مسرح الطفل يسحب البساط من مسارح الكبار بحضور لافت

«أبو الفنون» يفتح ستائره في جدة بمفاهيم جديدة

جانب من مسرحيات عرضت على الجمهور في مواقع مختلفة بجدة («الشرق الأوسط»)
TT

فاجأت محافظة جدة، سكانها وزوارها خلال إجازة عيد الفطر المبارك، بإحياء «أبو الفنون»، في محاولة لإعادة جمهور المسرح إلى مقاعده بعد غياب استمر نحو عقد من الزمان.

وأزاحت جدة الغطاء عن «أبو الفنون» بمنحنى جديد خلال أيام عيد الفطر المبارك لتطبق مفهوم المسرح الجماهيري والتواصل المباشر مع الجمهور في عدد من المواقع المتفرقة من المدينة في حراك لم يشهده المسرح في جدة منذ عشرات السنين خصوصا فيما يخص مسرح الطفل والمرأة.

وعلى الرغم من الحضور الضعيف للمسرحيات في عروض الكبار فإن مسرحيات الصغار شهدت حضورا لافتا أرجعه مختصون لحداثة هذا النوع من الفعاليات لدى الصغار، ولكونها تحمل الجانب الغنائي الاستعراض الأسهل وصولا للطفل وهو الأمر الذي أكده فراس المداح الممثل الإعلامي والتسويقي لـ«افتح يا سمسم» في المملكة العربية السعودية، والذي أشار إلى أن العروض في اليوم الأول لاقت رواجا طيبا، مشيرا إلى أن الإعداد للمسرحية استمر نحو ثلاثة أشهر بمشاركة نخبة من الشباب السعوديين.

بينما أوضحت أمانة جدة على لسان الدكتور عبد العزيز النهاري المتحدث الإعلامي لـ«الشرق الأوسط» أن المسرحيات التي تم الإعداد لها منذ وقت مبكر بمشاركة نخبة من نجوم السعودية والخليج لا نعلم أسباب الغياب عنها على الرغم من حرص الأمانة على تقديم الفعاليات المميزة هذا العام وفي مواقع مختلفة من المدينة وعلى الرغم من أن الإعلان كان كافيا فإنه لم يصل إلى الناس بالشكل الصحيح.

من جهته أوضح محمد اليامي مدير برنامج المسؤولية الاجتماعية بالأمانة أنها أشرفت على ثلاث مسرحيات في كل من مسرح قاعة الشيخ إسماعيل أبو داود بالغرفة التجارية والتي احتضنت مسرحية «هوامير مول» وهي من بطولة نجوم مسلسل «37 درجة» (عبد الإله السناني ونايف فايز ومحمد علي وأحمد الدويحي) وأعضاء فرقة مسرح الشباب المعتمدة رسميا من جمعية المسرحيين السعوديين ولديهم خبرتهم الأكاديمية ومشاركتهم المعتمدة في المهرجانات المحلية والدولية.

وأضاف اليامي تم العرض الثاني بمسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي بأبرق الرغامة من خلال مسرحية «يجي» من بطولة الفنان جميل علي وعماد اليوسف وعبد العزيز الشمري وفهد غزولي ومحمد الزهراني، تأليف ياسر مدخلي وإخراج فيصل بن حسن يماني.

وفيما يخص المرأة وعلى مسرح حسن شربتلي بالنادي الأدبي بجدة وعرضت مسرحية «هالة وهلالة» النسائية وهي من بطولة الفنانة الكويتية ليلى سلمان وشعاع توفيق وسارا الجابر وناريمان حمزة والفنانة مريم الغامدي.

وبالعودة للمسارح فعلى مسرح الشربتلي بنادي جدة الأدبي بدأت أمس مجموعة من طلاب جامعة الملك عبد العزيز بجدة في عرض مسرحية الأطفال «الحصان الخشبي» وهي من تأليف سامي سليم، وإخراج أحمد الصمان، وتمثيل محمد اليحياوي، وعبد العزيز القدير، وعبد الله الغامدي، وأحمد القرني، والمثنى معمر، ومحمد العثمان، وإدارة مسرحية محمد باوزير.

وقال عبد الله با حطاب المشرف على الأندية الطلابية، ونادي المسرح بالجامعة إن نادي المسرح بجامعة الملك عبد العزيز قدم أعمالا مسرحية متخصّصة، وذات رؤية فنية متميزة لمختلف المدارس المسرحية.

ومن جانب آخر وبشراكة مكتب التربية العربي لدول الخليج شارك الصغار آباءهم مسرحية «افتح يا سمسم» على أرض المعارض بشخصيتها الشهيرة أنيس وبدر وخوخة وايلمو وكعكي وقرقور وفرناس (بيج بيرد) في أكبر عرض مسرحي يتم إنتاجه خصيصا للأطفال والعائلات باللغة العربية للتعليم بالترفيه.

وبحسب فراس، فإن ورشة سمسم يستمر عرضها على مدى 80 دقيقة من اللوحات الفنية المسرحية وفي نفس الوقت تحمل في طياتها رسائل تعليمية وممارسات إيجابية للأطفال لمواضيع مختلفة منها البيئة وإعادة التدوير وترشيد المياه والطاقة، والسلامة المرورية، والمهن، والعادات الصحية، والاحترام للأب والأم والجد والجدة والكبار في السن والأسرة، والأرقام والحروف، والتخيل والإبداع.

وأشار المداح إلى أن دعم تعليم الأطفال أحد أهم أهداف المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص. وينبغي على هذه الشركات أن ترعى وتشارك في مثل هذه المناسبات باعتبارها طريقة مبتكرة وخلاقة للوصول إلى آلاف الأطفال الصغار في جميع أنحاء المنطقة. فمن خلال دعم عرض «افتح يا سمسم»، تقوم هذه الشركات بدعم حق الأطفال في التعليم والترفيه وإتاحة الفرصة لهم لقضاء وقت ممتاز في تعلم قيم إيجابية، ومعلومات، ومهارات والتي نأمل أن نغرسها في داخلهم كرسائل مدى الحياة حول أهمية التعليم، والأسرة، والمجتمع.

وفيما يخص مسرح المرأة شاركت مجموعة من الفنانات في مسرحية «هالة وهلالة» والتي كتبها وأخرجها مهدي البقمي، وأدت دور هالة الفنانة ليلى السلمان، ودور هلالة الفنانة الكوميدية شعاع توفيق، وتشارك في المسرحية الفنانة غزلان ناصر والفنانة هبة عبد العزيز.

وقال البقمي «المسرحية تعرض بالتعاون مع أمانة جدة وجامعة الملك عبد العزيز، وتدور بشكل مختصر عن جمع المال بطريقة غير نظامية وتعالج المسرحية معاناة شقيقتين هما (هالة وهلالة) اللتين تعيشان حياة معيشية صعبة في منزل متواضع، وتقرر هالة اختيار الطريق الخطأ في هدفها وفكرتها وذلك من خلال النصب والاحتيال، فتنشئ مكتبا وهميا داخل المنزل لرفع حالتهما المادية، وهلالة وهي الأخت الكبرى ترفض الفكرة في البداية لكنها تقع تحت تأثير أختها هالة فتوافق على مشاركة أختها وتنفيذ فكرتها، وتبدآن العمل وتنفيذ الفكرة المطروحة».

وفي شرق جدة قدم الفنانون عماد اليوسف، وجميل علي، وعبد الله اليامي، وعبد العزيز الشمري، وأحمد الحازمي، وفهد غزولي، وعادل صالح مسرحية «يجي» وهي من تأليف الكاتب المسرحي ياسر مدخلي الذي قدم الكثير من المسرحيات خلال السنوات المنصرمة مؤلفا ومخرجا وممثلا، ويشارك بالإخراج في هذه المسرحية المخرج فيصل يماني الذي قاد الكثير من المسرحيات والاحتفالات الرسمية والأعمال التلفزيونية منذ سنوات.

وتدور أحداث المسرحية حول حي عشوائي (حارة لبش) يزوره أحد الباحثين الذي يلتقي مع سكان الحارة وتربكه بعض الإشكالات الاجتماعية والثقافية، ويلتقي سكان الحارة لمقابلتهم لأغراض البحث العلمي في إطار كوميدي ساخر، وتناقش من خلال العرض معظم المشكلات التي يعاني منها المجتمع.

ويؤكد مؤلف النص ياسر المدخلي أن المسرحية اعتمدت الكوميديا السوداء لاستعراض بعض الصور الاجتماعية، وحاولت تقديم نص مسرحي فكاهي يرتكز على المعاناة ويبرزها.

من جهته، أكد المخرج فيصل يماني «سعينا إلى تكوين مسرحية بكوادر سعودية لتقديم الفن بحس وطني ويهمنا تقديم مثل هذه الأعمال لجمهورنا الذي نحن جزء منه في مجتمع نفهمه ويفهمنا، ونحاول من خلال هذا العمل إرضاءه، مقدرا للأمانة في جدة فتح باب التعاون، واستقطاب مسرحيي جدة وفنانيها للمساهمة في تفعيل النشاط المسرحي، مؤكدا على أهمية نجاح هذه البادرة التي تعكس وعي الأمانة بدورها الفني والثقافي والاجتماعي». وأوضح أن المسرحية ستعرض بأبرق الرغامة في «مركز الملك عبد العزيز الثقافي».