الإعاقة لم تمنع ياسر السليم من إدارة مشتريات التعليم بمحافظة الأحساء

تدرج في الوظائف الحكومية متجاوزا جميع المعوقات

TT

لم تقف الإعاقة حاجزا يعوق الشاب ياسر السليم، وهو رئيس قسم إدارة المشتريات بإدارة التربية والتعليم بالأحساء الذي تدرج في مناصب إدارية حكومية حتى توسد منصبا حكوميا، ضرب على أثره مثالا لا يقتصر على ذوي الاحتياجات الخاصة فحسب، بل على كل شخص يطمح دوما إلى كسر المستحيل بالانضباط والعمل الجاد والإنجاز في العمل.

وبدأ الشاب حياته ككاتب في دائرة حكومية وتدرج في المناصب حتى نال ثقة الإدارة وتم تعيينه حديثا رئيسا لقسم المشتريات في إدارة التربية والتعليم في محافظة الأحساء. ويسرد السليم، وهو عضو فاعل أيضا بمركز تأهيل المعاقين بالمحافظة، قصته قائلا «تخرجت في الثانوية العامة سنة 1407هـ، والتحقت بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالدمام كمتدرب في مستشفى الملك سعود بن جلوي بالأحساء في عام 1408هـ لمدة سنتين، وخلال هذه الفترة رغب المستشفى في توظيفي بالتعاقد مع إحدى المؤسسات التي تعمل في المستشفى، وبعد ذلك تم توظيفي بالأجر المؤقت على المرتبة الرابعة وعملت بعدها على المرتبة الثالثة بنظام الأجر بالساعة».

ويكمل ياسر «طالبت بعدها بتعييني على إحدى الوظائف الرسمية وتمت إحالتي إلى إدارة التربية والتعليم بالأحساء لإنهاء إجراءاتي الرسمية على إحدى الوظائف على بند الأجور بوظيفة كاتب في شعبة الرواتب وتمت مباشرة العمل من 1415هـ حتى سنة 1428هـ».

انتقل السليم بعد ذلك إلى شعبة الحاسب الآلي كمدخل بيانات ثم انتدب إلى كلية التربية للبنات، فعاد إلى عمله السابق، وصادف وقتها قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بترسيم الموظفين على بند الأجور وتم ترسيمه على المرتبة الثامنة، ونال انضباطه في العمل ثقة الإدارة ومن ثم تعيينه مساعدا لمدير إدارة المشتريات حتى العام الماضي، الذي استقبل خلاله نبأ صدور قرار من مدير إدارة التربية والتعليم بتعيينه مديرا لإدارة المشتريات بعد دمج القطاعين البنين والبنات.

ومن أبرز المشاكل التي واجهت السليم كما يقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، مشكلة الزواج، لكنه تجاوز المرحلة وتزوج وأنجب، ويضيف «كانت ثقافة المجتمع ونظرته إلى المعاق قاصرة بخلاف الظروف الحالية»، التي وصفها بالميسرة، مستدلا بإقامة مهرجان الزواج الجماعي لذوي الاحتياجات الخاصة.

وتعمل الجهات المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة في البلاد على إيجاد بيئة حياة تناسب أصحاب الإعاقة. ويمثل الأشخاص ذوو الإعاقة 10 في المائة من سكان العالم، أي ما يقارب 700 مليون إنسان على وجه المعمورة منهم 80 في المائة يعيشون في البلدان النامية، وغالبا ما يواجهون العديد من المعضلات في مجتمعاتهم ابتداء من التمييز والوصم بالعار، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والسبب يعود هنا للأغلبية الساحقة من الأشخاص العاديين الذين يملكون القرار ولا يملكون الوعي الكافي للعمل على رعايتهم في البرامج التنموية المجتمعية.