الهيئة تنفي منع الفتيات من اللعب في المدن الترفيهية

إثر انتشار تعميم في الأوساط الاجتماعية

TT

نفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ممانعتها أو إصدارها قرارا يمنع الفتيات فوق سن 12 سنة من اللعب في مدن الألعاب الترفيهية.

وأوضح الدكتور عبد المحسن القفاري المتحدث الرسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن «الهيئة لم ترسل أي تعميم بهذا الخصوص الذي انتشر يوم أول من أمس حول منع الفتيات فوق 12 سنة من اللعب بالمدن الترفيهية»، مشددا على أنهم لم يصدروا شيئا بهذا الخصوص.

من جهته أكد جميل عطار المدير التنفيذي لمجموعة «فقيه» السياحية، عدم تلقيهم أي قرار أو تعليمات من قبل الهيئة بهذا الأمر، لافتا إلى أنه قد اطلع على الخبر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلا أنه لم يصلهم أي تعميم أو توجيه.

وقال عطار لـ«الشرق الأوسط»: «لم يأتنا أي قرار أو تنبيه من قبل أعضاء الهيئة»، مرجعا الأمر إلى أنه قد يكون اجتهادا شخصيا من أي فرد من المحتسبين والمجتهدين، مشيرا إلى أنه في حال كانت نصيحة مقدمة من قبل الأفراد، فهذا لا بأس به ولكن ليس من حقهم أن يقوموا بتوجيه وإصدار قرارات.

وشدد على ضرورة مراعاة الناحية الأخلاقية من قبل الفتيات اللائي يرغبن في ارتياد هذه الألعاب، مبينا أن لديهم اشتراطات وتعليمات لا بد من تطبيقها على الفتيات خاصة بالناحية الأخلاقية والحجاب، حتى لا يكون هناك أية مخالفات.

وبين المدير التنفيذي لمجموعة «فقيه» السياحية أن هناك اشتراطات ومعايير تعني بأمن وسلامة مرتادي هذه الألعاب، وهي عادة ترتبط بحجم وطول الفتاة أو الشاب وليس بعمر معين في الغالب، فمن حق الشاب أو الفتاة أن يلعب في هذه الألعاب طالما أنه لا يختلف حجمه أو طوله مع معايير اللعبة المتفق عليها من الدولة المصنعة لها.

وحول وجود محتسبين أو مجتهدين يقومون بإعطاء نصائح للفتيات والشباب أشار إلى أنهم لم يتعرضوا لمثل ذلك بشكل كبير، وقال: «ولكن عند حدوث ذلك نحن نأخذ نصيحتهم بعين الاعتبار»، مطالبا بأهمية مراعاة الناحية الأخلاقية، ونافيا أن يقوم أحد الأفراد أو المجتهدين بفرض أي أمر عليهم طالما أنهم لم يخالفوا الاشتراطات وتعاليم الدين، مؤكدا حرصهم على فرض الانضباط، وقال: «نتقبل نصحهم وتوجيههم ولكن أن يتدخلوا في المعايير والاشتراطات فليس هذا من حقهم».

وفي السياق ذاته أرجع محمد عمر، مشغل ألعاب في أحد المراكز التجارية أنه لم توجه لهم أية تعليمات بمنع الفتيات فوق 12 سنة من ركوب الألعاب، موضحا أن هناك ألعابا مخصصة للفتيات والشباب فوق 12 سنة فكيف يتم منعهم من اللعب فيها.

وأشار إلى أن هناك تعليمات للراغبين في ركوب الألعاب من الفتيات تتعلق بالحجاب إلى جانب اشتراطات الأمن والسلامة، ولكن بعض الفتيات لا يتقيدن بها، مما يعرضنا للنقد من قبل المشايخ الذين يزورون المجمع، مبينا أنهم يطلبون من الفتيات الالتزام بالحجاب ولكن لا يستطيعون أن يجبروهن على ذلك الأمر.

من جهة أخرى بينت بعض الفتيات قلقهن حول صدور مثل هذا القرار، وأبدين تخوفهن من أن يغلق الباب الوحيد للترفيه أمامهن في السعودية، وقالت أماني تركي البالغة من العمر 18 سنة، ليس هناك أي قانون يمنعنا من اللعب والترفيه عن أنفسنا، خاصة في ظل عدم وجود أي أندية نسائية أو أماكن أخرى نرتادها ونرفه فيها عن أنفسنا.

وتوافقها الرأي إلهام سلطان البالغة من العمر 16 عاما، وقالت: «أتمنى ألا يكون ذلك القرار صحيحا، لأن الألعاب هي المتنفس الوحيد أمامنا»، مضيفة: «ليس لنا ذنب إن لم تلتزم بعض الفتيات بالحجاب»، مطالبة بتوسيع مجالات الترفيه أمام الفتيات قبل أن يطبقوا مثل هذا القرار.