«أمانة الشرقية» تطفئ 60 ألف مصباح للسيطرة على استهلاك الكهرباء

المهندس ضيف الله العتيبي لـ «الشرق الأوسط» : سنأخذ في الحسبان سلامة مستخدمي الشوارع

أحد شوارع المنطقة الشرقية وتظهر تجربة إطفاء نصف المصابيح الكهربائية («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت أمانة المنطقة الشرقية أمس أنها بصدد إطلاق مشروع يستهدف التقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية في إنارة الشوارع، في خطوة ينتظر أن يكون لها تأثير على الاستهلاك المتزايد من الطاقة الكهربائية في إنارة الشوارع.

وقال المهندس ضيف الله العتيبي أمين المنطقة الشرقية لـ«الشرق الأوسط» إن الأمانة أجرت دراسة توصلت إلى أن خفض ساعات الإنارة بمعدل ساعة واحدة يوميا يعني خفضا في استهلاك الكهرباء بنسبة 8 في المائة.

وتابع العتيبي أن المشروع طموح لكن ستأخذ الأمانة في الحسبان أهمية سلامة مستخدمي الشوارع، وقال: «خفض الإضاءة بنسبة 50 في المائة قد يكون له خطورة على سلامة سالكي الشوارع».

وأوضح أمين المنطقة الشرقية أن الأمانة لجأت إلى هذا المشروع بسبب الاستهلاك الكبير للطاقة الكهربائية، وقال: «كانت الزيادة في الفترة الماضية كبيرة وكان لا بد من التفكير في مشروع للسيطرة على النمو في الطلب على الأحمال الكهربائية باستمرار».

ولم يفصح العتيبي عن فاتورة الكهرباء التي تدفعها أمانة المنطقة الشرقية، ولكنه اكتفى بالقول إن الأمانة كأي جهة حكومية لا تدفع لشركة الكهرباء أموالا نظير استهلاكها للكهرباء، ولكن تتم مقاصة فاتورتها مع شركة الكهرباء عبر وزارة المالية بعد حساب قيمة الخدمات المقدمة لها، مؤكدا أن المشروع سيخفض الأموال التي يتم مقاصتها بين الأمانة وشركة الكهرباء مستقبلا.

وبيّن العتيبي أن المشروع يتضمن في الأساس خفض الأحمال الكهربائية التي تستهلكها مصابيح الشوارع، كما قال إن إغلاق نصف مصابيح الشوارع أمر يصعب تنفيذه.

ولم تعلن الأمانة عن الوقت الذي ستبدأ فيه تطبيق خطة الترشيد التي ستخضع لمزيد من المسوحات والدراسات لتحديد معدل الإنارة التي يتم اعتمادها بعد الساعة الـ12 ليلا، إلا أن إدارة التشغيل والصيانة قالت إنها وضعت خطة لإطفاء 50 في المائة من مصابيح الشوارع بعد منتصف الليل.

وبحسب إدارة التشغيل والصيانة سيتم إطفاء نحو 60 ألف مصباح كهربائي بعد الساعة الـ12 من منتصف الليل من أصل 120 ألف مصباح تضيء الشوارع الرئيسية وداخل الأحياء في حاضرة الدمام وحدها.

وفسرت إدارة التشغيل والصيانة تحديد الساعة الـ12 ليلا بسبب تراجع الحركة والتنقلات بشكل واضح في عموم الحاضرة التي تضم مدن الدمام والخبر والظهران.

بدوره أوضح المهندس فيصل الثاني مدير عام التشغيل والصيانة بأمانة المنطقة الشرقية أن نظام ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية المزمع تطبيقه يضم نظامين فرعيين، هما نظام مراقبة شبكة الإنارة ونظام التحكم في الشبكة، حيث يتم تركيب وحدات تحكم خارجية وأجهزة مراقبة إلكترونية في أعمدة الإنارة من أجل التحكم المباشر من غرفة التحكم بساعات الإضاءة في الشوارع.

وقال الثاني إن النظام يهدف إلى مراقبة عمل الفوانيس ولوحات التوزيع وعلب الفيوزات والكشف عن الأعطال، ويتكون النظام من ثلاث وحدات: وحدة التخزين، ويتم تركيبها داخل أعمدة الإنارة وتتحكم في الإطفاء والإضاءة. وحدة المعالجة، وتعتبر عقل النظام وتحتوي على الساعة الفلكية. وجهاز التحكم المركزي، ويقوم بجمع المعلومات من وحدة المعالجة ويحتوي على البرنامج الرئيسي لنظام التحكم.

وأشارت أمانة المنطقة الشرقية إلى أن شبكة الإنارة بحاضرة الدمام تتألف من أكثر من 120 ألف عمود إنارة وتغطي أكثر من 3600 كيلومتر من الشوارع الداخلية بالأحياء والطرق الرئيسية، وتقوم إدارة الصيانة باستبدال نحو 75 ألف فانوس سنويا، كما تقوم بصيانة نحو 12 ألف علبة فيوز و1000 لوحة توزيع.

وأكد المهندس فيصل الثاني أن نظام ترشيد استهلاك الطاقة يسهم بفاعلية في برنامج حماية البيئة وبرنامج الاستغلال الأمثل للموارد، وأضاف أن منهجية ترشيد استهلاك الطاقة في أعمدة الإنارة تعتمد على إطفاء جزئي لأعمدة الإنارة بعد منتصف الليل بنسبة لا تزيد عن 50 في المائة نظرا لانخفاض استخدام الشوارع خلال تلك الفترة، كما يتم التحكم في الوقت الملائم للإضاءة والإطفاء بواسطة الساعة الفلكية الموجودة ضمن أجزاء النظام. وأضاف: «سيتم تحديد نسبة الإطفاءات في كل منطقة بعد دراسة ومسوحات ميدانية دقيقة لشبكة الإنارة واستخدامات الأراضي وتوزيع كثافة حركة مرور المشاة والمركبات بالمنطقة، مع مراعاة أن لا تقل شدة الإضاءة بعد الإطفاء الجزئي عن الحدود المسموح بها داخل المدن».

وتوفر وحدات المراقبة، وهو المشروع الذي ستقوم عليه خطة الأمانة لترشيد الطاقة الكهربائية، معلومات مباشرة عن أي أعطال بشبكة الإنارة مما يزيد من سرعة تجاوب فرق الصيانة والإصلاح للقيام بإصلاح الأعطال خلال فترة لا تزيد عن 24 ساعة، وبالتالي تقليل نسبة الإطفاءات بسبب الأعطال لأقل من 1 في المائة من شبكة الإنارة، علما بأن الإدارة تقوم سنويا بالاستجابة لأعداد كبيرة من البلاغات عن أعطال في شبكة الإنارة، ويبلغ متوسط مدة الاستجابة للبلاغ، بما في ذلك إصلاح الأعطال، 48 ساعة، وذلك دون استخدام نظام المراقبة، بالإضافة إلى التوفير في الطاقة الذي يبلغ في المتوسط 30 في المائة لكامل الشبكة، كما أن التحديد الفوري للأعطال يساعد على تنظيم أعمال الإصلاح بكفاءة عالية، ويؤدي إلى تقليل كلفة الصيانة بنحو 24 في المائة، وذلك بتقليل عدد فرق ومعدات الصيانة.