ساهمت وفرة الإنتاج في موسم صيد الروبيان الحالي في تسجيل انخفاض حاد في الأسعار قارب 40 في المائة، وأمام انخفاض الطلب عليه من الأفراد خلال إجازة العيد، تتسابق الشركات لشراء كميات كبيرة لتخزينها لفترات ما بعد الموسم الحالي ولتصديره للخارج.
وبدأ موسم صيد الروبيان في الأول من أغسطس (آب) الحالي، من مياه الخليج شرق البلاد، وسجل سعر الكيلوغرام من الروبيان متوسط الحجم نحو 10 ريالات، بعد أن كان يصل إلى ما بين 16 و18 ريالا خلال الأعوام الماضية.
ويقول متعاملون في سوق الأسماك في القطيف، أكبر أسواق الخليج، إن وفرة الإنتاج ساهمت في كبح الأسعار، وبلغ حجم الانخفاض نحو 40 في المائة من القيمة. وخلال ذروة الصيد التي أعقبت الفسح بلغ الإنتاج اليومي للروبيان من مياه الخليج في السعودية نحو 680 طنا، موزعة على 1750 من المراكب البحرية.
وساهم انخفاض أسعار الروبيان، في توفير بدائل عن اللحوم التي تشهد ارتفاعا كبيرا، وكذلك الدواجن. إلا أن انخفاض أسعار الروبيان لم ينعكس على أسعار الأسماك التي حافظت على سعر مرتفع بسبب قلة الإنتاج.
من جانبه، قال جعفر الصفواني نائب رئيس جمعية الصيادين ورئيس لجنة الزراعة والثروة السمكية بغرفة المنطقة الشرقية، إن انخفاض أسعار الروبيان لا يشمل الأحجام الكبيرة منه، وأضاف أن «الأسعار تأثرت بنحو كبير منذ الأيام الأخيرة لشهر رمضان وخلال عطلة العيد، حيث يقل الإقبال خلال هذه الفترة على تناول الأسماك والروبيان، وينمو الطلب على منتجات أخرى كاللحوم الحمراء».
وقال الصفواني إن أسعار الحجم الكبير من الروبيان تتراوح حاليا بين 15 و20 ريالا للكيلوغرام، ومع قلة إنتاج هذا النوع من الروبيان الذي يعرف باسم «جامبو»، فإن سعره مرشح للصعود ليلامس 35 ريالا كما كان خلال السنوات الماضية.
وأضاف الصفواني لـ«الشرق الأوسط»، أن عدد المراكب البحرية الصغيرة التي تدخل البحر آخذ بالتناقص خلال الفترة الراهنة نتيجة تناقص وفرة الروبيان والأسماك في البحر، في حين يرتفع نصيب المراكب الكبيرة على اعتبار أن الروبيان يتزايد في المياه العميقة.
وبين الصفواني أن الإنتاج الحالي يتراوح بين 3 و6 بانات يوميا من الروبيان ذي المقاسات الصغيرة، بعد أن بدأ بمعدل يتراوح بين 10 و15 بانا (والبان يساوي 32 كيلوغراما)، وهو ما يشير إلى احتمال عودة الأسعار للارتفاع.
وأوضح الصفواني أن نسبة عالية من الصيد يتم تصديرها للخارج، عن طريق شركات تدخل المزاد يوميا في سوق السمك بالقطيف، وقال إن العديد من الشركات تنتظر فرصة موسم صيد الروبيان لرفع مخزونها من الروبيان بغرض إعادة توزيعه بالمفرق أو تصديره للخارج، كما يتم تخزينه للفترات التي يتوقف فيها صيد الروبيان، حيث تتضاعف أسعاره.