التغريد بالأعمال التطوعية يؤمن كسوة العيد للأسر المحتاجة محليا

قاد لتوفير متطلبات المحتاجين في 8 مناطق عبر 14 متطوعا ومتطوعة

TT

في بادرة تأتي لتلمس احتياجات الفقراء والمعوزين من الأسر السعودية، عمد شاب سعودي من سكان محافظة الأحساء (شرق السعودية) لتبني مشروع خيري تطوعي، اتخذ من شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» منصة لجمع التبرعات العينية لتقديم كسوة العيد لتلك الأسر.

وأوضح محمد الملحم، صاحب فكرة حملة «كسوة العيد في السعودية» التطوعية، لـ«الشرق الأوسط» أن فكرته بدأت بعد تلقيه اتصالا من سيدة تطلب ما تكسو به بناتها الـ6 للعيد، موضحا أنه وبشكل تلقائي اندفع ليكتب تغريدة عبر حسابه الشخصي على «تويتر»، ليفاجئ خلال نصف الساعة من نشر التغريدة، بوصول عدد راغبي المشاركة في حملته إلى 14 متطوعا ومتطوعة توزعوا على 8 من مناطق المملكة.

وأكد الملحم أنه خصص حملته لاستقبال المساعدات العينية فقط من ألعاب للأطفال وملابس وإكسسوارات وعطور ومكياج، واعتذر عن استقبال التبرعات النقدية، مشيرا إلى أن أكثر ما استقبلوه من مساعدات كان موجها للنساء، بالإضافة إلى وصول عدد من الثياب الرجالية الجديدة والبشوت بمختلف المقاسات.

وكانت الحملة التطوعية وضعت تنظيما خاصا لتحديد المستفيدين من فقراء الأحساء وهم المستهدفون الأوائل من الحملة، قبل أن تمتد لتصل إلى مناطق متفرقة من البلاد، مراعية الأولوية في تقديم الخدمات والمساعدات لأبناء محافظة الأحساء.

وقال الملحم: «وجدنا أسرة تتكون من زوج معاق وزوجة معاقة بينما أبناؤهما أصحاء، لذلك فأقل تقدير لهم هو اعتبارهم أولوية وتقديم المساعدة وإسعادهم في مناسبة مثل العيد».

وأشار الملحم إلى الدور الكبير الذي أسهم به «تويتر» في نجاح الحملة وانتشارها، مضيفا: «إن استخدام (تويتر) وسيلة يعطي الفرصة لتقديم نماذج جيدة في المجتمع»، وذكر الملحم أن «الحس الإنساني موجود لدى الجميع، ولكنه بحاجة إلى من يثيره وينبه الناس إلى الفئات المستحقة للمساعدة والدعم».

من جهة أخرى، قادت جمعية «فتاة الأحساء» حملة تبرعات طارئة قدمت فيها كسوة العيد لنحو 3500 أسرة تم التحري عن أحوالها والتأكد من استحقاقها، وأشارت رئيسة لجنة التبرعات في الجمعية، ضياء العجمي، إلى أن المساعدات المقدمة خلال الأعياد تختلف عن الرعاية الدائمة التي تقدمها فتاة الأحساء لنحو 2000 أسرة طوال العام تحت مفهوم «التنمية» لا الإعانة، لافتة إلى أهمية التكامل بين اللجان في الجمعية، ففي الوقت الذي تتولى فيه لجنة التبرعات جمع المساعدات المالية والعينية، فإن لجنة التنمية الاجتماعية برئاسة نورة العثمان المعروفة في الأحساء باسم «أم الخير» تتولى توزيعها بالتعاون مع مجموعة من المتطوعين والمتطوعات المسجلين في مركز الريادة للعمل التطوعي التابع للجمعية.

وفي إطار حملات الفرق التطوعية للعيد، شكلت مجموعة من بنات مدينة الخبر حملة «عيدية عمال النظافة» التي استهدفت فيها 13 فتاة عمال النظافة العاملين في منطقة الخبر، وقالت هيلة العبيدان، إحدى المتطوعات في الفريق، إن إسعاد هذه الفئة التي تتحمل الكثير ومقابل رواتب قليلة لا تتجاوز الـ300 ريال مطلب وضرورة لتأصيل قيمة التكافل الاجتماعي والاهتمام بهم من منطلقات إنسانية قبل أي اعتبارات أخرى.

وأوضحت العبيدان أن العيدية التي ستقدم للعمال عبارة عن صناديق تضم ملابس للعيد إما جديدة أو مستعملة، ولكن بعد التأكد من صلاحيتها وقابليتها للاستخدام، بالإضافة إلى مبلغ 100 ريال، مشيرة إلى إمكانية زيادة المبلغ بحسب ما يصل الفريق من تبرعات.

وقد لوحظ في الآونة الأخيرة اتجاه الكثير من الشباب إلى تكوين الفرق التطوعية أو تقديم مساعدات فردية للمحتاجين والعمالة، خاصة في فترة العيد، ظهر ذلك من خلال الرسائل المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تحمل أفكارا بسيطة مثل التبرع بالملابس الفائضة عن الحاجة أو بطاقات شحن الجوالات وتقديمها للعمالة والخادمات ليتمكنوا من مهاتفة ذويهم وتهنئتهم بالعيد، وكلها أفكار تبرز كمحاولات لتفعيل القيم وتحقيق السعادة بين كافة فئات المجتمع.