«الوسم».. علامات لإثبات ملكية الإبل وانتمائها

طقوس كي الإبل تقام في فصل الصيف لأن الألم يكون أقل والشفاء أسرع

الوسم عبارة عن حفر على جلد الإبل عن طريق الكي («الشرق الأوسط»)
TT

تعرف ملكية الماشية بالوسم وهو عبارة عن رمز أو علامة مميزة، يوسم به على أجزاء من جسمها، لمعرفة مالكها أو انتمائها لقبيلة عند ضياعها، عن طريق كيّها. وتعد الإبل أكثر الحيوانات شهرة بالوسم لعلو قيمتها عند العرب.

وتعتبر الوسوم كصك ملكية لأصحابها من قبائل وجماعات، المتعارف عليها لتمييز الأملاك عن بعضها، كما يوضع على الإبل حتى لا تدخل ضمن قطيع آخر من الإبل، خصوصا إن كان صاحبها يمتلك عددا كبيرا من الإبل من جمال ونوق، وخاف عليها من السرقة أو الضياع عندما تسرح.

وبالمقابل لا توسم بعض الجمال والنوق إما لنية بيعها أو لمكانتها عند صاحبها أو لصغر سنها، حيث يبدأ وسمها ووضع الشواهد عليها بعد تمامها السنة وتسمى في حولها الأول (الذي يحسب بعد ظهور نجم سهيل في الرابع والعشرين من أغسطس /آب) بالـ«مفرود» و«الحِق»، فلا يوسم الإبل الصغير «الحْوار» لعدم تحمل جلده للكي.

وعادة تقام طقوس كي الإبل من جمال ونوق في فصل الصيف، كون الألم في موضع الكي يكون أقل والشفاء منه أسرع مقارنة بالكي في الشتاء، ويعتقد البعض أن العرف القاضي بوضع الوسوم على الإبل، أدى إلى حل الكثير من الصراعات بين القبائل لا سيما بين بعض أفراد القبيلة الواحدة، في حفظ أملاكهم من الماشية والإبل خاصة وحفظها من الاستيلاء عليها.

وتختلف الوسوم عن الشواهد، فالوسم يدل عن كل قبيلة أما الشاهد فهو يشير لفخذ من القبيلة أو لمالك بعينه. وتكون عادة محفورة على رقبة الإبل، أو على فخذه أو إحدى أذنيه، وأشكالها مشابهه لحرف «T» أو «U» أو دائرة أو خط مستقيم آخره معقوف، وغيرها مما تعارف عليه القبائل عن بعضهم.

وعلى الجانب الآخر أكد متعاملون في قطاع المواشي بجدة أن عملية وسم الأغنام في الأسواق المحلية تكون من قبل الموردين في الدول المصدرة كما أكد ذلك فهد السلمي نائب رئيس لجنة المواشي بغرفة جدة وأضاف «إنه بعد الاتفاق مع المورد يتم إرسال معلومات عن الماشية المرسلة والسفينة التي تقلهم ورمز التاجر ليتم التفرقة بينها وبين مواشي التاجر الآخر».

وعلى نفس الطريقة في العيد يعمد بائعو الأغنام ومشتروها إلى تميزها عن بعضها البعض خشية ضياعها في أماكن الذبح إذ يحرص الكثيرون على شرائها في وقت مبكر خشية الزحام ويسلمونها للجزارين وهو الأمر الذي أوضحه عبد الله الجردي الجزار في أحد المطابخ بجدة، وقال «نعمد إلى ذلك لتلافي الخلافات والمشكلات بين الزبائن» لافتا إلى حدوث بعضها في وقت سابق.

يذكر أن سكان السعودية يستهلكون نحو 700 ألف رأس في موسم الأعياد بمتوسط يبلغ نحو 49 مليون ريال بسبب عودة مواسم الأفراح والعزائم. وذلك بحسب خالد الحربي عضو لجنة المواشي بغرفة جدة.