيضا كونها تسكن في المبنى نفسه، الأمر الذي من شأنه أن يجعلها تستعد طيلة الوقت لاستقبال الضيوف، مبينة أن سائقها أيضا يتمتع بإجازة طيلة أيام عيد الفطر المبارك ما يحول دون استمتاعها كثيرا بالخروج والتنزه. وأضافت «إن ارتفاع أسعار الاستقدام دفعنا إلى جلب العمالة الهاربين من كفلائهم، عدا عن تقنين استقدام جنسيات معينة لم يعتد البيت السعودي عليهم»، موضحة أن إجازة الخادمات في الأعياد تجبر ربات البيوت على محاولة الاستفادة منهن قبل العيد في تنظيف منازلهن بالكامل.

وجرى العرف بأن مرتبات هؤلاء الخادمات عادة ما تشهد ارتفاعا كبيرا منذ دخول شهر رمضان لتصل إلى 3 آلاف ريال في مناطق متعددة من المملكة، غير أنهن يرفضن تسلم رواتب أقل بعد موسم العيد. وتعلق أم محمد قائلة «هذا الأمر يتكرر سنويا دون وجود حلول جذرية للعمالة المنزلية، خصوصا أن مكاتب الاستقدام هي الجهات الوحيدة المستفيدة»، مطالبة بضرورة البدء الفوري في تطبيق التسهيلات التي تنتظرها ربات البيوت والمتضمنة إنشاء شركات تأجير الخادمات والسائقين دون اللجوء إلى الاستقدام.

من جانبه، يعتبر عبد الرحيم الوزير وهو من سكان جدة، وجود الخادمة في المنزل أمرا ضروريا، لا سيما أن زوجته تعاني من مشكلات صحية تحول دون قيامها بواجبات بيتها، مؤكدا أن إجازات الأعياد للخادمات يعتبر عبئا كبيرا على الأسر السعودية.

وقال عبد الرحمن الوزير في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «أصبحت أكثر حرصا من زوجتي على وجود الخادمة في المنزل، خاصة أنني أرى ألمها ومعاناتها طيلة أيام عيد الفطر المبارك، مما يجعلني أنوب عنها في الأعمال المنزلية خلال هذه الأيام».

وتنتظر إيمان العمري سادس أيام عيد الفطر بفارغ الصبر كي تعود الحياة مجددا في منزلها إلى وضعها الطبيعي على حد وصفها، وتقول «لا أستمتع بالعيد في غياب الخادمة، ولا سيما أنني جربت عاما من الأعوام معنى الراحة حينما كانت لدي خادمة آسيوية استقدمتها، إلا أنها هربت فاضطررت للجوء إلى العمالة المخالفة طيلة 5 سنوات وحتى الآن».

صفية، إحدى الخادمات الآسيويات التي تعمل مع زوجها في منزل إحدى الأسر السعودية، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «هربت أنا وزوجي من كفيلنا بعد أن كان يعاملنا بطريقة سيئة، وأصبحنا نعمل معا لدى عائلة سعودية منذ 3 سنوات، حيث أننا نسكن في غرفة لديهم، ونشترط الإجازة خلال أيام عيد الفطر لمدة أسبوع نقضيها بمنزل معارفنا بعيدا عن العمل».