«المراكز التجارية».. الوجهة الجديدة للعائلات السعودية في إجازة العيد

بعد أن انفض سامر احتفالات العاصمة الرياض

المراكز التجارية متنفس للعديد من الأسر في العاصمة السعودية الرياض في ما تبقى من أيام إجازة عيد الفطر المبارك («الشرق الأوسط»)
TT

أدار عدد من الأسر السعودية بالعاصمة الرياض بوصلتهم الترفيهية نحو المجمعات ومراكز التسوق الكبرى، بعد انقضاء الفعاليات الرسمية التي أقامتها أمانة المنطقة بعيد الفطر المبارك، حيث لوحظت كثافة عالية من العائلات والشباب على حد سواء، صوب تلك الأسواق التجارية، لتعيش الأخيرة موسما من جني الأرباح.

يأتي ذلك عطفا على محدودية الأماكن الترفيهية في الرياض وحرارة الطقس، مما شكل دافعا لساكني المدينة للتوجه للمراكز التجارية لكونها الخيار الوحيد المتاح لقضاء بعض وقت أيام إجازتهم قبل انطلاق مسيرة العام الدراسي، والذي من المقرر أن ينطلق مطلع الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، أوضح بندر المبارك، الذي يدير أحد المراكز التجارية الكبرى بالرياض لـ«الشرق الأوسط»، أن الأيام الحالية تعتبر من المواسم المهمة في جذب العملاء والمتسوقين، موضحا أن الثقافة المحلية باتت تنظر للأسواق والمجمعات التجارية نظرة مختلفة من كونها مجرد تسوق تجاري لتكون مدنا متكاملة الخدمات، لما تحويه من مطاعم ومحلات وألعاب ترفيهية، ساعدتهم في التحول إلى وجهة سياحية مهمة، في ظل عودة المسافرين إلى الرياض من جديد.

واعترف المبارك بأن الإقبال بدأ على أشده فور انتهاء فعاليات الأمانة، حيث أصبحت المراكز التجارية أكثر الجهات المحلية استفادة من انقضاء موسم احتفالات العيد بالرياض.

وكانت أمانة منطقة الرياض قد أسدلت الستار على احتفالاتها بعيد الفطر المبارك لهذا العام، مسجلة قرابة 4 ملايين زائر لمواقع الفعاليات، والتي بلغت ما يزيد على 200 فعالية في 40 موقعا، وذلك على مدى ثلاثة أيام متواصلة، لتحقق الرياض بذلك معادلة الشمولية والتنوع في احتفالاتها.

من جانبه، أشار عبد الله الدواس الذي يعمل في أحد مقاهي «الكوفي شوب» داخل مجمع تجاري، إلى أن الإقبال عليهم هذه الأيام يفوق الأيام التي سبقت العيد، مشيرا إلى ما يوفره موسم الإجازات من ارتفاع في أرباح المقاهي، لافتا إلى تسجيلهم لأرباح فاقت 40 في المائة مقارنة ببقية أيام السنة.

وفي ذات السياق، أبان مصدر في أمن أحد المجمعات التسويقية، والذي فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك جهدا مضاعفا يبذلونه من أجل إنجاح هذه الأيام، باعتبارها فترة استثمارية في المقام الأول، حيث يجدون صعوبة في ذلك، خصوصا بعد قرار إمارة منطقة الرياض بالسماح للعزاب بدخول الأسواق مع العائلات، لافتا إلى أن الهدوء العام يكون سائدا في غالب الأحيان، ونظرا للأعداد الكبيرة فوجود بعض العقبات البسيطة وارد، لكنهم يتعاملون معها بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة، التي تتعامل معهم بشكل فوري ودقيق.

وزاد أن «المسؤولية تضاعفت عليهم منذ هذا القرار، إلا أن هناك شريحة كبيرة من العزاب يحترمون القوانين، ومن يتجاوز فلهم الحق في تنفيذ الإجراءات القانونية في حقه»، لافتا إلى أنها أيام عيد ومن النادر أن تجد من يبحث عن المتاعب، وأشار إلى أنه العيد الأول الذي يمر به هذا القرار وكانت تجربة جيدة نوعا ما، خصوصا أن هناك انتشارا للوعي بين الشباب، ساعدهم في نجاح مهمتهم.

وكانت إمارة منطقة الرياض قد أصدرت مطلع العام الحالي، قرارا يسمح للشباب العازبين بدخول المراكز التجارية في الرياض، ونص القرار على عدم منعهم من دخول الأسواق والمجمعات التجارية، بناء على توصية لجنة مشتركة من الإمارة والشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.